وصف مشاركون غربيون منتدى الاستثمار السعودي الذي يطلق عليه "دافوس في الصحراء"، والذي سيختتم أعماله غداً الخميس، بأنه أشبه بـ"منتدى محلي وليس عالمياً كما كان مخططاً له"، وذلك وسط المقاطعات الواسعة من الدول والشركات الكبرى ورجال الأعمال وبيوت الإعلام الكبرى.
وقال مشارك غربي لرويترز: "هو مثل أي مؤتمر سعودي محلي هذا العام"، مضيفاً: "انخفضت نوعية المتحدثين بالمقارنة مع العام الماضي... صانعو السياسات البارزون غابوا".
وبدلاً من الصحافيين الكبار الذين أداروا الجلسات في العام الماضي، مثل ماريا بارتيرومو من قناة "فوكس نيوز" وجون دفتريوس من شبكة "سي.إن.إن"، لجأ المؤتمر في الأغلب إلى شخصيات أقل شهرة من المنطقة العربية.
وجلب النظام السعودي مديرين للجلسات من السعودية ودول عربية في اللحظات الأخيرة بعد انسحاب وسائل إعلام غربية شريكة من المؤتمر مثل بلومبيرغ والإيكونوميست وغيرهما.
وبحسب رويترز، قال منظمو المؤتمر إن الموقع الإلكتروني للمؤتمر تعرض للقرصنة وجرى توزيع جدول الأعمال قبل فترة وجيزة فحسب من بدء المؤتمر.
وقال مسؤول تنفيذي من شركة مالية صينية، إن قضية خاشقجي محت بعضاً من رونق المؤتمر. وأضاف أن بعض التنفيذيين الغربيين ينأون بأنفسهم، مضيفاً: لا يرغبون في القدوم وتقديم بطاقاتهم التعريفية".
وسادت حالة من عدم التيقن بين الحاضرين بشأن ما إذا كان محمد بن سلمان سيحضر افتتاح المؤتمر إلى أن دخل القاعات المزخرفة للمؤتمر بعد ظهيرة اليوم الأول، وفي القاعة الرئيسية تلقى ولي العهد ترحيبا أقل بالمقارنة مع التصفيق المدوي الذي دام لدقائق في مؤتمر العام الماضي.
وبعد أن استمع إلى أليخاندور عجاج، الذي يدير بطولة "فورمولا إي" لسباقات السيارات الكهربائية، غادر بن سلمان القاعة بعد نحو 15 دقيقة ليقوم بجولة في قاعة مجاورة.
وغابت أيضاً هذا العام عناصر جذب كبيرة، مثل عمليات المحاكاة لمشروع سياحي بالبحر الأحمر أو المقابلة التي أجراها أندرو روس سوركين مراسل "نيويورك تايمز" مع الروبوت صوفيا، أول مواطنة آلية في العالم. وكان سوركين من أوائل المنسحبين هذا العام بسبب مقتل خاشقجي.
وقال مصرفي محلي إن من الصعب معرفة ما إذا كانت صورة المملكة ستكون أفضل لو تأجل المؤتمر لحين انقشاع حالة الضبابية.
وعدا روسيا وشركاتها التي حضرت بكثافة في محاولة لكسب ود الرياض في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها علاقاتها مع واشنطن ودول الحصار، فإن الحضور العالمي كان ضعيفاً.
وحسب رويترز، قال كيريل ديمترييف الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار الروسي المباشر، إن الإصلاحات السعودية "مهمة وتستحق الدعم".
وفي رد يتسم بالتحدي، قال محمد العبار رئيس مجلس إدارة إعمار العقارية، رداً على سؤال بشأن اعتماد المنطقة على أموال من مصادر غربية مثل صناديق الاستثمار المباشر، "لا نحتاج إلى أموالهم، المال في الشرق الأوسط".
وكان موضوع تطورات الأسواق المالية والبورصات العالمية قد احتل مكان الصدارة في اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر، حيث اجتمع عدد من المستثمرين وتحدثوا مطولا حول مستقبل الأسواق المالية وجمع الاستثمارات.
وتحدث المستثمر والمدير المؤسس لشركة M31، باتريك شونغ، في مداخلته عن العوامل التي تؤدي للنجاح في قطاع الأسهم الخاصة، مشددا على أنه "لا بد أن تراعي بحرص شديد الدورة الاقتصادية بمجملها، لأنه من السهل أن تحقق نتائج جيدة في غضون ثلاث سنوات، لكن هل تستطيع حقاً أن تكرر هذا النجاح على مدى الخمس وعشرين سنة المقبلة؟"
(العربي الجديد)