وبناءً على التعديل الجديد، سيلغي الموقع أولوية الصور والفيديوهات والمنشورات التابعة للشركات والمؤسسات الإعلامية، وأطلق عليها زوكربيرغ اسم "المحتوى العام"، لصالح محتوى ينتجه أصدقاء المستخدم وعائلته.
وأشار زوكربيرغ في منشور على "فيسبوك" إلى أن "الفيديو والمحتويات العامة الأخرى تفجرت على الموقع، في السنوات الأخيرة الماضية، إلى درجة أنها زاحمت منشورات العائلة والأصدقاء".
واعتبر زوكربيرغ أن التغييرات من المرجح أن تؤدي إلى قضاء المستخدمين وقتاً أقل على "فيسبوك"، ما قد يؤثر سلباً على الشركة. لكنه رأى أنه "في حال قمنا بالأمر على نحو صحيح، فإنه سينعكس إيجاباً على المجتمع والشركة على المدى الطويل".
لكنه لم يتطرق إلى دور الشركة نفسها في هذا "الانفجار". إذ على الرغم من إنكارها الدائم كونها مؤسسة إعلامية أو شركة ناشرة، إلا أن "فيسبوك" دفعت لمؤسسات إعلامية عدة، مقابل إنتاج فيديوهات للموقع. كما أن ثلثي الأميركيين يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي في الحصول على الأخبار، وفقاً لدراسة نشرها "مركز بيو للأبحاث".
ويبدو أن هذه التغييرات هدفها الحد من موجة الانتقادات التي واجهها "فيسبوك"، العام الماضي، إذ اتُهمت الشركة باستغلال المستخدمين وتسهيل نشر وتوزيع الأخبار الزائفة والمضللة، ما سمح بالتدخل الأجنبي في الانتخابات الرئاسية، في الولايات المتحدة الأميركية، عام 2016، بالإضافة إلى استغلال سيكولوجية المستخدمين في جني المزيد من الأرباح.
وتباطأ "فيسبوك" في الاعتراف بواقعية هذه المخاوف، إذ رأى زوكربيرغ أن فكرة تأثير الأخبار الزائفة والمضللة على الانتخابات الأميركية الرئاسية الأخيرة "مجنونة"، في نهاية عام 2016. لكن الشركة غيرت من نبرتها، في خريف عام 2017، بعدما أقرّت بشراء عملاء روس إعلانات قيمتها 100 ألف دولار أميركي على الموقع، وروجت هذه الإعلانات للانقسام السياسي، قبل إجراء الانتخابات.
وبعد أن تحدث عدد من كبار المسؤولين السابقين في "فيسبوك" عن طبيعة الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي وأضرارها على المجتمع، أقرت الشركة للمرة الأولى، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن الاستهلاك السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي قد يضر بصحة المستخدمين النفسية.
(العربي الجديد)