قال رئيس شعبة مخابز الغرفة التجارية في القاهرة، عطية عيد حماد، لـ"العربي الجديد"، إن عدم توفر السولار في معظم محطات الوقود يهدّد بإغلاق المخابز في العديد من المحافظات في مصر، متهماً الحكومة بالتقاعس عن حل الأزمة التي تتزامن مع دخول شهر رمضان الكريم.
وأشار حماد إلى أنه خاطب المسؤولين في وزارتي التموين والبترول أكثر من مرة حول أزمة السولار، خاصة بعد تضرر المخابز، خلال الأيام الماضية، ولجوئهم إلى شراء السولار من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، إلا أن تلك الجهات لم تتخذ أي إجراء لحل مشكلة السولار للمخابز.
وأرجع حماد أزمة نقص مادتي السولار والبنزين في المحطات نتيجة عدم تغذية محطات الوقود بالكميات المخصصة، حيث تشهد أغلب المحافظات عجزاً كبيراً في إمداداتها، مطالباً بضخ كميات إضافية لحل الأزمة خلال شهر رمضان.
وأضاف رئيس شعبة مخابز القاهرة، أن أزمة نقص السولار تجدّدت، خلال الأيام الماضية، في ظل تفاقم تهريبه إلى السوق السوداء، بعد تراجع الحكومة عن تطبيق قرار الحصول على الوقود من خلال الكارت الذكي في نصف يونيو/حزيران الجاري، بسبب عدم استعداد الأجهزة المعنية.
وأوضح حماد أن المخابز البلدية تعاني من أزمة نقص السولار منذ 3 أيام وما زالت مستمرة، وأضاف أن صاحب المخبز يقف الآن في طوابير سيارات النقل والأجرة بالساعات أمام محطات البنزين في انتظار الحصول على الكميات اللازمة، وبالتالي يؤثر ذلك سلباً على الكميات المنتجة من الخبز المدعم.
وكان بعض أصحاب المخابز هدّدوا، في وقت سابق، بالإضراب العام لحل أزمة السولار، في ظل تخلي الحكومة عنهم.
اقرأ أيضاً: خبراء يشككون في معدلات توريد القمح للحكومة المصرية
وتعاني مصر من أزمة وقود متكررة، طوال العامين الماضيين، عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي، في 3 يوليو/تموز عام 2013، حيث شهدت البلاد اضطرابات أمنية وأزمات مالية واقتصادية تسببت في تعميق أزمات نقص وقود وانقطاع الكهرباء.
وأعلنت الحكومة أمس عن تقليص دعم الوقود في الموازنة العامة من 100 مليار جنيه (13 مليار دولار) العام المالي الجاري، إلى 61 مليار جنيه (8 مليارات دولار) العام المالي المقبل، بهدف تخفيض عجز الموازنة المتفاقم.
ومن جانبه، أكد مصدر مسؤول في وزارة التموين، رفض ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أنه يتم حالياً دراسة كيفية تخصيص متعهدين لنقل السولار إلى المخابز البلدية، وذلك بناء على طلب الشعبة العامة للمخابز، لافتاً إلى أنه تم تشكيل مجموعات عمل بشأن تكثيف الرقابة من جانب مفتشي التموين على محطات التعبئة ومراقبة السيارات المحملة بالسولار والبنزين، بمجرد خروجها من محطات التعبئة وحتى وصولها إلى محطات الوقود في مختلف المناطق.
وطالب اتحاد شعب المخابز بالغرف التجارية الحكومة، ممثلة في وزارة التموين، بسرعة التدخل لإنقاذ الموقف، بتوفير السولار لجميع المخابز البلدية، نظراً لأن المخابز ذات طبيعة خاصة لإنتاج خبز مدعم وبسعر محدد من قبل الحكومة لا يزيد عن خمسة قروش، كما طالب الاتحاد مباحث التموين بمراقبة محطات تموين الوقود التي تطالب بفرض إتاوات على أصحاب المخابز مقابل شراء السولار المدعم، ولضمان عدم تلاعب البعض في كميات السولار، بتحرير محاضر ضدهم.
وفي سياق متصل، هدد الصيادون في محافظات وجه بحري بالإضراب عن العمل بالصيد إذا لم توفر الدولة السولار والبنزين الكافي لهم، وذلك بعد نفاد الاحتياطي الاستراتيجي لهم، وتوقف مئات السفن عن العمل، بالإضافة إلى تعرض الصيادين لجشع تجار السوق السوداء، الذين يقومون ببيع لتر السولار والبنزين بأضعاف ثمنه.
اقرأ أيضاً: مصر تشتري قمحاً روسيّاً في موسم الحصاد