واحتفظت مايكروسوفت في نهاية تعاملات أمس، بلقب كبرى الشركات الأميركية من حيث القيمة السوقية، بقيمة تقدر بنحو 990 مليار دولار، رغم انخفاض سعر السهم في الساعات الأخيرة للتداول، متقدمةً على كل من آبل التي كانت قيمتها 970 مليار دولار، وأمازون التي كانت قيمتها 935 مليار دولار، وفقاً لأسعار إغلاق أمس، رغم تجاوز الشركتين علامة التريليون دولار خلال الصيف الماضي.
وتجاوزت نتائج أعمال الأقسام الرئيسية للشركة مؤشرات نتائج الأعمال، التي قدمتها الإدارة في يناير/ كانون الثاني الماضي، حين بلغت مبيعاتها 30.57 مليار دولار، مرتفعةً بنسبة 14% مقارنة بنفس الربع من العام الماضي، كما ازدادت أرباح الشركة بنسبة 19% مقارنة بنفس الفترة، لتصل إلى 8.81 مليارات دولار.
وأوضحت إمي هود، نائب الرئيس والمدير المالي بالشركة، أن أزور ذراع الشركة للحوسبة السحابية cloud-computing كان لها دورٌ بارز في تلك الأرقام، بعد ارتفاع مبيعاتها بنسبة 73% مقارنةً بالعام الماضي. وتعدّ النقلة المرتبطة بالاهتمام بالحوسبة السحابية في الشركة أهم إنجازات ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي للشركة، منذ توليه المنصب قبل خمس سنوات.
وأُسست مايكروسوفت التي تعدّ رائدة في العديد من المجالات، على يد بيل غيتس وبول ألين قبل 44 عاماً، في مستودع أحد المنازل الصغيرة بولاية نيومكسيكو الجنوبية.
وتقدم الشركة، التي يعدّ من أبرز منتجاتها ويندوز، وأوفيس، وسكايب، واكسبوكس، كما تشمل خدماتها بينج، ولينكدإن، ووان درايف، بالإضافة إلى أزور، مئات المنتجات في كل ربع، سواء في صورة إصدارات جديدة أو خدمات أو تحسينات على المنتجات والخدمات المتاحة.
وتقول الشركة إن هذه الإصدارات "هي نتيجة لاستثمارات كبيرة في مجال البحث والتطوير، يتم إجراؤها على مدار عدة سنوات، وتكون دائماً مصممة لمساعدة العملاء على أن يكونوا أكثر إنتاجيةً وأماناً".
وحقق سهم مايكروسوفت ارتفاعاً خلال السنوات الثلاث الأخيرة بنسبة تتجاوز 150%، في الوقت الذي لم يرتفع فيه مؤشر اس آند بي 500 المعياري الهامّ للأسهم الأميركية بأكثر من 40%.
ورغم سيطرة حالة عدم اليقين على الأسواق خلال الفترة الأخيرة، حقق سهم مايكروسوفت مكاسب فاقت توقعات المحللين، حين ارتفع السهم بنسبة 27% خلال الفترة التي مضت من 2019، وتجاوزت مكاسبه خلال الاثني عشر شهراً الأخيرة نسبة 40%، وليصبح سهم الشركة أحد أهم المساهمين في وصول مؤشر ناسداك، الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا، إلى أعلى مستوياته يوم الثلاثاء الماضي، مع أسهم فايسبوك وأمازون وغوغل، وما زال بنك الاستثمار الياباني نمورا ينصح عملاءه بشراء سهم مايكروسوفت.
ولم تكن نتائج أعمال الشركة وحدها وراء القفزات الكبيرة في سعر السهم، إذ تسببت سياسة الشركة السخية في ما يتعلق بالعائد على الاستثمار، في زيادة ثقة المستثمرين. وفي أواخر العام الماضي، رفعت شركة مايكروسوفت التوزيعات على أسهمها بنسبة 9.5%، لتصل إلى 0.46 دولار، مسجلة بذلك الزيادة التاسعة في تسع سنوات، وهو ما زاد من قيمة ما دفعته الشركة بنسبة 254% خلال تلك الفترة. وخلال السنوات العشر الأخيرة، قامت الشركة بإعادة شراء أسهمها في العديد من الفترات، وهو ما أدى إلى انخفاض عدد الأسهم بأكثر من 13%، ليعكس مكاسب إضافية لحاملها، الأمر الذي جعل السهم عنصراً مشتركاً في توصيات الشراء، لدى أغلب مسؤولي الاستثمار وإدارة المحافظ، خلال الفترة الأخيرة.
ومع تزايد اعتماد الشركات التقليدية على التكنولوجيا، في محاولات اجتذاب العملاء والتنافس مع الشركات الأخرى، وقّعت مايكروسوفت مؤخراً اتفاقات ضخمة مع العديد من كبرى الشركات الأميركية، ومنها تحالف والغرين بوتس المتخصص في إنتاج وتوزيع الأدوية للجملة والمستهلكين، وأيضاً شركة كروجر للتجزئة، واكسون موبيل العالمية. ويقول ناديلا: "التكنولوجيا الرقمية حالياً لا تعني فقط ابتكارات جديدة لشركات التكنولوجيا، وإنما هي ابتكارات تكنولوجية جديدة للشركات الأخرى".
ويتوقع بعض المحللين أن تستمر مايكروسوفت في زيادة حصتها في سوق الحوسبة السحابية، التي تتزعمها أمازون حالياً. تلك السوق التي توقعت مؤسسة جارتنر للتنبؤ وصول مبيعاتها إلى 182 مليار دولار بحلول عام 2022.
وتقول جينيفر سوانسون لوي، محلل الأسهم في بنك الاستثمار يو بي إس، إن "مايكروسوفت ما زالت في المراحل المبكرة من تحوّل الشركات الذي يتوقع أن يمتد لعقد من الزمان، ليدفع نموّ الإيرادات ومكاسب الأرباح بصورة لا تنعكس في التقييم الحالي".