كيف كان أداء مؤشر "دو جونز" خلال خمس معارك خاضتها روسيا مع الغرب في السابق؟ سؤال طرحه موقع "ماركت ووتش" المتخصص بأسواق المال، في محاولة لتوقع تقلبات المؤشر في حال استمرار الأزمة الروسية الأميركية المتعلقة بأوكرانيا وشبه جزيرة القرم.
فقد دفعت عملية ضم روسيا لشبه جزيرة القرم وتجميع الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية بنشوب أخطر أزمة بين الشرق والغرب منذ سقوط جدار برلين الذي أنهى الحرب الباردة منذ أكثر من عقدين من الزمن. ووسط المخاوف السياسية، كيف يمكن أن يتصرف المتعاملين في الأسواق المالية؟ وكيف تجاوب مؤشر داو جونز مع الأزمات السياسية العالمية.
وارن بافيت، وهو ملياردير ومن أكبر المستثمرين في الأسواق المالية، نصح في أواخر الأسبوع الماضي المستثمرين ألا يبيعوا أسهمهم على أساس التوتر في أوكرانيا. واستند بافيت إلى أداء مؤشر داو جونز الصناعي خلال خمس مواجهات سابقة خاضتها موسكو.
وبالفعل، في حين أن الخطاب قد يكون ساخنا وسط تصاعد مخاوف المستثمرين بشأن التوترات الجيوسياسية، إلا أن داو جونز الصناعي وستاندرد اند بور انتعشت مؤشراتهما بذكاء في اليومين الماضيين.
علماً أن مؤشر داو جونز هو مؤشر صناعي لأكبر 30 شركة صناعية أميركية في الأسواق المالية. وهذه الشركات هي الأضخم عالمياً، منها مثلاً مايكروسوفت الشهيرة وبوينج لصناعة وكوكاكولا ووالت ديزني وأمريكان اكسبرس... ويعتبر داو جونز أحد المؤشرات الأساسية التي من خلالها يمكن مراقبة اتجاهات الأسواق المالية العالمية.
إذن، كيف تفاعل داو جونز مع الأزمات الروسية السابقة؟
عزل برلين
في يونيو/حزيران من العام 1948، عزلت القوات السوفيتية برلين عن بقية ألمانيا ومنعت أية إمدادات من الوصول إليها، واستجابت الولايات المتحدة والحلفاء الآخرين من الغرب من خلال نقل الضروريات للمدينة جوا، واستمر ذلك الجسر الجوي حوالي العام، قبل ان يفك الاتحاد السوفياتي الحصار.
في هذه الأثناء، تراجعت الأسهم الأمريكية نزولاً طوال تلك الفترة إلا ان داو جونز تأثرت مؤشراته بشكل طفيف.
غزو المجر
غزت القوات السوفيتية المجر أواخر عام 1956 للقضاء على محاولات الإستقلال عن الإتحاد السوفيتي، وجاءت تلك الخطوة في ذروة الحرب الباردة، وشهد الغزو آلاف القتلى، وفر عشرات الآلاف من المجريين إلى الغرب بعد الغزو. وأظهرت الأسهم الأمريكية القليل من المخاوف، لتنتهي مرتفعة بشكل هامشي عما كانت عليه قبل بداية الصراع.
أزمة الصواريخ الكوبية
نقل الإتحاد السوفيتي صواريخ عابرة للقارات إلى الدولة الإشتراكية الحديثة كوبا في أواخر عام 1962، لتعزز ما يعد أخطر مواجهة بين الغرب والشرق خلال الحرب الباردة. وتم إبقاء المراحل الأولى من الأزمة ضمن الغرف السرية ولكن بعدما عُرفت الأزمة تفاعلت الأسهم بشكل ملحوظ، وسرعان ما تعافى الداو جونز بعدما تحرك السوفييت لسحب الصواريخ.
غزو تشيكوسلوفاكيا
سعى المواطنون في تشيكوسلوفاكيا من أجل الحرية من هيمنة السوفييت في عام 1968 خلال "ربيع براغ"، ومع تركيز الولايات المتحدة على حرب فيتنام، تحرك السوفييت للقضاء على حركة الإستقلال في أغسطس/آب من نفس العام، وتجاهلت الأسواق الأمريكية بشكل فعال الإحتلال العسكري لتشيكوسلوفاكيا.
غزو أوسيتيا الجنوبية
سجل عام 2008 أول غزو في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعيا لإحياء الموقف الروسي والهيمنة على الدول المجاورة، حيث تدخلت جورجيا في مقاطعتي جنوب أوسيتيا وأبخازيا، وبعدها أطاحت القوات الروسية بقوات جورجيا.
ومرة أخرى، أظهر مؤشر الداو جونز القليل من الاهتمام، لأنه أصبح من الواضح أن المواجهة المباشرة لن تتطور.