يزور رئيس الوزراء الروسي، ديمتري مدفيديف، اليوم الثلاثاء المغرب، حيث ينتظر أن تستحوذ الملفات الاقتصادية على المباحثات التي سيجريها مسؤولو البلدين.
ويجري ميدفيديف، مباحثات مع العاهل المغربي محمد السادس، ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ورئيس غرفتي البرلمان. وستشهد الزيارة توقيع اتفاقيات تتعلق بقطاعات الطاقة والسياحة والزراعة.
ويرتبط المغرب مع روسيا باتفاقات تجارية منذ خمسة عشرة عاماً، وتشمل قطاعات التجارة، الزراعة، السياحة والدفاع، غير أن تلك العلاقات توطدت أكثر بعد زيارة العاهل المغربي إلى روسيا في مارس/ آذار من العام الماضي.
وتشكل صادرات المنتجات الزراعية والغذائية 97 % من مجمل مبيعات المغرب في روسيا، في الوقت نفسه، يمثل النفط الخام حوالي 78 % من مشتريات المملكة من روسيا.
وتمثل روسيا حوالي 15 % من صادرات المغرب من المنتجات الزراعية حيث تقدر المبادلات بين البلدين بنحو ملياري دولار.
وتستورد السوق الروسية حوالي 40 % من الحمضيات المغربية، وتوقعت وزارة التجارة الخارجية أن تتضاعف الصادرات العام المقبل.
يشير تجار إلى أن الاتفاقيات التجارية مع روسيا، لن تؤثر على الاتفاقيات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، والذي يعتبر الشريك الرئيسي للمغرب.
ويبدي المغرب اهتماماً متزايداً باستيراد الغاز المسال من روسيا، وهو ما يجد تجاوباً من قبل المسؤولين الروس، بحسب ما أكده وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك.
وعبر نوفاك عن إمكانية مساهمة غازبروم ونوفاتك الروسيتين في بناء أنبوب للغاز ومحطة للغاز الطبيعي المسال بالمغرب.
وأكد استعداد هاتين الشركتين للمساهمة بالمشروع المغربي الضخم المتعلق بمحطات الكهرباء العاملة بالغاز، مشدداً على أن الشركتين مستعدتان لتوفير الغاز الطبيعي.
وكان المغرب أطلق مفاوضات مع غازبروم ونوفاتك من أجل تزويده بالغاز الطبيعي، وهو موضوع سيكون في قلب المفاوضات الاقتصادية التي يجريها ميدفيديف مع المسؤولين المغاربة.
يقول الخبير في الطاقة، عمر الفطواكي إن استيراد الغاز من روسيا، يساهم في تشغيل محطات إنتاج الكهرباء.
ويتطلع المغرب إلى جذب السياح الروس، حيث راهن على جذب 200 ألف خلال العام الحالي.
ويؤكد خبراء يعملون في المجال السياحي، أن المغرب يعد وجهة جديدة بالنسبة للسياح الروس، حيث يتطلع المغرب لجذب مليون سائح روسي في الأعوام المقبلة.
كما يرتبط المغرب مع روسيا باتفاق تعاون في مجال الصيد البحري، حيث أتاح هذا الاتفاق لأسطول روسي مكون من عشر سفن الصيد في مياه المملكة، مقابل تعويض مالي عن الاستغلال، وهو اتفاق مرشح للتجديد مرة أخرى.
ولم تتطور العلاقات العسكرية كثيراً بين البلدين، حيث ظلت متواضعة، وعبر مسؤولون روس في العام الماضي عن رغبة تلك القوة في بيع طائرات للمغرب، وهو موضوع لن يكون غائباً أيضاً عن زيارة ميدفيديف.