يبدو أن الصحافة الحزبية في تونس تعيش أيامها الصعبة، ما قد يعجل باندثارها نهائيًا، رغم أنّ بعض الأحزاب التي تأسست بعد الثورة أصدرت صحفًا خاصة بها مثل حزب الاتحاد الوطني الحرّ. لكن هذه الصحف لم تصمد أكثر من بضعة أشهر وهو ما يؤشر الى نهاية الصحافة الورقية الحزبية واكتفاء جلّ الأحزاب بمواقع إلكترونية.
رغم الطفرة الإعلامية التي شهدتها تونس ما بعد الثورة، إلا أن الصحافة الورقية عرفت تراجعًا غير مسبوق. فقد تراجع عدد المطبوعات الورقية من 250 بين صحف ومجلات إلى 55. وهو ما يترجم عمق الأزمة التي تشهدها الصحافة المكتوبة رغم محاولة الحكومة التونسية إنقاذ هذا القطاع من خلال بعض القرارات ذات المردود المالي، التي يمكنها أن تساعد في خروج الصحف من "عنق الزجاجة الموجودة فيه".
شمل هذا التراجع الصحف الحزبية. فقد أكد مصدر مقرب من حركة النهضة التونسية لـ"العربي الجديد" أن الحزب يفكر جديًا في التخلّي عن النسخة الورقية لصحيفته الأسبوعية "الفجر" والاكتفاء بموقع إلكتروني إخباري. وهذا الأمر إن حصل يعتبر بمثابة إعلان الوفاة للصحافة الحزبية الورقية التونسية لعدة اعتبارات، أهمها أنّ حركة النهضة تعتبر من الأحزاب التونسية ذات الإمكانيات المادية القادرة على تحمل مصاريف إصدار صحيفة ورقية أسبوعية في حين يعجز عن فعل ذلك جلّ الأحزاب التونسية التي يفوق عددها 150 حزبًا، لكنها لا تصدر صحفاً خاصة بها ما عدا النهضة وحزب العمال التونسي الذي يصدر صحيفة "البديل" الأسبوعية.
كما أن التخلي عن النسخة الورقية لصحيفة "الفجر" يعد إعلان موت لصحيفة بدأت في الصدور منذ ثمانينيات القرن الماضي. وكانت من الصحف المعارضة لنظام زين العابدين بن علي، لذلك تمّ منع صدورها منذ سنة 1991 حتى عودتها الى الصدور بعد الثورة التونسية. وهي تحمل دلالات رمزية لأنها تعبر عن حقبة من تاريخ تونس.
التعبير عن الصحافة المعارضة والمناضلة زمن الاستبداد، كانت أيضاً تقوم به صحف تونسية الكثير منها توقف عن الصدور اليوم مثل صحيفة "الموقف" التي أسسها السياسي التونسي أحمد نجيب الشابي واحد من أبرز المعارضين للنظام القائم قبل الثورة. وكانت الصحيفة منبرًا لكل المعارضين التونسيين بمختلف ألوانهم السياسية ومشاربهم الفكرية. كما كانت تتعرض للمصادرة قبل الثورة ويتمّ توزيعها بشكل سرّي، لكن بعد نجاح الثورة احتجبت الصحيفة عن الصدور لأسباب مالية وهو ما اعتبره الكثيرون خسارة كبرى للصحافة المكتوبة التونسية. إذ تعدّ صحيفة "الموقف" جزءًا من تاريخ هذه الصحافة منذ ثمانينيات القرن الماضي عندما كانت تصدر على شكل مجلة لتتحول بعد ذلك الى صحيفة حزبية ناطقة باسم الحزب الديمقراطي التقدمي الذي أصبح الحزب الجمهوري بعد الثورة التونسية.
صحيفة تونسية أخرى كانت صوتاً للثورة التونسية وللمعارضين للرئيس التونسي المخلوع احتجبت عن الصدور وهي "الطريق الجديد" الناطقة باسم الحزب الشيوعي التونسي منذ 1981. وقد كانت فضاء للمعارضين التونسيين وتعرض العاملون فيها للسجن وتعرضت الصحيفة للمصادرة. مصير صحيفة "الطريق الجديد" عرفته صحيفة "مواطنون" الناطقة باسم حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات في كانون الثاني/ يناير 2007 وكان يديرها الوجه السياسي التونسي المعارض حينها مصطفى بن جعفر. ورغم ما قامت به من دور هام إبان الثورة التونسية وما تعرضت له من مصادرة وحجب وملاحقة بوليسية قبل الثورة إلا أنها حافظت على صدورها لكنها عجزت على مواصلة الصدور بعد الثورة نتيجة الظروف المالية الصعبة التي يمرّ بها القطاع.
اقــرأ أيضاً
شمل هذا التراجع الصحف الحزبية. فقد أكد مصدر مقرب من حركة النهضة التونسية لـ"العربي الجديد" أن الحزب يفكر جديًا في التخلّي عن النسخة الورقية لصحيفته الأسبوعية "الفجر" والاكتفاء بموقع إلكتروني إخباري. وهذا الأمر إن حصل يعتبر بمثابة إعلان الوفاة للصحافة الحزبية الورقية التونسية لعدة اعتبارات، أهمها أنّ حركة النهضة تعتبر من الأحزاب التونسية ذات الإمكانيات المادية القادرة على تحمل مصاريف إصدار صحيفة ورقية أسبوعية في حين يعجز عن فعل ذلك جلّ الأحزاب التونسية التي يفوق عددها 150 حزبًا، لكنها لا تصدر صحفاً خاصة بها ما عدا النهضة وحزب العمال التونسي الذي يصدر صحيفة "البديل" الأسبوعية.
كما أن التخلي عن النسخة الورقية لصحيفة "الفجر" يعد إعلان موت لصحيفة بدأت في الصدور منذ ثمانينيات القرن الماضي. وكانت من الصحف المعارضة لنظام زين العابدين بن علي، لذلك تمّ منع صدورها منذ سنة 1991 حتى عودتها الى الصدور بعد الثورة التونسية. وهي تحمل دلالات رمزية لأنها تعبر عن حقبة من تاريخ تونس.
التعبير عن الصحافة المعارضة والمناضلة زمن الاستبداد، كانت أيضاً تقوم به صحف تونسية الكثير منها توقف عن الصدور اليوم مثل صحيفة "الموقف" التي أسسها السياسي التونسي أحمد نجيب الشابي واحد من أبرز المعارضين للنظام القائم قبل الثورة. وكانت الصحيفة منبرًا لكل المعارضين التونسيين بمختلف ألوانهم السياسية ومشاربهم الفكرية. كما كانت تتعرض للمصادرة قبل الثورة ويتمّ توزيعها بشكل سرّي، لكن بعد نجاح الثورة احتجبت الصحيفة عن الصدور لأسباب مالية وهو ما اعتبره الكثيرون خسارة كبرى للصحافة المكتوبة التونسية. إذ تعدّ صحيفة "الموقف" جزءًا من تاريخ هذه الصحافة منذ ثمانينيات القرن الماضي عندما كانت تصدر على شكل مجلة لتتحول بعد ذلك الى صحيفة حزبية ناطقة باسم الحزب الديمقراطي التقدمي الذي أصبح الحزب الجمهوري بعد الثورة التونسية.
صحيفة تونسية أخرى كانت صوتاً للثورة التونسية وللمعارضين للرئيس التونسي المخلوع احتجبت عن الصدور وهي "الطريق الجديد" الناطقة باسم الحزب الشيوعي التونسي منذ 1981. وقد كانت فضاء للمعارضين التونسيين وتعرض العاملون فيها للسجن وتعرضت الصحيفة للمصادرة. مصير صحيفة "الطريق الجديد" عرفته صحيفة "مواطنون" الناطقة باسم حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات في كانون الثاني/ يناير 2007 وكان يديرها الوجه السياسي التونسي المعارض حينها مصطفى بن جعفر. ورغم ما قامت به من دور هام إبان الثورة التونسية وما تعرضت له من مصادرة وحجب وملاحقة بوليسية قبل الثورة إلا أنها حافظت على صدورها لكنها عجزت على مواصلة الصدور بعد الثورة نتيجة الظروف المالية الصعبة التي يمرّ بها القطاع.