تسبب التطبيق المفاجئ لمنظومة الخبز الجديدة في محافظة الإسكندرية (شمال العاصمة المصرية القاهرة)، في أزمة للمواطنين بعد عجز الكثير منهم عن الحصول على رغيف الخبز المدعم حيث تشترط المنظومة امتلاك المواطن بطاقة ذكية، وهو ما لم يتوفر حتى الآن.
وشهدت المحافظة مشادات بين المواطنين والعاملين في عدد من المخابز بعد رفضهم منح الخبز المدعوم إلا بالكروت الذكية، مما اضطر الأهالي إلى شراء الخبز من السوق الحر بأضعاف السعر المدعوم.
وأغلقت مخابز شرقي وغرب الإسكندرية، أبوابها أمام المواطنين، بسبب تطبيق المنظومة دون سابق إنذار، وعدم تسليمهم ماكينات البطاقات الذكية.
وكان وزير التموين والتجارة الداخلية المصري، خالد حنفي، قد أصدر أول من أمس السبت قراراً مفاجئاً بتعميم منظومة الخبز الجديدة، بالرغم من عدم جاهزية أكثر من 1200 مخبز من أصل 1400 في المدينة، لتطبيق المنظومة الجديدة.
شكوى المواطنين
وأمام أحد المخابز تقف السيدة، أم إبراهيم، 63 سنه، تشتكي من عدم تمكنها من الحصول على الخبز لها ولأسرتها المكونة من 4 أفراد لعدم امتلاكها البطاقة.
وأشارت إلى أنها لم تتمكن من الحصول على البطاقة، لأن زوجها مريض وليس له عمل ثابت، وسبق أن تقدم بطلب لاستخراج بطاقة تموينية، إلا أن المسؤولين رفضوا بحجة انه ليس من أبناء المدينة.
وقال إبراهيم مرسي، موظف بإحدى شركات القطاع الخاص، 45 سنة: "هناك مشكلة في استخراج البطاقات من مكاتب التموين، بعد توجه عدد كبير من المواطنين في وقت واحد وهو ما سبب العديد من المشاحنات والزحام بسبب التعقيدات الروتينية التي تنتهجها الوزارة".
وحذر مرسي من استمرار ظاهرة تكدس المواطنين أمام المخابز وارتفاع الأسعار التي طالت معظم المواد الغذائية والأساسية بعد إلغاء دعم المحروقات وما ينتج عن ذلك من مشاجرات ومشاحنات بينهم، الأمر الذي قد يتطور إلى ما يشبه ثورة جياع تأكل اليابس والأخضر بحسب تعبيره.
خبز غير آدمي
ويرى محمود عادل، ويعمل محاسبا، أن تطبيق المنظومة الجديدة لم يقدم أي جديد للمواطن رغم الوعود الحكومية، فالطوابير مستمرة ولم تتحسن مواصفات الخبز المطروح في الأفران بل أدت إلى قيام أصحاب المخابز بطرح خبز غير مطابق ولا يصلح للاستهلاك الآدمي على حد تعبيره.
وقال رئيس شعبة أصحاب المخابز بالإسكندرية، عبد العال درويش، إن "المنظومة مستحيلة التطبيق، نظراً لعدم صرف ماكينات الصرف الآلي للمخابز، وعدم استخراج أكثر من 50 في المائة من المواطنين لكروت الخبز الذكية، والتي تعتمد عليها المنظومة".
وأضاف "درويش": "أصحاب المخابز مع تنفيذ المنظومة، ولكن لابد من استكمال الإجراءات، كما يجب تسليم كل أصحاب المخابز حقوقهم المتمثلة في صرف فرق سعر السولار، وصرف حافز الجودة، بالإضافة إلى مستحقات 5 أشهر متأخرة".
بدوره، اعترف وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية بالإسكندرية، هشام كامل، بوجود مشاكل في المنظومة، مشيراً إلى أن كل التحديات سيتم حلها في أسرع وقت ممكن، إذ سيتم تزويد كل المخابز بالماكينات الآلية، وستخصص فرق لتدريب العاملين بالمخابز على كيفية استخدام تلك الماكينات، كما سيتم تزويد كل مخبز بـ3 آلاف رغيف إضافي يومياً، لتغطية حاجة المواطنين، الذين لم يستطيعوا استخراج بطاقات.