واعتبر وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هنت، في افتتاح أعمال المؤتمر، أن حرية الإعلام "قضية عالمية". وقال أمام حشد من وزراء الخارجية والمنظمات غير الحكومية والأكاديميين والإعلاميين "نرسل اليوم رسالة قوية بأن حرية الإعلام ليست قيمة غربية، بل هي قيمة عالمية... وفي أفضل أحواله يحمي الإعلام الحر المجتمع من ظلم السلطة ويساعد في تحقيق إمكانياته".
ويقول منظمو المؤتمر في لندن، الذي استثنت القائمة النهائية للمدعوين فيه ثلاث دول هي كوريا الشمالية وفنزويلا وسورية، إنه يهدف إلى رفع مستوى الحوار والتعاون العالميين حول قضايا تتعلق بحرية الإعلام، بما فيها الأخبار الكاذبة.
وشدد هنت على أن حرية الإعلام تقي من الجانب المظلم للسلطة، من خلال المحاسبة والتدقيق "إن التبادل المفتوح للأفكار عبر الإعلام الحر يسمح للمجتمعات بالتنفس وتحرير طاقتها الأصلية والإبداعية ولكامل أفرادها".
وحذّر من تدهور وضع حرية الصحافة في عدد من دول العالم، معتبراً أنّ الدول التي تقيد حرية الإعلام ينبغي أن تدفع ثمناً دبلوماسياً، قائلاً "إذا تحركنا معا يمكننا إلقاء الضوء على الانتهاكات وإجبار أولئك الذين يلحقون الأذى بالصحافيين أو يمنعونهم من أداء عملهم على دفع ثمن دبلوماسي".
وأضاف أن "الدول العشر الأولى على مؤشر الشفافية الدولية، سبعة منها ضمن العشرة الأوائل على مشعر حرية الصحافة العالمي. وفي الوقت ذاته من بين الدول العشر الأكثر فساداً، أربعة منها موجودة بين أسوأ عشر دول في حرية الإعلام".
واعتبر أن على الدول أن تقاوم "الإذعان لحتمية الأمر الواقع" في التعامل مع الهجمات على حرية الإعلام مثل مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.
واتفقت المحامية الحقوقية أمل كلوني، مبعوثة بريطانيا الخاصة لشؤون حرية الإعلام، في الرأي مع هنت. وانتقدت كلوني زعماء العالم الذين تجاهلوا مقتل خاشقجي، كما انتقدت الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقالت "اليوم صار لبلد (الرئيس الأميركي السابق) جيمس ماديسون زعيم يُشهّر بالإعلام، مما يجعل صحافيين أمناء حول العالم أكثر عرضة للإساءة".
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، "إن الصحافة الحرة هي الحجر الأساس في أي مجتمع ديمقراطي، وأساسية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان. أتطلع إلى اليومين القادمين من النقاشات المعمقة حول وضع حرية الإعلام والخطوات العملية التي نستطيع اتخاذها لإحداث التغيير الإيجابي في بلادنا وحول العالم".
وكانت وزيرة الدولة البريطانية للتنمية الدولية، هارييت بالدوين، قد أعلنت عن تقديم حزمة من المساعدات لتطوير الإعلام في الدول النامية حول العالم. ويشمل البرنامج دعم الإعلام المستقل في دول مثل إثيوبيا وبنغلادش وسيراليون.
ويُعد عام 2018 الأسوأ من حيث العنف ضد الصحافيين، حيث تم استهداف أكثر من نصفهم، وفقاً لـ"مراسلون بلا حدود"، إضافةً إلى ارتفاع أعداد القتلى بين الصحافيين بنسبة 15 في المائة.
وقالت بالدوين "تمنح المساعدات البريطانية خبراء الإعلام والجمعيات الخيرية والقطاع الخاص والأكاديميين فرصة لقيادة مقاربات جديدة، للحفاظ على استقلال وحرية وسائل الإعلام، والقدرة على نقل الحقيقة".
وكانت الخارجية البريطانية قد أعلنت عن حظرها قناة "آر تي" ووكالة "سبوتنيك" الروسيتين من المشاركة في المؤتمر، لدورهما "النشط في نشر حملات التضليل".