أقر البنك الدولي مشروعاً جديداً بقيمة 210 ملايين دولار يرمي إلى تحسين نوعية مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي في بغداد.
وأشار البنك الدولي، في بيان أصدره اليوم الخميس ونقلته وكالة "فرانس برس"، إلى أن نحو 5 ملايين شخص من سكان العاصمة العراقية سيستفيدون من هذا المشروع الذي سيتم تنفيذه بالاشتراك مع بلدية بغداد ودائرتي الماء والمجاري في العاصمة.
وقال المدير الإقليمي لدائرة المشرق في البنك الدولي، ساروج كومار جها، إن "بغداد ستحتاج إلى استثمارات ضخمة في شبكات مياه الشرب ومعالجة مياه الصرف الصحي على مدى السنوات العشرين المقبلة".
وسيموّل المشروع بناء خزان بسعة إجمالية تبلغ 135 ألف متر مكعب، ما يساعد المدينة على إدارة إمدادات المياه بشكل أفضل في حالة الجفاف الناجم عن تغير المناخ.
وسيقوم المشروع أيضاً بتأهيل محطات قائمة لضخ مياه الصرف الصحي، ما يسهم في الحد من الآثار الصحية العامة الناجمة عن مياه الصرف الصحي غير المعالجة التي يتم تصريفها في نهر دجلة.
كما سيساهم المشروع في استبدال حوالي 130 كيلومتراً من أنابيب شبكة توزيع مياه الشرب وإنشاء عدادات قياس تدفق المياه في كل مناطق بغداد.
وقبل أيام، كشفت مسؤول عراقي أن الحكومة شكلت خلية طوارئ وزارية لمواجهة أزمة شح المياه في جنوب البلاد، التي تهدد بنزوح سكان مئات القرى وتوقف محطات للكهرباء، وخسائر مادية كبيرة للزراعة وتربية المواشى ومزارع الأسماك.
وقال المسؤول في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه تم الحديث عن المشكلة خلال زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى بغداد يوم الأحد الماضي والتي استمرت يوما واحدا، من أجل إيجاد حلول لها.
ويعاني سكان بغداد انقطاع مياه الشرب يومياً، لا سيما خلال فصل الصيف. كما أن بغداد إحدى المحافظات المتضررة من تفشي الأمراض المنقولة عن طريق المياه، إذ تؤدي التسربات من أنابيب الصرف الصحي إلى تلويث شبكات مياه الشرب ومكامن المياه الجوفية، ما يزيد من حدة المشكلات الصحية والبيئية.
وأكدت أمينة بغداد، ذكرى علوش، أن مياه الشرب والصرف الصحي يؤثران "تأثيراً فورياً ومباشراً في نوعية حياة المواطنين (...) إننا ملتزمون تحسين الخدمات العامة لسكان مدينة بغداد والتخفيف من العبء الذي يقع على كاهل الأسر يومياً في الحصول على مياه الشرب النظيفة بانتظام".
وأضافت: "نحن واثقون من أن تحسين فرص الحصول على هذه الخدمات يمكن أن يعزز ثقة المواطنين في الدولة بشكل كبير، وأن يسهم في بناء التماسك الاجتماعي، في وقت نحن بأشد الحاجة إليه".
بدوره، قال كبير خبراء الموارد المائية ورئيس فريق المشروع في البنك الدولي، عبد الحميد آزاد، إن "المدن الكبرى مثل بغداد، تواجه تزايداً في عدد السكان، لكنها تعاني نقصاً في البنية التحتية للمياه وفي القدرة اللازمة لتوفير الخدمات".
وارتفع عدد سكان بغداد بنسبة 45% خلال 3 أعوام، وفق أرقام رسمية، كما أن البنى التحتية غير كافية وتضررت كثيرا جراء الحروب والعقوبات التي عانت منها البلاد.
وكان وزير الموارد المائية العراقي حسن الجنابي، قد قال في تصريح لمحطة تلفزيون محلية "من المتوقع أن يشهد الصيف المقبل جفافاً قاسياً نتيجة الحرارة الشديدة المتوقعة وارتفاع نسبة التبخر وكل المؤشرات تدل على ذلك".
وأضاف الجنابي: "سيلحق الضرر بشكل كبير بالمناطق الريفية والأهوار (المسطحات المائية التي تغطي الأراضي المنخفضة) وستتضرر الزراعة في هذه المناطق ولن يتمكن السكان من الحصول على مياه الشرب".
(العربي الجديد، فرانس برس)