هاجم رئيس رابطة الدوري الجزائري لكرة القدم عبد الكريم مدوار منتقديه، رافضاً الاستقالة من منصبه، بعد الأزمة العنيفة التي اندلعت بينه وبين بعض رؤساء الأندية في الفترة الأخيرة، بسبب العشوائية التي طبعت برمجة مباريات الدوري.
وأعلن مدوار خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الجزائرية، تمسكه بالبقاء في منصبه، رافضاً كل أنواع الضغوط التي دفعته للاستقالة، أو محاولات سحب الثقة منه ومن مكتبه التنفيذي، وقال مدوار: "لم أفكر أبداً في الانسحاب من منصبي، ولن أقوم بذلك أبداً، لم يتم انتخابي على رأس هذه الهيئة كي أستقيل في ظرف أربعة أشهر فقط".
وأضاف: "أنا الرئيس الشرعي للرابطة، ومكتبها التنفيذي يملك كل الشرعية بعدما تم انتخابه بكل شفافية"، وتابع مدوار:"هناك الكثير من الأطراف انتقدتني، لكنني تلقيت الكثير من الدعم من رئيس اتحاد الكرة خير الدين زطشي، والعديد من رؤساء الأندية وحتى المشجعين".
واعترف مدوار من جانب آخر، بوجود تقصير في عمل رابطة الدوري وكذلك ارتكاب بعض الأخطاء، وقال في هذا الصدد: "أعترف بوجود تقصير من طرفنا في بعض الجوانب، لكننا اصطدمنا بمشاكل كثيرة تسببت في ذلك... من لا يعمل لا يخطئ، ونحن عملنا بجد ونتحمل كامل المسؤولية في تسيير شؤون الرابطة، لقد تم انتخابنا على رأس رابطة الدوري منذ أربعة أشهر، ولا يمكننا معالجة كل المشاكل في ظرف وجيز".
وبخصوص شكوى أعضاء المكتب التنفيذي لرابطة الدوري، من انفراده باتخاذ القرارات، قال مدوار: "قد أكون مخطئاً في حق بعض زملائي في المكتب التنفيذي، ولقد قدمت لهم اعتذاراتي، أنا لست دكتاتورياً، ولم أقصد الإساءة إليهم".
واشتكى رئيس رابطة الدوري الجزائري، خلال المؤتمر الصحافي من التسريبات الكثيرة للأخبار والوثائق، التي تتعلق بالرابطة لوسائل الإعلام وحتى مواقع التواصل الاجتماعي. وقال في هذا الشأن: "هناك من يقوم بتسريب الأخبار ووثائق الرابطة لوسائل الإعلام، وهذا غير معقول تماماً، هذا الأمر ليس وليد اليوم.. بعض أعضاء المكتب التنفيذي، يقومون بتسريب الأخبار وترويجها وهذه عادات سيئة يجب التخلص منها، لأنه لا يعقل أن يتم إفشاء أسرار هذه الهيئة للرأي العام".
وطالب مدوار من جانب آخر، الجميع باحترام حياته الشخصية وعدم التعرّض لأموره الشخصية، وخاصة بعدما طاولته انتقادات كثيرة، بسبب تردده الدائم على المقاهي لتدخين "النرجيلة"، في أوقات دوامه على مستوى رابطة الدوري، كما تم انتقاده أيضاً لأسفاره المتكررة مع المنتخب الجزائري، والأندية الجزائرية المشاركة في مختلف المسابقات الخارجية، واهتمامه خلال هذه الأسفار بالتقاط صور "السيلفي".
وعاشت رابطة الدوري الجزائري لكرة القدم أزمة غير مسبوقة، بسبب المشاكل التي تحاصرها من كل حدب وصوب، وبشكل خاص رئيسها عبد الكريم مدوار، الذي كان مستقبله في منصبه غامضاً وسط أنباء عن اتجاه أعضاء مكتبه التنفيذي لسحب الثقة منه، أو الاستقالة بشكل جماعي، احتجاجاً على تجريدهم من صلاحياتهم، فضلاً عن أزمة المشاركة في اتخاذ القرارات التي يتخذها الرئيس بشكل انفرادي، الأمر الذي تسبب في نشوء أجواء مكهربة، سواء داخل الرابطة أو على مستوى أندية الدوري، بسبب العشوائية في برمجة روزنامة مباريات الدوري، وسط أنباء متواترة عن تعرض رابطة الدوري للضغط من جهات عليا في السلطة تدخلت لفضّ النزاعات المتكررة.
وكانت الرابطة قد قامت يوم 25 أكتوبر/ تشرين الأول، بتأجيل جولة كاملة من مباريات الدرجتين الأولى والثانية، بحجة تزامنها مع موعد الجمعية العمومية الاستثنائية لاتحاد الكرة، الذي جرى يوم السبت 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ولاقى ذلك استياءً شديداً من طرف الكثير من رؤساء الأندية، وخاصة أن القرار صدر ليلاً وقبل ساعات فقط من انطلاق المباريات.
وتسارعت الأحداث بعدها، إثر قيام الرابطة بتغيير موعد مباراة فريقي شبيبة القبائل واتحاد العاصمة، وبرمجتها يوم الثلاثاء الماضي بدلاً من يوم الإثنين، فقد برزت إلى العلن أزمة كبيرة بين رئيس الشبيبة شريف ملال ورئيس رابطة الدوري عبد الكريم مدوار، إذ رفض الأول تغيير موعد المباراة وأصرّ على إجرائها في موعدها الأول، وأدلى بتصريحات نارية هاجم فيها رابطة الدوري ورئيسها، وكذلك بعض رؤساء الأندية واصفاً إياهم بـ"المفسدين وعصابة المافيا"، قبل أن ترضخ رابطة الدوري للضغط، وتؤجل المباراة مرة أخرى ليوم الجمعة الماضي، حين خسرت الشبيبة المباراة بهدف لصفر.