تصدّر خبر مقتل الصحافي السوري ناجي الجرف بطلق ناري في غازي عنتاب عناوين منشورات شبكات التواصل التي نعاه الناشطون السوريون عبرها. "من لم يعرف ناجي، لم يعرف روح الثورة"، العبارة التي تكررت في كتابات كل ناشط أو مواطن عرف الجرف. هكذا، وفي وضح النهار، وسط السوق، وخلال قيام الجرف بإحضار وجبة طعام لعائلته بحسب مقربين منه، سرقت رصاصة قوس قزح الثورة.
الناشط السياسي ناجي الجرف (38 عاما) معروف بمعارضته النظام السوري ومناهضته داعش، يتحدر من مدينة السلمية في ريف حماة الشرقي. ويعرف الجرف بـ"الخال" لمعظم من قابله، محبوب من قبل الناشطين السوريين ومثابر على البقاء بالقرب من الثورة.
"لأن الحق مكلف، وكلمته موجعة، ولأن من يقول الحق يغرس الرعب في قلوب كبار الطاغوت، ويزعزع كيان أكبر التنظيمات وأعتاها إرهاباً، لهذا اغتيل الصحافي السوري ناجي الجرف". هكذا تلقف رفقاء الجرف خبر اغتياله، لناجي وقفات مشرفة ومواقف لا يمكن اختزالها في مقال، من وقوفه في وجه النظام السوري إلى عمله على فضح انتهاكات تنظيم "داعش". وبحسب مقربين منه، كان الجرف قد تعرض لمحاولة اغتيال منذ قرابة الشهر بعد وضع عبوة لاصقة تحت سيارته لكنها لم تنفجر.
شارك الجرف بمختلف الفعاليات الثورية التي ينظمها الناشطون السوريون في تركيا، كما ساهم بتدريب عدد كبير من الناشطين الإعلاميين، لطالما حرص على دعم أي مبادرة شبابية أو دورة تدريبية تتعلق بـ "صحافة المواطن"، لأنه آمن بأن الكاميرا مستقبل سورية.
آخر أعمال الجرف كانت فيلما تسجيليا بعنوان "داعش في حلب"، عرضتهُ محطة العربية مؤخراً، قام خلاله بتوثيق انتهاكات تنظيم الدولة "داعش"، منذ دخوله إلى حلب عام 2013، حتى خروجه منها عام 2014، وتناول الفيلم بعض الحالات التي قام التنظيم بتغييبها عن ساحة الحراك السلمي، بين مفقود وقتيل ومعتقل. الفيلم الذي أثار جدلاً ملحوظاً قد يكون، بحسب مقربين من الجرف، سبباً من أسباب اغتياله.
وانتشر الفيلم على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، حيث حقّق خلال يومين من عرضه، حوالي 12 مليون مشاهدة على "يوتيوب".
أسس الجرف مجلة "حنطة" السورية الشهرية التي تصدرها شبكة حنطة للدراسات والنشر وترأس إدارة تحريرها، كما أنه أسس منذ أشهر قليلة مجلة "حنطاوي" التي تعنى باليافعين.
كانت للجرف مشاركات عديدة داعمة لفريق "الرقة تذبح بصمت" الذي عمل على توثيق انتهاكات تنظيم الدولة "داعش" في محافظة الرقة، والصعوبة التي يعمل بها فريق الحملة ومنها إنتاج فيلم يتحدث عن حياة أعضاء الحملة، والمشكلات التي يعانون منها خلال عملهم التوثيقي.
وقام الجرف بتصوير أول فيلم وثائقي له بعنوان "قرنفل أبيض للسلمية، بمعدات بسيطة جداً خلال ثلاثة أيام وتناول فيه الحراك الثوري في مدينة السلمية.
— Hoshang Waziri (@HoWaziri) December 27, 2015 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
اقرأ أيضاً: "داعش" يتبنى ذبح ناشطين سوريين في تركيا