لم تهدأ انتقادات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بعد، عقب التقارير التي أوردها الإعلام الإسرائيلي، خاصة صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن دعم إسرائيلي قريب للجانب المصري، عبر مشاريع عدة في مجالات مختلفة.
وجاءت هذه التقارير بعد إصدار الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قراراً جمهورياً بإنشاء المجلس الأعلى للاستثمار، وتنصيب نفسه رئيساً عليه، وغموض حول مصير الدعم الخليجي لمصر، إذ وصلت الخلافات مع المملكة العربية السعودية إلى العلن، بعد إعلان شركة "أرامكو" إيقاف مد مصر بالنفط، فعرضت إيران نفطها، ولحق بها المشير الليبي، خليفة حفتر، فعرض نفطاً ليبياً مقابل دعم لانقلاب يوصله إلى السلطة.
وكانت الإعلامية البارزة في إعلام أذرع السيسي، لميس الحديدي، لوحت باللجوء إلى الغاز الإسرائيلي كالأردن، بعد قطع شركة "أرامكو" الإمدادات البترولية عن مصر، خلال برنامجها "هنا العاصمة" على قناة "سي بي سي" الأسبوع الماضي.
وزاد الأمر سوءاً انتشار فيديو للكاتب الصحافي المقرب من السلطة الحالية، مكرم محمد أحمد، والذي أعلن فيه عن دخول إسرائيل كطرف ثالث للتنسيق الأمني مع مصر والمملكة العربية السعودية، حول اتفاقية جزيرتي تيران وصنافير.
وذكّر ناشطون بالإعلامي المصري، توفيق عكاشة، عندما باح بدور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في إقناع الجانب الأميركي بانقلاب 3 يوليو/تموز، بل رتب لقاء بين الرئيس الأميركي، باراك أوباما والسيسي في نيويورك.
هذه الخلفيات كلها، جعلت من أنباء مد يد العون الاقتصادي الإسرائيلي لنظام السيسي أكثر من "كلام جرايد". إذ أكد التقرير المنشور في "يديعوت أحرونوت" أن النقاشات المشتركة بشأن المشاريع، لا تعكس التقارب بين البلدين وحسب، إنما تعكس أيضًا حاجة عاجلة لتطوير البنية التحتية في مصر، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها، وهو ما فسره البعض بمحاولة تعويض الدعم الخليجي الذي تخطى حاجز الـ40 مليار دولار، وتوقف الآن لفترة غير معلومة.
اللافت أن نائب رئيس تحرير مجلة "روز اليوسف" والمراسلة في الولايات المتحدة الأميركية، حنان البدري، المفترض انتماؤها لإعلام النظام وأذرعه، نقلت تصريحات أحد الخبراء، اعتبرتها في منتهى الخطورة، وأعلنت أنها تنتظر رداً من الجانب المصري، الأمر الذي لم يحدث حتى الآن.
إذ كتبت على موقع "فيسبوك": "انقل ما يقوله هذا الخبير العالمي، والمبني على تقرير يديعوت أحرونوت المرفق، وانتظر من مصر إن كانت تسمع أن ترد".
وجاء في تصريحات الخبير أن "عنوان المقال كاذب، العنوان الصحيح هو "مصر تنبطح وعلى استعداد أن تكون مستعمرة اقتصادية لإسرائيل"، جميع مجالات التعاون المقترحة، مصر قادرة على تنفيذها بنفسها وبجودة أعلى، منذ متى كانت لإسرائيل خبرة في مجال الغاز أو إنتاج الكهرباء؟ ما هي التكنولوجيا المعقدة لتنفيذ الري بالتنقيط أو غيره؟ ما هي المشكلة والصعوبة في إنتاج البذور والشتلات الزراعية؟ تحلية المياه ليس فيها تكنولوجيا إلا في مجال الأغشية وإسرائيل تستوردها! تصميم المحطات نفسها سهل للغاية وأي مهندس كحيان ممكن يعمله، متى تنتهي عملية إستكراد مصر؟".
وعلقت إحدى مستخدمات مواقع التواصل الاجتماعي، وداد عبدو، على المنشور فكتبت: "بالطبع لا دهشة في ذلك! ما هي اللي فاضلة لنا، ومن كام يوم وصفها أحد النخبة على أنها الجارة التي لم نرى منها الا كل الخير طوال الـ37 عام الماضية! انبطاح". وكتب طارق: "هل بعد كلام استاذ مكرم عن الجزر من الممكن أن نجد اجابة علي هذه التساؤلات، لقد ضاعت دماء الآباء و الأجداد سدى ولا عزاء للشرفاء".
بينما قال محمد: "المشكلة في البعد الاستراتيجي الذي تقوم عليه دولة المفروض أنها تدار من قبل الجيش، ونجد أن لديها قدرة على عقد الكثير من التنازلات في مجالات عدة، والاندماج داخل تبعيات تهزم إرادتها السابقة حينما كانت تمثل العالم العربي كله، ولا ينبغي أبدا يظهر تقرير أو تصريح مثل هذا دون أن يكون هناك ردود حاسمة، ما لم تكون الإدارة تعتبر أن الرأي العام هش لا يستحق إزعاجه بهذه القضايا".
واتبع الصحافي، محمد الشيكاري، مسار زميلته البدري، وتساءل عن علاقة الأنباء التي أوردتها "يديعوت أحرونوت" بتنصيب السيسي نفسه مسؤولاً مباشراً عن الاستثمار، وقال ساخراً: "النهاردة طلع القرار ده: قرار جمهوري بإنشاء «المجلس الأعلى للاستثمار» برئاسة السيسي، وبعدها ظهر الخبر ده: يديعوت أحرنوت: إسرائيل تسعى للاستثمار في مصر لدعم النظام، وبعدها قعدت أفكر وأفكر ثم أفكر، وقولت مرسي خائن وعميل لقطر".
وتساءل حساب باسم "المصري": "تقرير: إسرائيل تستعد لمساعدة الاقتصاد المصري بمشروعات كبيرة، مصر بيحكمها جاسوس صهيوني، ويا ترى حايبيع سيناء للمستثمرين"، وعلق خالد: "السيسي طلب المساعدة الاقتصادية من نتنياهو خوفا من انتفاضة الشعب، وأعلنت صحف إسرائيل إقامة مشروعات تحلية مياه زراعة غاز وطاقة شمسية".
وربط حساب يحمل اسم "كان زمان" المشاريع الإسرائيلية بالنيل، فكتب: "إسرائيل ستدعم السيسي بمشروعات في مصر خوفا من زوال حكمه ... والحقيقي أنها مشروعات مقابل أن يصب النيل في إسرائيل".