مُنيت أسعار النفط بهبوط حاد بعد سلسلة خسائر، فخسرت اليوم نحو 7% من قيمتها، فور إعلان انهيار اتفاق "أوبك" لخفض الإنتاج، وفشل اجتماعها مع حلفائها اليوم، ولا سيما روسيا، لإقرار مزيد من الخفض، ليتنتهي المحادثات من دون إصدار بيان ختامي، وليهبط سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت أكثر من 4 دولارات إلى 45.6 دولاراً، وهو أدنى مستوى منذ يونيو/ حزيران 2017.
وقالت مصادر، لـ"رويترز"، إنّ "خطط أوبك لتعميق التخفيضات النفطية ومد أجلها تعثرت اليوم الجمعة، إذ رفضت روسيا، غير العضوة في المنظمة، تأييد الخطوة، قائلة إنه من المبكر جداً التنبؤ بتأثير تفشي فيروس كورونا على طلب الطاقة العالمي".
ودفع الإخفاق في إبرام اتفاق، بين "أوبك" وروسيا وأعضاء آخرين في تحالف يُعرف بـ"أوبك+" يدعم الأسعار منذ 2016، سعر الخام القياسي للانهيار، ما يضع الدول الشديدة الاعتماد على النفط تحت ضغط كبير، ويجعل الكثير من شركات النفط الصخري وشركات طاقة أخرى بالولايات المتحدة في محنة شديدة.
وذكر مصدر من "أوبك" إنّ "الاتفاق مات". وقالت مصادر من "أوبك"، لـ"رويترز"، إنّ السعودية، أكبر المنتجين داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، أخفقت في التوصل إلى تسوية مع روسيا في محادثات اليوم.
وقال وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك بعد الاجتماع، إنه "اعتباراً من أول أبريل/نيسان القادم لن يكون لدينا قيود على الإنتاج"، مع أنه قال "لم نقرر زيادة إنتاجنا"، فيما قال نظيره السعودي "سنترك السوق تتساءل" رداً على سؤال عما إذا كانت المملكة سترفع إنتاجها.
وصرحت مصادر بأنه نتيجة لذلك، ينتهي العمل باتفاق حالي لتخفيضات الإنتاج، في مارس/ آذار، لذا سيكون بوسع أعضاء "أوبك" والمنتجين من خارجها نظرياً الضخ كما يحلو لهم في سوق متخمة أصلاً. ونزلت أسعار النفط أكثر من 6% إلى 47 دولاراً للبرميل.
كان وزراء "أوبك" قد قالوا، الخميس، إنّ تفشي فيروس كورونا خلق "وضعاً غير مسبوق" يستلزم تحركاً، مع تأثر النشاط الاقتصادي العالمي والطلب على النفط سلباً بإجراءات وقف انتشار الفيروس.
وتقلصت توقعات نمو الطلب في 2020، لكن موسكو تقول منذ فترة طويلة إنه من المبكر جداً تقييم الأثر.
وقال وزراء المنظمة، أمس الخميس، إنهم يساندون تخفيضات نفطية بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً إضافية حتى نهاية 2020، أي ما يوازي نحو 1.5% من الطلب العالمي، وهو تحرك أكبر بكثير وأبعد من المتوقع.
ودعوا أيضا لمد تخفيضات "أوبك+" الحالية البالغة 2.1 مليون برميل يومياً، مما يعني بلوغ إجمالي التخفيضات المقترحة مجتمعة وفق التصورات 3.6 ملايين برميل يومياً أو حوالي 3.6% من الإمدادات العالمية. لكنهم جعلوا المقترح مشروطاً بتأييد روسيا ومنتجين آخرين من خارج المنظمة للتخفيضات.
ولم يدل وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الذي أجرى مناقشات ثنائية مع نظيره السعودي عبد العزيز بن سلمان، بأي تصريح بشأن التخفيضات الإضافية المقترحة خلال رحلته إلى فيينا وعودته منها هذا الأسبوع.
وقال الكرملين، اليوم الجمعة، إنّ الرئيس فلاديمير بوتين لا يعتزم التحدث مع القيادة السعودية، وهو إعلان حطم الآمال في إمكانية اقتناص اتفاق على مستوى الزعماء.
واستمرت المشاورات غير الرسمية داخل مقر "أوبك" لأكثر من 6 ساعات، إذ جرى تأجيل الاجتماع الرسمي لوزراء "أوبك+" مراراً عن موعده في الساعة 9 بتوقيت غرينتش.
وقبل انهيار المحادثات، قال موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية، إنّ الوزير بيجن زنغنه يتوقع اجتماعاً "صعباً جداً" في فيينا، اليوم الجمعة، بين "أوبك" والدول المصدرة للنفط غير الأعضاء في المنظمة، بما فيها روسيا.
وقال مصدران مطلعان لـ"رويترز" إن شركة النفط الوطنية السعودية أبلغت المشترين أنها أرجأت إصدار أسعار البيع الرسمية لخاماتها لشهر إبريل/نيسان، لما بعد اجتماع "أوبك" وحلفائها اليوم.
وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول تدفع في اتجاه خفض إضافي للإنتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام. وتأمل "أوبك" أن يشارك المنتجون من خارج المنظمة بـ500 ألف برميل يومياً من إجمالي الخفض، لكن نجاح الاتفاق معلق على موافقة روسيا، وهي غير مؤكدة بالمرة.
ولو تم التوصل إلى اتفاق اليوم، لكان ذلك سيعني زيادة إجمالي قيود الإمداد إلى 3.6 ملايين برميل يومياً، أي ما يعادل 3.6% تقريباً من الإمدادات العالمية. وتعلن "أرامكو" السعودية عادة أسعارها الرسمية لبيع الخام في الخامس من كل شهر.