وقال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في اليوم الثالث والأخير لمؤتمر إعادة إعمار العراق الذي تستضيفه بلاده منذ الإثنين، "يسرني أن أعلن بأن دولة الكويت وانطلاقا من التزامها بدعم الأشقاء في العراق... ستلتزم بتخصيص مليار دولار كقروض... ومليار دولار للاستثمار في الفرص الاستثمارية في العراق".
وأضاف أمير الكويت في كلمة الافتتاح، إن قرض بقيمة مليار دولار سيخصص من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ومليار دولار آخر للاستثمار في الفرص الاستثمارية بالعراق.
من جانبه، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم الأربعاء إن بلاده ملتزمة بدعم إعادة الإعمار في العراق.
وأضاف الوزير متحدثاً على هامش مؤتمر للمانحين في الكويت إن جهود قطر ستتركز في مشاريع البنية التحتية.
وخلال المؤتمر ذاته، قالت الولايات المتحدة إنها تمد خط ائتمان للعراق بثلاثة مليارات دولار، لكنها لن تقدم أي مساعدات حكومية مباشرة. وتعهدت منظمات غير حكومية إلى الآن بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 330 مليون دولار.
واجتمع المانحون والمستثمرون في الكويت هذا الأسبوع لمناقشة جهود إعادة بناء اقتصاد العراق والبنية التحتية بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على ما يقرب من ثلث مساحة البلاد.
وانطلقت في الكويت، منذ الإثنين الماضي، أعمال مؤتمر إعادة إعمار العراق، بعقد مؤتمرات للمنظمات غير الحكومية، فيما بدأ اليوم الاجتماع الوزاري الرئيسي بمشاركة 2300 شركة من 70 دولة، تسعى إلى الحصول على عشرات الفرص الاستثمارية التي سيطرحها العراق في المؤتمر.
وقال أمير الكويت، إن أمن واستقرار العراق يعد جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار الكويت والمنطقة.
وأضاف "ما يواجهه عالمنا اليوم من أزمات وتحديات، يتطلب من المجتمع الدولي عملاً جماعياً وتحركاً شاملاً وعلى كل المستويات".
وتابع "ما نشهده اليوم من حشد دولي واسع على المستوى الرسمي والشعبي والقطاع الخاص، إنما يمثل اعترافاً من العالم بحجم التضحيات التي تكبدها العراق في مواجهته للإرهاب، وسعياً من المجتمع الدولي لمكافأته على تلك المواجهة".
ويهدف العراق إلى الحصول على استثمارات بقيمة تعادل 100 مليار دولار لإعادة إعمار المناطق والبنى التحتية المدمرة، جراء ثلاث سنوات من الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
ويتطلع العراق إلى أن يقابل المجتمع الدولي "انتصاره" على داعش بمساهمة مالية ضخمة تعيد بناء ما دمرته حرب السنوات الثلاث.
ومن المقرر أن تعلن الدول الحليفة للعراق والشريكة في التحالف الدولي لمحاربة التنظيم اليوم، عن مساهمات مالية في مشروع اعادة الإعمار الضخم، تأمل بغداد أن تصل الى نحو 88 مليار دولار.
وعلى رأس هذه الدول: فرنسا، والسعودية خاصة بعد التقارب الأخير بين بغداد والرياض، وكذلك الكويت التي تعرضت أراضيها لاجتياح عراقي في 1990 قاده النظام السابق برئاسة صدام حسين.
ودعا أمس وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي في كلمته المستثمرين المشاركين في مؤتمر الكويت إلى الدخول في السوق العراقي والاطلاع على الفرص الاستثمارية التي تقدمها الحكومة العراقية التي قدمت ضمانات للمستثمرين.
وقال إن الحكومة العراقية سنت القوانين التي تمنح ضمانات للاستثمار وتسهيل اجراءاتهم، مؤكداً أن المساهمة في عملية إعادة الاعمار عن طريق الدخول في الاستثمارات العراقية تمثل رسالة محبة وسلام واستقرار خاصة وأن استقرار العراق يمثل استقرار المنطقة كلها.
وعشية الإعلان عن المساهمات الحكومية، سعى العراق الى طمأنة واستقطاب المستثمرين في اليوم الثاني من المؤتمر الذي خصص أمس الثلاثاء للقطاع الخاص الممثل في اجتماع الكويت، وفقاً للمنظمين، بأكثر من ألفي شركة ورجل أعمال.
وقال رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سامي الأعرجي أمام ممثلين عن القطاع الخاص "العراق مفتوح أمام المستثمرين"، مشيراً الى أن بغداد تعرض فرص الاستثمار في أغلب القطاعات، من الزراعة الى النفط.
كما دعا وزير النفط العراقي جبار لعيبي الى الاستثمار في النفط بعدما أعلن عن مشاريع عديدة في هذا القطاع، بينما ذكر مسؤول عراقي آخر ان بغداد تنوي إعفاء المستثمرين من ضريبة الدخل لمدة تتراوح بين 10 و15 سنة.
وبحسب رجال أعمال تحدثت إليهم وكالة فرانس برس في المؤتمر، فإن الفساد المستشري يعدّ أحد أكبر التحديات أمام بغداد في سعيها لجمع الأموال واستقطاب المستثمرين، رغم قولهم أن الحكومة العراقية تتحرك لمواجهة هذه الآفة ولتوفير بيئة ملائمة للاستثمار.
وفي خطاب أمام الممثلين عن القطاع الخاص، أقر رئيس الوزراء حيدر العبادي بأن "الفساد يختبئ خلف البيروقراطية وخلف عدم الشفافية والغموض" في بلده.
لكنه قال إن الحكومة تقود برنامجاً إصلاحياً لمكافحة الفساد يهدف كذلك الى "تبسيط الاجراءات من أجل المساعدة في الاستثمار وإزاحة العقبات أمام المستثمرين ورجال الأعمال العراقيين والأجانب ورفع العراقيل أمام المشاريع".
وعانى العراق من حروب على مدار عقود ومن الملفت أنه يعقد مؤتمر إعادة إعماره في الكويت التي كان قد غزاها في عام 1990 في حرب انتهت بهزيمته على يد تحالف قادته الولايات المتحدة وعقوبات استمرت لأكثر من عقد من الزمان.