صليب وهلال يقتربان من بعضهما حتى يلتصقان، كتِبَ أسفلهما "في سورية ومنذ الأزل تتعانق أصوات المآذن مع أجراس الكنائس مُشكّلة الوطن"، على إيقاع الأجراس والتكبيرات الإسلامية، يفتتح شريط "التعايش الإسلامي المسيحي" الذي يبثه تلفزيون النظام السوري بين الحين الآخر، مؤكداّ على "تلاحم" خطاب الديانتين الرئيسيتين في البلاد تحت "رضا" النظام الحالي ومنذ "أزل" التقارير الأمنية التي أشرفت على ادعاءت تلفزيونية مماثلة تتماشى مع أول تحذير عن الصراع الطائفي "المفتعل" الذي كان لإعلام النظام، السبق الأكبر في ترويجه وزرعه أمام السوريين مع بداية الثورة.
بين مشهد استعداد راقص المولوية الصوفية، وصور لتمثال السيدة العذراء، تنطلق حمامات بيضاء تلتقطها كاميرا الشريط لـ"جسر" بين الديانتين إياهما، إذ يشعر المشاهد مع عنف الموسيقى المرعب، المرافق لتلك الصور المتتالية، أن ثمة كشفا لجريمة حدثت.
يفتتح معلق الشريط كلامه بالتنقل بين أسماء المدن السورية، مع شواهد سريعة لعمرانها الديني، كقلعة حلب، وجامع خالد بن الوليد في حمص، ومسرح بصرى في درعا، مؤكداً "على حضارة سورية التي لن تزول إلا بزاول الكون" في إشارة منه إلى إنجازات النظام قبالة كل تلك المعالم التي دمّرها لاحقاً، ليبقى متجاوزاً الحضارة والدين وما بينهما من بشر.
تمضي دقائق الشريط عبر لقاءات مع أشخاص ينتمون إلى كلتا الديانتين، يسردون على المشاهد كيف كانت مجالس "التآخي" الاجتماعي في دمشق أيام زمان، وكيف لرجل مسلم أن يتزوج امرأة مسيحية دون المساس بالديانة. "تجلت حضارة سورية بالتحضير الجماعي للمناسبات الدينية كأعياد الميلاد وعيد الأضحى وعيد الفطر ورأس السنة الهجرية"، يقول معلّق الشريط الذي يعتبر معدّه أن ذلك "اكتشاف" على مستوى العمل التوثيقي لحقائق غريبة! إذ نقع هنا على تجميعات تلفزيونية للقاءات لا تحمل أي قيمة معرفية جديدة حول ما طرأ لذاك "التعايش". أصوات قاسمهم المشترك هو "التلقين" باتجاه افتعال حكاية نَدمٍ على ماضي أفقدهم إياه الحدث الراهن "الفتنة المفتعلة" باستهداف الأماكن والرموز الدينية وسط دمشق بالمفخخات والقذائف التي يحسم النظام دائماً أنها أفعال لإثارة النعرات يُخطط لها في المناطق الخارجة عن سيطرته.
كل من التقاهم معد الشريط أكدوا أن هذه الأعياد "منذ الطفولة والشباب كانت مشتركة لكل السوريين" طقوس كانوا يمارسونها قبل أن يكتشف إعلام النظام أن هناك "تعايشا" يحدث ليخبرنا به؟ ما الهدف من استخدام مصطلحات مثل "سوري مسيحي" و"سوري مسلم" و "مسلم تزوج مسيحية" ترى أين الحياة المدينة في هذا الخطاب الطائفي الذي يعرضه تلفزيون النظام السوري بحذافير بدائية أقرب ما تكون إلى تحذير الراعي لرعيته لو تمردوا بعصا الانتماء الديني المتنوع.
لا يكف الشريط طيلة ثلاثين دقيقة عن التنقل بين مزارات دينية في سورية ومشاهد لأناس تؤدي الصلاة في كنيسة يقابلها شخص يفتح باب الجامع، مئذنة ترصدها الكاميرا بلقطة تراجع بطيئة حتى تُظهر في خلفية صليبا قائما على باب كنيسة، كإسقاط مباشر لحالة "التقارب" التي لم تثر أحداً سوى هذا الإعلام بأدواته ووسائل تواصله كافة أبرزها صورة لبرج كنيسة يعانق مئذنة جامع.
"لا صوت يعلو فوق صوت المحبة والتآخي" يقول صوت الشريط، "هكذا كنّا في السابق وما زلنا الآن في الحاضر وسوف نتابع حياتنا كشعب واحد وكأسرة واحدة وكبيت واحد" بقي أن يقول مع الأب القائد والرفيق المناضل المتنور الذي صنع معجزات "التآلف" الديني بفكره.
اقــرأ أيضاً
بين مشهد استعداد راقص المولوية الصوفية، وصور لتمثال السيدة العذراء، تنطلق حمامات بيضاء تلتقطها كاميرا الشريط لـ"جسر" بين الديانتين إياهما، إذ يشعر المشاهد مع عنف الموسيقى المرعب، المرافق لتلك الصور المتتالية، أن ثمة كشفا لجريمة حدثت.
يفتتح معلق الشريط كلامه بالتنقل بين أسماء المدن السورية، مع شواهد سريعة لعمرانها الديني، كقلعة حلب، وجامع خالد بن الوليد في حمص، ومسرح بصرى في درعا، مؤكداً "على حضارة سورية التي لن تزول إلا بزاول الكون" في إشارة منه إلى إنجازات النظام قبالة كل تلك المعالم التي دمّرها لاحقاً، ليبقى متجاوزاً الحضارة والدين وما بينهما من بشر.
تمضي دقائق الشريط عبر لقاءات مع أشخاص ينتمون إلى كلتا الديانتين، يسردون على المشاهد كيف كانت مجالس "التآخي" الاجتماعي في دمشق أيام زمان، وكيف لرجل مسلم أن يتزوج امرأة مسيحية دون المساس بالديانة. "تجلت حضارة سورية بالتحضير الجماعي للمناسبات الدينية كأعياد الميلاد وعيد الأضحى وعيد الفطر ورأس السنة الهجرية"، يقول معلّق الشريط الذي يعتبر معدّه أن ذلك "اكتشاف" على مستوى العمل التوثيقي لحقائق غريبة! إذ نقع هنا على تجميعات تلفزيونية للقاءات لا تحمل أي قيمة معرفية جديدة حول ما طرأ لذاك "التعايش". أصوات قاسمهم المشترك هو "التلقين" باتجاه افتعال حكاية نَدمٍ على ماضي أفقدهم إياه الحدث الراهن "الفتنة المفتعلة" باستهداف الأماكن والرموز الدينية وسط دمشق بالمفخخات والقذائف التي يحسم النظام دائماً أنها أفعال لإثارة النعرات يُخطط لها في المناطق الخارجة عن سيطرته.
كل من التقاهم معد الشريط أكدوا أن هذه الأعياد "منذ الطفولة والشباب كانت مشتركة لكل السوريين" طقوس كانوا يمارسونها قبل أن يكتشف إعلام النظام أن هناك "تعايشا" يحدث ليخبرنا به؟ ما الهدف من استخدام مصطلحات مثل "سوري مسيحي" و"سوري مسلم" و "مسلم تزوج مسيحية" ترى أين الحياة المدينة في هذا الخطاب الطائفي الذي يعرضه تلفزيون النظام السوري بحذافير بدائية أقرب ما تكون إلى تحذير الراعي لرعيته لو تمردوا بعصا الانتماء الديني المتنوع.
لا يكف الشريط طيلة ثلاثين دقيقة عن التنقل بين مزارات دينية في سورية ومشاهد لأناس تؤدي الصلاة في كنيسة يقابلها شخص يفتح باب الجامع، مئذنة ترصدها الكاميرا بلقطة تراجع بطيئة حتى تُظهر في خلفية صليبا قائما على باب كنيسة، كإسقاط مباشر لحالة "التقارب" التي لم تثر أحداً سوى هذا الإعلام بأدواته ووسائل تواصله كافة أبرزها صورة لبرج كنيسة يعانق مئذنة جامع.
"لا صوت يعلو فوق صوت المحبة والتآخي" يقول صوت الشريط، "هكذا كنّا في السابق وما زلنا الآن في الحاضر وسوف نتابع حياتنا كشعب واحد وكأسرة واحدة وكبيت واحد" بقي أن يقول مع الأب القائد والرفيق المناضل المتنور الذي صنع معجزات "التآلف" الديني بفكره.