ما أن تراجعت قيمة سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار الجمعة الماضية، في يوم تاريخي فقدت فيه العملة التركية نحو 17% من قيمتها لتنخفض إلى 6.22 ليرات مقابل الدولار الواحد، حتى انعكس ذلك على الشارع التركي ما بين مؤيد للحكومة ومتهم لها، ونفس الأمر حصل لدى الطبقة السياسية، فضلاً عن وسائل الإعلام.
وأدى التصادم السياسي بين أنقرة وواشنطن على خلفية اعتقال أنقرة للقس الأميركي أندرو روبنسون، المتهم "بالارتباط بمنظمات إرهابية"، إلى تعمق الخلاف بين الدولتين الحليفتين. ورغم أن هناك أبعاداً عدة للأزمة، إلا أن طلب واشنطن الإفراج الفوري عن القس، ورفض الحوار مع تركيا، أدى إلى انخفاض قيمة الليرة التركية، فضلاً عن فرض رسوم إضافية لبعض المستوردات.
وإزاء هذه التطورات، كان لا بد للإعلام التركي من التفاعل الكبير مع ما حصل، حيث نقلت القنوات التلفزيونية الأخبار المتعلقة بسعر صرف العملات الأجنبية أمام الليرة التركية، وأفردت مساحات كبيرة في نشرات الأخبار، وخصصت البرامج الحوارية على مدار يومين في تحليل التطورات الحاصلة. ومن المنتظر أن يستمر هذا التفاعل بشكل كبير جداً خلال الأيام المقبلة.
وانقسم الإعلام التركي ما بين مؤيد للمواقف الحكومية بشكل كبير، متبنياً وجهات نظرها، في وقت عارضت فيه وسائل إعلام أخرى مواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته، متهمين إياه بالوقوف وراء تعميق الأزمة الداخلية والخارجية.
اقــرأ أيضاً
الكاتبة في صحيفة "خبر تورك" (علمانية) سيفيلاي يلمان، قالت في مقال لها، "يجب علينا من البداية القول إن الوضع الاقتصادي الذي تعيشه تركيا ليس فريداً، بل العالم أجمع متقلب اقتصادياً، وما يحصل يؤثر على الدول الكبرى، في حرب تجارية كبيرة"، مدافعة عن الوضع الحاصل في البلاد.
وأضافت "ليست الليرة التركية هي العملة الوحيدة التي تتراجع أمام الدولار الأميركي، فالصين التي تبلغ احتياطياتها من الدولار 3.2 ترليونات دولار، لا تستطيع مجاراة الدولار، كما أن اليورو يتراجع أمام الدولار أيضاً، وكل ذلك على مستوى العالم نتيجة الحروب التجارية الجارية".
أما الكاتب والإعلامي التركي المعروف أحمد هاكان، وله برنامج في قناة "سي إن إن التركية"، فوجه ملاحظات للحكومة، مؤكداً أنه في النهاية الجميع في سفينة واحدة، وذلك في مقال له في صحيفة "حرييت" المعارضة. وكتب: "جميعنا في نفس المركب، وقول البعض لسنا في مركب واحد هو هذيان وخارج المنطق، فالقبطان وركاب السفينة عليهم الوصول بالمركب لبر الأمان، ولا يجب عليهم تعليق مهامهم لأي سبب كان".
وزاد "يجب قبول مخاوف ركاب السفينة وتنبيه القبطان، دون تخوينه، فمن يقول لتذهب السفينة ويبقى الحكم، أو من يقول العكس بذهاب القبطان والطاقم وتبقى السفينة بدونها، كلام لا طائل منه، هناك من يريد إغراق السفينة، ومن حق الركاب التساؤل عن سبب تدفق المياه وعدم اتخاذ الاحتياطيات، ولكن بالنهاية الجميع على نفس المركب ويجب العمل جميعاً على عدم غرق السفينة أبداً".
اقــرأ أيضاً
رئيس تحرير صحيفة "صباح" المؤيدة لأردوغان وحكومته، الكاتب محمد بارلاص تناول الموضوع أيضاً في مقال له، معتبراً أن ما حصل "موضوع سياسي وليس اقتصادياً، يتعلق بمطالب أميركية، وفشل لقاء الوفد التركي بالوفد الأميركي قبل أيام في واشنطن، وبناء عليه يتوجب على الجميع التعامل مع الأمر وفق القواعد السياسية، لأنه في النتيجة ما حصل هو نتيجة تطورات سياسية وليست تطورات اقتصادية ولن يكون لذلك أي نتيجة".
أما الكاتب في صحيفة "جمهوريت" المعارضة أوزغور مومجو، فحمل الحكومة مسؤولية ما حصل، إذ كتب: "الرئيس أردوغان قال سابقاً قبيل انتخابات 24 حزيران/يونيو بأنه بحاجة للصلاحيات الرئاسية الكاملة من أجل مواجهة نظام الفوائد، وعندها لم يكن مفهوماً ما هي الصلاحيات التي لا يتمتع بها بعد، ومع فوزه بالانتخابات لم تعد له حجة، ونرى النتيجة جميعاً، كيف يقارع نظام الفوائد، فخسرت الليرة التركية من قيمتها. وكل ما قاله: إن كان عندهم الدولار فإن لدينا الله".
الإعلام التركي إذاً انقسم بين أطراف معارضة تتألف من جماعة الخدمة التي يقودها الداعية فتح الله غولن، والإعلام الكردي المعارض، فضلاً عن وسائل الإعلام المرتبطة بالمعارضة، وما بين مؤيد للرئيس أردوغان وحكومته، في حين تبقى فئة قليلة تحاول الوقوف إلى جانب الحكومة مع توجيه انتقادات لها.
وأدى التصادم السياسي بين أنقرة وواشنطن على خلفية اعتقال أنقرة للقس الأميركي أندرو روبنسون، المتهم "بالارتباط بمنظمات إرهابية"، إلى تعمق الخلاف بين الدولتين الحليفتين. ورغم أن هناك أبعاداً عدة للأزمة، إلا أن طلب واشنطن الإفراج الفوري عن القس، ورفض الحوار مع تركيا، أدى إلى انخفاض قيمة الليرة التركية، فضلاً عن فرض رسوم إضافية لبعض المستوردات.
وإزاء هذه التطورات، كان لا بد للإعلام التركي من التفاعل الكبير مع ما حصل، حيث نقلت القنوات التلفزيونية الأخبار المتعلقة بسعر صرف العملات الأجنبية أمام الليرة التركية، وأفردت مساحات كبيرة في نشرات الأخبار، وخصصت البرامج الحوارية على مدار يومين في تحليل التطورات الحاصلة. ومن المنتظر أن يستمر هذا التفاعل بشكل كبير جداً خلال الأيام المقبلة.
وانقسم الإعلام التركي ما بين مؤيد للمواقف الحكومية بشكل كبير، متبنياً وجهات نظرها، في وقت عارضت فيه وسائل إعلام أخرى مواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته، متهمين إياه بالوقوف وراء تعميق الأزمة الداخلية والخارجية.
الكاتبة في صحيفة "خبر تورك" (علمانية) سيفيلاي يلمان، قالت في مقال لها، "يجب علينا من البداية القول إن الوضع الاقتصادي الذي تعيشه تركيا ليس فريداً، بل العالم أجمع متقلب اقتصادياً، وما يحصل يؤثر على الدول الكبرى، في حرب تجارية كبيرة"، مدافعة عن الوضع الحاصل في البلاد.
وأضافت "ليست الليرة التركية هي العملة الوحيدة التي تتراجع أمام الدولار الأميركي، فالصين التي تبلغ احتياطياتها من الدولار 3.2 ترليونات دولار، لا تستطيع مجاراة الدولار، كما أن اليورو يتراجع أمام الدولار أيضاً، وكل ذلك على مستوى العالم نتيجة الحروب التجارية الجارية".
أما الكاتب والإعلامي التركي المعروف أحمد هاكان، وله برنامج في قناة "سي إن إن التركية"، فوجه ملاحظات للحكومة، مؤكداً أنه في النهاية الجميع في سفينة واحدة، وذلك في مقال له في صحيفة "حرييت" المعارضة. وكتب: "جميعنا في نفس المركب، وقول البعض لسنا في مركب واحد هو هذيان وخارج المنطق، فالقبطان وركاب السفينة عليهم الوصول بالمركب لبر الأمان، ولا يجب عليهم تعليق مهامهم لأي سبب كان".
وزاد "يجب قبول مخاوف ركاب السفينة وتنبيه القبطان، دون تخوينه، فمن يقول لتذهب السفينة ويبقى الحكم، أو من يقول العكس بذهاب القبطان والطاقم وتبقى السفينة بدونها، كلام لا طائل منه، هناك من يريد إغراق السفينة، ومن حق الركاب التساؤل عن سبب تدفق المياه وعدم اتخاذ الاحتياطيات، ولكن بالنهاية الجميع على نفس المركب ويجب العمل جميعاً على عدم غرق السفينة أبداً".
رئيس تحرير صحيفة "صباح" المؤيدة لأردوغان وحكومته، الكاتب محمد بارلاص تناول الموضوع أيضاً في مقال له، معتبراً أن ما حصل "موضوع سياسي وليس اقتصادياً، يتعلق بمطالب أميركية، وفشل لقاء الوفد التركي بالوفد الأميركي قبل أيام في واشنطن، وبناء عليه يتوجب على الجميع التعامل مع الأمر وفق القواعد السياسية، لأنه في النتيجة ما حصل هو نتيجة تطورات سياسية وليست تطورات اقتصادية ولن يكون لذلك أي نتيجة".
أما الكاتب في صحيفة "جمهوريت" المعارضة أوزغور مومجو، فحمل الحكومة مسؤولية ما حصل، إذ كتب: "الرئيس أردوغان قال سابقاً قبيل انتخابات 24 حزيران/يونيو بأنه بحاجة للصلاحيات الرئاسية الكاملة من أجل مواجهة نظام الفوائد، وعندها لم يكن مفهوماً ما هي الصلاحيات التي لا يتمتع بها بعد، ومع فوزه بالانتخابات لم تعد له حجة، ونرى النتيجة جميعاً، كيف يقارع نظام الفوائد، فخسرت الليرة التركية من قيمتها. وكل ما قاله: إن كان عندهم الدولار فإن لدينا الله".
الإعلام التركي إذاً انقسم بين أطراف معارضة تتألف من جماعة الخدمة التي يقودها الداعية فتح الله غولن، والإعلام الكردي المعارض، فضلاً عن وسائل الإعلام المرتبطة بالمعارضة، وما بين مؤيد للرئيس أردوغان وحكومته، في حين تبقى فئة قليلة تحاول الوقوف إلى جانب الحكومة مع توجيه انتقادات لها.