طرحت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" السؤال التالي: "هل لديك أي أسئلة من دون أجوبة حول حلب" على متابعيها حول العالم، لتحسين تغطيتها الصحافية لمدينة حلب السورية التي تحولت إلى ساحة رئيسية ومفصلية للحرب منذ عام 2012.
وكتبت "بي بي سي": "قدمنا تغطية عن الصراع السياسي في سورية منذ بداية الحرب الأهلية عام 2011. نقلنا قصصاً عن الضربات الجوية، العقوبات والعلاقات الدولية، وصولاً إلى الحياة اليومية لسكان المدينة. لكن ما هي القضايا التي تريدوننا أن نغطيها؟ ما هي الأسئلة التي تريدون إجابات عنها حول حلب؟".
وتابعت: "هل تريدون أن تعرفوا عن السياسة في المدينة؟ هل أنتم مهتمون بالتدخل الروسي؟ أم الضربات الجوية ووقف إطلاق النار؟ أم تريدون إلقاء نظرة على الحياة اليومية لسكان حلب؟". وأضافت أن القناة ستستخدم هذه الأسئلة لمساعدتها في توجيه تغطيتها، وستتيح للمشاهدين اختيار سؤال واحد عن المدينة لتردّ عليه لاحقاً.
وطرحت "بي بي سي" سؤالها على نسختها الإنكليزية، رغم أنها تتعرض لانتقادات كثيرة حول تغطيتها في سورية من قبل ناشطين ومعارضين. واتهمت القناة بالانحياز لصالح النظام السوري.
إذ عرضت فيلماً وثائقياً دعائياً تحت عنوان "شاشة للرئيس"، للتسويق لقناة "الإخبارية" السورية في 2013، وعرضت فيلماً آخر بعنوان "ما هي العلاقة بين حبوب الكبتاغون والثورة السورية؟"، وتستعين بوجهة نظر النظام في مجمل تعليقاتها وتحليلاتها، بل تميل في الكثير من الأحيان إلى تصديق رواية النظام.
وبلغت الاحتجاجات على تغطية "بي بي سي" ذروتها، بعد استقالة الإعلامية السورية، ديما عز الدين، من القناة في مايو/أيار الماضي، بعدما عرضت تقريراً مصوّراً في نشرتها الإخباريّة الصباحيّة، تضمّن مشاهد من مناطق المعارضة في حلب، على أنّها مناطق خاضعة لسيطرة النظام.
وظهر مراسل "بي بي سي" في سورية، عساف عبود، في صورة مع ضباط من جيش النظام السوري في سبتمبر/أيلول الماضي، في حي الراموسة، جنوب حلب، بعدما استعادت قوات الأسد والمليشيات التي تساندها السيطرة عليه، مما فجر مزيداً من الانتقادات للقناة التي خالفت أبسط قواعد المهنية.