لم يصل بيب غوارديولا لمنصبه كمدرب لبرشلونة بمفرده بالتأكيد بل كان صاحب هذا الأمر وصول عدد من مختصي التغذية الذين غيروا عادات الفريق وبالأخص ميسي.
كان الهدف الرئيسي من وراء هذا الأمر هو تحسين الأداء والوقاية من الإصابات العضلية عن طريق التغذية المناسبة، حيث إن صورة ميسي وهو يصرخ عقب إصابة عضلة الفخذ الخلفية التي تعرض لها ليو أمام سيلتك الأسكتلندي كانت محفورة في ذاكرته ولا يرغب في تكرارها.
في تلك الفترة كان لا يزال عمر ميسي 21 عاما يحب تناول شطائر الهامبرغر والهوت دوغ والمشروبات الغازية، ولكنه وجد مع غوارديولا إصرارا غريبا على الاعتناء بالجانب الغذائي عن طريق تعيين اختصاصي له بصورة منفردة.
أجبر غوارديولا اللاعبين على تناول الطعام معا في المدينة الرياضية، الإفطار قبل التدريبات ثم وجبة خفيفة قبل العودة للمنزل، حيث لم يكن الهدف من هذا هو العمل على زيادة ارتباط الفريق أكثر من السيطرة على عاداتهم الغذائية.
بأمر من بيب اختفت ماكينات بيع الشوكولاتة والبطاطس المقلية.. كل الأشياء التي كان يتناولها ليو من قبل لم تعد موجودة، حتى بالنسبة للأطعمة التي كان يتناولها في الخارج مثل البيتزا وغيرها لم يعد لها مكان في نظامه الغذائي مع وصول بيب.
بدأ ميسي في تناول الأسماك التي كان يرفضها دائما ونظامه الغذائي كان خاليا من الدهون تقريبا وغنيا بالغلوكوز والفواكه والخضروات، حيث أقنع غوارديولا لاعبه بالقيام بهذا الأمر بهدوء عن طريق تقديم "توصية" وليس أمراً، لأنه كان بدأ يفهم كيف يتعامل معه، فميسي يحتاج للدبلوماسية وليس لأسلوب "القطارات المتصادمة".
بعيدا عما يحدث خارج الملعب، فإن غوارديولا خلال موسمه الأول لم يعتمد على ميسي كرأس حربة صريح حيث ظل إيتو محتفظا بهذا الدور حيث صرح "لم أضع ميسي جناحا لكي أجهزه للعب في قلب الهجوم، هذه كانت عملية مختلفة، ما عرفته عن ليو أنه يتحدث في الملعب ويثبت كل شيء، هذا هو الدرس الذي يقدمه كلاعب في كل الضجيج المحيط بعالم كرة القدم، هو يتحدث عن طريق الملعب، بعضهم يطالب بالحصول على دور البطولة ولكن ميسي ينتزعه، ميسي لا يحبط في لحظة الحقيقة والحسم".
خلال ذلك الموسم لم يتوقف غوارديولا عن القول إن ليو هو أفضل لاعب في العالم مرارا وتكرارا، وهذا الأمر بدأ يرفع من معنويات ليو، حيث كان بيب يرى أنه على الرغم من وجود عائلة مترابطة تدعم اللاعب الأرجنتيني، إلا أنه كان يحتاج لمزيد من الود والرعاية، ففي النهاية الخطة الموضوعة هي أن يصبح مرجعية الفريق.
وكان أول تعديل طبقه غوارديولا للوصول إلى هذه النتيجة النهائي في عملية استمرار الـ"برغوث" هو أن ليو في موسمه الأول كان يلعب "كجناح وهمي" بتدخلات كثيرة في قلب الهجوم، وبالتأكيد كانت هناك بعض الأخطاء المرتكبة أثناء هذه العملية نتيجة عدم الالتزام بالواجبات الدفاعية.
النتيجة الإجمالية لهذا الأمر لم تكن سيئة فبحلول أبريل/ نيسان في موسم 2008-2009 كان ليو قد سجّل مع الفريق 30 هدفا، مقارنة بـ17 أحرزها في الموسم السابق مع ريكارد.. خطة غوارديولا كانت تسير بشكل جيد مع الفريق وليو نفسه.
يقول ميسي "وصول غوارديولا جاء في لحظة تلت عامين لنا دون التتويج بأي شيء، كنا في حالة معنوية سيئة والثقة التي قدمها لنا وطريقته في القيام بها غيرت كل شيء، إنه يمتلك شخصية تسمح له بمواجهة أي أحد طالما كانت الأفكار لديه واضحة".
اقرأ أيضاً
(كتاب ميسي 24).. أزمة أولمبياد بكين وملحق دوري الأبطال
(كتاب ميسي 23)..لابورتا يجعل ميسي أساس البرسا
(كتاب ميسي 22)..ميسي ولعنة الإصابات
(كتاب ميسي 21).."هاتريك" الكلاسيكو وهدف خيتافي المارادوني
(كتاب ميسي 20).. مونديال 2006 وإهانات متنوعة بحق ليو
(كتاب ميسي 19).. ميسي يبكي مجددا في باريس
(كتاب ميسي 18)..أزمة ميسي ومورينيو والمسرح الكتالوني
(كتاب ميسي 17)..بطاقة حمراء وبكاء و"صيف إيطالي" متوتر
(كتاب ميسي 16) ... مونديال الشباب 2005 وركلات المصريين
(كتاب ميسي 15)..الانطلاقة الكتالونية والهدف الأول ريكارد ورونالدينيو
(كتاب ميسي 14)..فشل إسبانيا ودور بييلسا مع "ميتشي"
(كتاب ميسي 13)..ريكارد وفرصة ميسي
(كتاب ميسي 12)..أرواح ميسي الأربع ومواجهة راموس الأولى
(كتاب ميسي..11) "موسم القناع" وخطيئة أرسنال
(كتاب ميسي 10) فيلانوفا ومقالب الحارس الشخصي بيكيه
(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو"
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً