قالت توكل كرمان، السياسية اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، مساء أمس الأربعاء: إن اليمنيين لن يقبلوا نسبة تقل عن 70% من عائدات الغاز المسيَل، وفقا للسعر العالمي، عن الكميات التي ابتاعتها شركة "توتال" الفرنسية لنفسها طيلة الأعوام التسعة الماضية بأسعار "بخسة".
ودخل الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الأربعاء، في جولة مفاوضات جديدة مع شركة "توتال" الفرنسية في شأن رفع أسعار الغاز الطبيعي المسيَل لتكون وفق أسعار السوق العالمي، بعدما رفضت الشركة ذلك المطلب أكثر من مرة.
وكانت الشركة اليمنية، المنتجة للغاز الطبيعي المسيَل، وقّعت في عام 2005 اتفاقات بيع، مدتها 20 عاماً مع "كوجاز" الكورية، و"توتال" الفرنسية بأسعار محددة سلفاً، إذ بيع سعر الغاز لـ"توتال" بدولار واحد، وللشركة الكورية 3.15 دولار لمليون وحدة حرارية، بينما كانت الأسعار السائدة آنذاك تتراوح بين 11 و12 دولارا لمليون وحدة حرارية.
وأضافت كرمان، في بيان صحفي، وصلت "العربي الجديد" نسخة منه، "على "توتال" وغيرها من شركات الغاز والنفط العالمية التي احترفت سرقة ثروات الشعوب، وعلى كل عملائها وسماسرتها في الداخل، أن يعلموا جيدا، أن اليمنيين لن يقبلوا بأقل من نسبة تتجاوز 70% من عائدات الغاز اليمني المسيَل".
وتابعت الناشطة السياسية: "ولن نرضى بأي سعر أقل من الأسعار العالمية، ولن نقبل بأقل من استرداد الأموال المنهوبة، خلال الفترة الماضية بسبب النسبة المتدنية والأسعار الرمزية التي تم بها بيع غازنا".
وطالبت، كرمان، بتعويض للشعب اليمني يصل إلى 70% من مبيعات الغاز، التي قامت بها شركة "توتال" خلال الفترة الماضية، وذلك وفقا للأسعار العالمية.
وكان الرئيس اليمني، قد قال لوكالة الأنباء اليمينة (سبأ) أمس: إن الدولة والحكومة يجدان نفسيهما مضطرتين للعمل من أجل تسوية القضية المثيرة للجدل، وتعديل عقود أسعار الغاز، بما يلبي آمال وتطلعات الشباب والمجتمع ضمن أهداف التغيير السلمي والثورة الشبابية.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة حدة الانتقادات الموجهة الى السلطات في اليمن، من كثيرين من ذوي الخبرات في مجال الغاز لبيعها الغاز بسعر بخس، حيث تخسر اليمن ما يربو على مليار دولار سنوياً.
وأشارت كرمان، إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في نسبة اليمن المتدنية جداً من صافي عائدات الغاز المسيَل، والتي لا تتجاوز الخـُمس، وفق اتفاقية تطوير الغاز اليمني المسيَل الموقعة مع شركة "توتال".
وتمتلك "توتال" الحصة الكبرى من الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسيَل التي تدير إنتاج الغاز اليمني من حقول مأرب (وسط اليمن)، وتنقله إلى منشأة "بلحاف" لتسييله وتصديره، حيث تقود 7 شركات عملاقة في إدارة محطة إنتاج الغاز الطبيعي المسيَل في اليمن بكلفة 4.5 ملياردولار على بحر العرب.
بالإضافة إلى ذلك، تمتلك "توتال" حصة 28.6% في المنطقة العاشرة من حقل "المسيلة"، أكبر حقل نفطي في اليمن، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 70 ألف برميل يومياً من النفط الخام.
ودعت كرمان، الرئيس، هادي، والحكومة اليمنية إلى أن لا يتورطوا في أية اتفاقات جديدة تتنازل عن هذه الحقوق أو عن بعضها، "فشعبنا مصمم على استرداد أمواله وتحرير ثرواته".