في أحد أيام الصيف الحارقة، احتشد حول المسلة في وسط مدينة بوينس آيرس الأرجنتينية الآلاف من الأشخاص للاحتفال بفوز منتخب بلادهم بمونديال كأس العالم في قطر بعد تغلبه الصعب على منتخب فرنسا في المباراة النهائية على ملعب استاد لوسيل.
منذ وقت مبكر من صباح الأحد، وقبل بدء المباراة، بدأت الساحة حول النصب العمودي الشهير في وسط بوينس آيرس تمتلئ بالناس. إنه الموقع التقليدي الذي يحتفل فيه الأرجنتينيون بالانتصارات الرياضية في العاصمة. بدأت حشود أكبر تتوافد على المكان بعد فترة وجيزة من نهاية المباراة، وتحولت محطة مترو الأنفاق إلى مكان حفلة، وامتلأت مناطق وسط المدينة بالمشجعين، والسيارات، وتعالت الصيحات والهتافات، والغناء، وتقافز المئات فرحاً أثناء الاحتفالات عند المسلة. هتفت الحشود وسط حالة من النشوة: "ممسكين بيدي ليو ميسي. سنذهب حتى نهاية الطريق".
كانت مشاهدة نهائي كأس العالم، والحلم بإحراز اللقب ضرورية معنوياً، من أجل الهروب من الواقع المتردي بالنسبة لمواطني بلد عانى لسنوات من الاضطرابات الاقتصادية بسبب التضخم المتصاعد.
نسي ملايين الأرجنتينيين الأزمة المعيشية التي يعانون منها من جراء الوضع الاقتصادي الصعب، ونزل عشرات الآلاف منهم إلى الشوارع للاحتفال بإنجاز المنتخب الذي قاده ليونيل ميسي إلى لقبه الأول في كأس العالم منذ 1986. واحتفلوا بالألعاب النارية، وأطلقوا العنان لأبواق سياراتهم، ولفوا أنفسهم باللونين الأزرق والأبيض الممثلين للعلم الوطني، ورقصوا، ولوحوا بالأعلام.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)