بعد عودة العلاقات السياسية بين أنقرة وموسكو إلى سابق عهدها، تحسنت تعاملات البلدين التجارية وعلى رأسها جهود تنفيذ مشروع "السيل التركي" لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.
وتكللت بوادر عودة العلاقات الروسية - التركية بالقمة التي عقدها رئيسا البلدين فلاديمير بوتين، ورجب طيب أردوغان أخيراً، في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، حيث اتفق فيها الطرفان على تنفيذ مجموعة من الإجراءات الملموسة بهدف دفع علاقاتها نحو الأمام بالسرعة المنشودة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، اليوم السبت، إن روسيا تعتزم توقيع اتفاق مع تركيا الشهر المقبل لتنفيذ خط أنابيب ترك - ستريم لتصدير الغاز.
وقال وزير الطاقة "يجري حالياً التفاهم بشأن الاتفاق بين الحكومتين، ورسم خريطة طريق، إذ أن عملية الاتفاق على النص النهائي جارية، ومن المتوقع أن يتم التوقيع في شهر أكتوبر/ تشرين الأول".
ويشكل مشروع "السيل التركي" أحد أهم المشاريع التي تربط موسكو مع أنقرة، المتمثل بنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا عبر تركيا.
وكان وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، براءات البيرق، قد عقد لقاء مع مدير شركة الطاقة الروسية "غازبروم" أليكسي ميللر، الأسبوع الماضي، حول مشروع خط السيل التركي، توصل عقبها الجانبان إلى إعطاء تركيا التصاريح الضرورية من أجل تنفيذ المشروع.
وقبل أيام أعلن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أن من الممكن المباشرة في بناء الخط الأول من أنابيب المشروع المذكور، في النصف الثاني من العام 2019.
وإزاء ذلك، قال نائب رئيس صندوق أمن الطاقة الوطني الروسي، "ألكسي غريفاتيش"، إن تركيا وروسيا أنجزتا خطوات مهمة في تنفيذ مشروع "السيل التركي".
ولفت "غريفاتيش" إلى احتمال البدء في المشروع خلال فترة قصيرة، إلى جانب إمكانية التعاون في مجال تطوير البنية التحتية ومرافق تخزين الغاز في تركيا.
وأوضح أن بعض الاتفاقيات المبرمة بين "غازبروم"، وشركة نقل البترول التركية سينتهي مفعولها بعد العام 2020، مشيراً إلى أنه يمكن تمديد الاتفاقيات المتعلقة باستثمارات البنى التحتية طويلة الأمد.
وأضاف "غريفاتيش": "ينبغي على أوروبا تقديم بعض الضمانات في إنشاء خط الأنابيب الثاني من أجل نقل الغاز الطبيعي إليها".
من جانبها، نوهت "دانيلا بوخكاريف" الخبيرة في البحوث الاقتصادية في معهد الشرق والغرب -مركزه في بلجيكا- إلى أهمية مشروع "السيل التركي" الذي من شأنه جعل تركيا مركزاً للغاز الطبيعي، ولاعباً أساسياً في سوق الغاز الأوروبي.
وقالت "بوخكاريف": "في حال تم إنجاز بناء الخط الأول من أنابيب المشروع، فإن ذلك يعطي دافعاً للأطراف المعنية لإنشاء الخط الثاني"، مضيفة إلى أنه في حال النجاح في الخط الثاني، فإنه يمكن ربط "السيل التركي" مع مشروع خط أنابيب أدرياتيكي (تاب)، ومشروع خط أنابيب تركيا - اليونان- إيطاليا الهادف الى تنويع نقل موارد الطاقة الى أوروبا، مع بعضها وفق لوائح الاتحاد الأوروبي.
وكانت شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم، أعلنت في وقت سابق أنها حصلت على أولى الموافقات التنظيمية من تركيا على مشروع خط الأنابيب للانتقال إلى مرحلة التنفيذ.
وكانت المحادثات بشأن خط الأنابيب قد توقفت العام الماضي، بعد قيام تركيا بإسقاط مقاتلة روسية، فقامت الأخيرة بفرض عقوبات اقتصادية، ومنذ ذلك الوقت، بدأت محادثات بين روسيا وأنقرة لإصلاح العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفي شهر أغسطس/ آب الماضي، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عقب اجتماعه بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بناء خط الأنابيب سريعاً يمثل أولوية.