إذا كانت الدول تبذل جهوداً حثيثة لمحاولة إيجاد حلول بيئية مناسبة للعالم الغارق في مشاكل النفايات والتلوّث الذي يشمل البر والجو والبحر، يغدو عمال النظافة ركيزة أساسية في إرساء بيئة أفضل لصحة الإنسان وحياته، ولا بدّ أن يحظوا بكل احترام وحب لدورهم الكبير في توفير الوجه الجميل للمدن والأماكن الصالحة للعيش.
يعمل هؤلاء العمال ليلاً ونهاراً بجهد كبير، رغم أن أجورهم متدنية جداً في الكثير من البلدان. وفي سبيل دعم جهودهم، يفترض أن يظهر الناس الاحترام الكامل لهم عبر تجنب إلقاء القمامة في غير الأماكن المحددة لها، وفي الشوارع، والتعامل معهم بذوق وأدب.
بالطبع، لا يمكن أن يتخيل أحد أية حياة بلا عمال النظافة، رغم أنهم الفئة المتعبة المنهكة في الدنيا التي تستيقظ في ساعات الفجر الأولى للعمل لصحة الناس ومنفعتهم. ينظفون الطرقات والشوارع والأحياء لمنع انتشار الأمراض والأوبئة، فيما يتعرضون نفسهم لمخاطر هذه الأمراض الناتجة من بكتيريا النفايات وسمومها، من دون أن يمنع ذلك النظرة الفقيرة إليهم، ما جعل مهنة النظافة عملاً يخشاه بعضهم، ويمارس على استحياء وخشية من كلام الناس.
وفي زمن كورونا، زادت المخاطر على عمال النظافة، لكنهم خاضوا الحرب ضد الفيروس بشجاعة في سبيل "لقمة العيش". وتعامل بعضهم مباشرة مع القمامة في الشارع، وآخرون في المستشفيات تولوا تنظيف مخلفات المرضى، لكنهم رفضوا الهروب من الأزمة أو الجلوس في المنازل.
(العربي الجديد)