دراسة: المدوَّنات ومواقع التواصل أسهمت في مناهضة العنف ضد النساء في مصر

22 ابريل 2019
ازدهرت المدونات قبل الثورة (طارق عبد الحميد/فرانس برس)
+ الخط -

أصدرت مؤسسة المرأة الجديدة (منظمة مجتمع مدني مصرية)، و"متون" (مبادرة حقوقية لتكنولوجيا المعلومات والخدمات)، دراسة جديدة لرصد وتحليل دور التكنولوجيا وتحديداً المدونات المصرية وشبكات التواصل الاجتماعي، في تمكين الشباب من الجنسين في مناهضة العنف ضد النساء.

ولفتت الدراسة إلى ما أسهمت به حركة التدوين وشبكات التواصل، لا فقط في فتح منافذ التعبير؛ وإنما في قراءة إسهامها في ضوء السياقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي واكبت فترة ازدهارها.

وتألقت المدونات في العمل والتعبير عن الآراء السياسية في السنوات الخمس الأخيرة قبل الثورة من 2005 إلى 2010، وهو أوج نشاط وتجلّي حركة كفاية في العمل السياسي، وبدايات حركة 6 إبريل، وهي حركة تدوين في الأساس، وانشغلت بالهمّ العمالي واعتبرت إضراب المحلة قاطرة الحركة الرئيسية.

وجاء أوج تجلياتها في الدعوة للإضراب، التي رغم صعوبة قياس مدى استجابة الناس له، لكنه حقق وجوداً ملموساً وانتشاراً للدعوة، واستجابة على صعيد الحركة العمالية في مدينة إقليمية كالمحلة الكبرى بعيداً عن العاصمة، صاحبة نصيب الأسد في الحراك السياسي.

وتحت عنوان فرعي "المدونات: الحديقة الخلفية لاقتناص النساء الحق في التعبير"، لفتت الدراسة إلى ظهور مدونات لفتيات اهتممن بالعمل العام والسياسي تحديداً، وهو ما اعتبرته "قفزة في تملك النساء حقهن في التعبير في القضايا العامة، وبداية جذرية للدفع بقضايا نسائية بشكل لاحق على الساحة السياسية، وبدء انتقال الاهتمام بالتمييز ضد النساء للمدونين الشباب والمجتمع الإلكتروني اليقظ المعنِي بإحداث التغيير".

وحسب الدراسة، فربما تكون مدونة نوارة نجم "جبهة التهييس الشعبية" وتدويناتها، إحدى أهم المحطات المهمة لرصد كتابة النساء والفتيات في الهموم العامة. وعددت الدراسة أبرز المدوّنات والقصص التي تابعتها وساهمت في انتشار حكايا نساء كثيرات.

ولفتت الدراسة إلى أن العديد من المدونين بعد ثورة يناير، ونجاح الزخم والحركة الجماهيرية، تصوروا أن مهمة التدوين قد انتهت وحققت الهدف منها، فالرسالة وصلت، والجماهير استنفرت، والحراك تم، إضافةً إلى أن الهدف من التدوين هو تغيير الواقع والانتقال لحقيقة غير افتراضية، وهو ما قد يفسر بنسبة توقف نشاط التدوين إلا لبعض قليل من المدونين من الجنسين. هذا بالإضافة إلى تدخلات التقنية الجديدة والمتعددة كفيسبوك، وتويتر وغيره من وسائل متعددة من التواصل الاجتماعي.


وأكدت الدراسة "دور شبكات التواصل الاجتماعي في كشف وتوثيق شهادات العنف الجنسي، ونشر التدخلات، وإلى حد بعيد اعتبر فيسبوك وتغريدات تويتر بمثابة الكشاف عن بعض وقائع الاعتداء الجنسي بالتحرير للبعض، الذي استطاع أن يوثق شهادته حول حوادث التحرش والاعتداء الجنسي الجماعي، سواء في الميدان أو في الشوارع المحيطة في الميدان".

وأضافت: "تباعاً انتشرت وانطلقت العديد من الحملات الإلكترونية، لتوعية المتابعين لأهمية وضرورة التصدي لواقع العنف ضد المرأة، ونال التحرش الجنسي في الشارع والمواصلات نصيبًا وافرًا من الدعوة للتدوين وتخصيص الوسوم الصغيرة. ومنها #التحرش_انتشر_ليه، #أول_مرة_تحرش، ووسوم تناولت حالات من الناجيات محددة مثل #أنا_سمية، ومؤخرًا الوسم العالمي #Me_too الذي فضح تورط عدد كبير من الشخصيات العامة العالمية في وقائع تحرش".

وأوصت الدراسة بتكنولوجيا آمنة، لا فقط من التحرش الجنسي ولكن أيضا آمنة من التتبع الأمني والاختراق. ونشر وسائل التكنولوجيا الرخيصة، وتمكين الفتيات منها ودعم الحق في التعبير. والاهتمام بتوثيق تجارب الكتابة والتدوين للفتيات على شبكات التواصل الاجتماعي. كما أوصت بتوفير التدريبات المتنوعة والمستدامة حول التعبير الإلكتروني والنشر والأمان الرقمي.