بدأت تداعيات التنسيق الأميركي السعودي فيما يتعلق بزيادة إنتاج النفط، تلقي بظلالها على الأسعار اضطراباً، وذلك مع ارتفاع حدة الأزمة مع إيران إثر عودة العقوبات الاقتصادية الأميركية، واستكمالها بالتضييق على واردات طهران النفطية.
ومع تنامي المشكلة النقدية في إيران وتسجيل عملتها أكبر انخفاض منذ 17 عاما، تراجعت أسعار النفط اليوم الإثنين، بعدما قال البيت الأبيض إن العاهل السعودي وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيادة الإنتاج عند الحاجة، وإثر زيادة الإنتاج في كل من السعودية وروسيا.
وتترافق هذه الخطوة، مع اتهامات أطلقها ترامب ضد "أوبك" متهماً إياها بالتلاعب بالأسعار، بالتزامن مع تطورات تشهدها السوق النفطية، من تباطؤ الواردات الآسيوية بفعل تعثر النمو، مروراً بوقف الشحنات الليبية، ومساعي العراق لزيادة صادراته، وصولاً إلى المشكلات المستمرة في بلدان تشهد الحروب، وبلدان أخرى ترزح تحت الأزمات الاقتصادية وتراجع حصة النفط من ناتجها المحلي، من بينها السعودية.
اقــرأ أيضاً
وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أغسطس/ آب 65 سنتاً أو 0.9 في المئة ليصل إلى 73.50 دولاراً للبرميل بعدما صعد ثمانية في المئة الأسبوع الماضي.
ووصل إلى مستوى منخفض بلغ 72.51 دولاراً للبرميل. ويوم الجمعة ارتفع الخام الأميركي إلى 74.46 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، وانتعش بفعل مخاوف من أن العقوبات الأميركية على إيران ستقتطع كمية كبيرة من النفط الخام من الأسواق العالمية، في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي.
وهبط خام القياس العالمي برنت 55 سنتاً أو 0.7 في المئة ليصل إلى 78.68 دولاراً، بعدما زاد ما يربو على 5 في المئة الأسبوع الماضي.
وأظهر مسح لرويترز أن إنتاج السعودية زاد 700 ألف برميل يومياً من مايو/ أيار، مقترباً من مستواه القياسي البالغ 10.62 ملايين برميل يومياً، والمسجل في نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
وقالت وزارة الطاقة الروسية إن إنتاج روسيا ارتفع إلى 11.06 مليون برميل يومياً في يونيو/ حزيران من 10.97 ملايين في مايو/ أيار. وزاد إنتاج الولايات المتحدة 30 في المئة في العامين الأخيرين إلى 10.9 ملايين برميل يومياً، وهو ما يعني أن أكبر ثلاثة منتجين في العالم يضخ كل منهم نحو 11 مليون برميل يومياً، بما يلبي نحو ثلث الطلب العالمي على النفط.
اقــرأ أيضاً
وهاجم ترامب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، منبهاً إياها إلى ضرورة الكف عن التلاعب بأسواق النفط العالمية، كما زاد من الضغط على السعودية حليفة واشنطن، وفق تقرير لوكالة "رويترز"، لزيادة الإمدادات من أجل تعويض انخفاض الصادرات من إيران.
وكان ترامب قال على موقع تويتر يوم السبت إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وافق على زيادة إنتاج النفط. وفي وقت لاحق، تراجع البيت الأبيض عن تصريحات الرئيس، قائلاً إن ملك السعودية قال إن بلاده يمكنها زيادة إنتاج النفط إذا اقتضت الضرورة.
تصعيد ترامب
وجدد الرئيس الأميركي في مقابلة مع برنامج بثته قناة فوكس نيوز، الأحد، دعوته السعودية إلى زيادة الإنتاج لمستوى قياسي جديد، وحثها على ضرورة مساعدة الولايات المتحدة في خفض أسعار الوقود في الوقت الذي تساند فيه واشنطن الرياض في صراعها مع طهران.
وقال ترامب: "يجب ألا ننسى أن الجانب السلبي الوحيد في الانسحاب من اتفاق إيران هو أننا نخسر الكثير من النفط، وعليهم تعويض ذلك. من هو عدوهم الأكبر؟ إنها إيران. نعم. فكروا في الأمر. إيران هي عدوهم الأكبر، وبالتالي سيتعين عليهم القيام بذلك". وأضاف "لدي علاقة جيدة جداً مع الملك السعودي وولي العهد والمحيطين بهما، وسيتعين عليهم ضخ مزيد من النفط".
وقد يمثل ارتفاع أسعار البنزين مشكلة سياسية لترامب قبل انتخابات الكونغرس في نوفمبر/ تشرين الثاني، إذ يتعارض مع ما يقوله الجمهوريون من أن تخفيضاته الضريبية وتخفيفه للقواعد التنظيمية الاتحادية ساهما في تعزيز الاقتصاد.
وعلى قناة فوكس نيوز، ألقى ترامب باللوم على أوبك التي تضم السعودية بين أعضائها. ولدى سؤاله عما إذا كان هناك من يتلاعب بأسواق النفط، قال ترامب "100 في المئة. أوبك تفعل ذلك، والأفضل لها أن تتوقف لأننا نحمي الكثير من تلك الدول".
وأضاف أن "أوبك تتلاعب، وسمحت كما تعلمون بزيادة الإنتاج بوتيرة أقل مما كنا نعتقد الأسبوع الماضي. في رأيي، عليهم أن يضخوا مليوني برميل أخرى".
وكان ترامب يشير إلى قرار أوبك زيادة الإنتاج مع حلفائها من خارج المنظمة نحو مليون برميل يومياً في اجتماع فيينا الأخير، وإن كانت السعودية تعهدت منذ ذلك الحين بزيادة الإنتاج إلى مستوى قياسي. وضخت السعودية نحو 10 ملايين برميل يومياً في الأشهر الأخيرة، وقالت مصادر قريبة من السياسة النفطية للمملكة، وفق رويترز، إنها قد ترفع الإنتاج إلى 11 مليون برميل يومياً.
وتعني تلميحات ترامب أنه يريد من الرياض أن تزيد الإنتاج إلى 12 مليون برميل يومياً، وهو ما لم تفعله المملكة من قبل.
ومن المقرر أن يزور ترامب أوروبا هذا الشهر للاجتماع مع حلفائه في حلف شمال الأطلسي، والذين انتقدهم انتقاداً شديداً لعدم إعطاء اهتمام يذكر لمنظومة دفاعهم المشتركة. ومن المرجح أن تلقي التوترات التجارية بظلالها على الجولة الأوروبية.
وفي حين أعلنت شركة إيني أن سعر النفط قد يستقر بين 65 و70 دولاراً للبرميل، وأن العوامل الجيوسياسية قد تولد اضطرابات في السعر، أكدت وزارة النفط الإيرانية، وفق تقرير لوكالة "إرنا" الإيرانية، الإثنين، تصدير مليونين و280 ألف برميل نفط وأكثر من 300 ألف برميل من السوائل الغازية خلال حزيران/ يونيو الماضي. وتصدر إيران وفق الوكالة، 35 في المئة من نفطها إلى أوروبا، كما أن الدول الآسيوية تعد وجهة أساسية.
الطلب الآسيوي والأزمة الليبية
وتأتي هذه الأزمات مع إعلان بيانات تدفقات التجارة التي أشارت إلى أن الطلب الآسيوي على النفط المستورد سيتباطأ للشهر الثاني على التوالي في يوليو/ تموز، مع بدء تذبذب النمو الاقتصادي.
اقــرأ أيضاً
وأظهرت بيانات الطلب الأولية على "تومسون رويترز" التي تتابع تعاقدات الناقلات من كبار الموردين لشهر يوليو/ تموز انخفاضاً حاداً مقارنة مع يونيو/ حزيران. إذ انخفضت الطلبيات المبدئية 11 في المئة مقارنة مع يونيو / حزيران، إلى 16.7 مليون برميل يومياً، ليصل متوسط الفترة من مايو/ أيار إلى يوليو/ تموز إلى 19.3 مليون برميل يومياً، والرقم مرتفع لكنه يظل أقل من مستوى 20.2 مليون برميل يومياً المسجل في الشهر ذاته من العام الماضي.
وتأتي الأرقام على خلفية تباطؤ نمو الإنتاج وطلبيات التصدير في المراكز الاقتصادية الرئيسية في آسيا، في الصين واليابان وكوريا الجنوبية، مع تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
وقال لي دال سوك الباحث في معهد اقتصاد الطاقة الكوري الذي تموله الدولة "الحصول على بيانات واضحة تظهر بوادر ضعف الطلب يحتاج من شهرين إلى 3 أشهر".
وأضاف "بالنظر إلى النزاعات التجارية وارتفاع أسعار النفط في معظم أشهر العام 2018، فإن البيانات ستظهر تباطؤ الطلب على النفط في النصف الثاني من هذا العام".
وفي سياق الاضطرابات التي تسيطر على سوق النفط، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا حالة القوة القاهرة في تحميلات ميناءي الزويتينة والحريقة الإثنين، مما نتج عنه خسائر في الإنتاج بلغ إجماليها 850 ألف برميل يومياً بسبب إغلاق حقول وموانئ في شرق البلاد.
ومنعت الفصائل مؤسسة النفط من استئناف العمليات بمرفأي رأس لانوف والسدرة، واللذان أعلنت حالة القوة القاهرة فيهما يوم 14 يونيو/ حزيران بسبب هجوم مسلح. وتثير هذه المواجهة احتمال انخفاض الإنتاج لفترة طويلة من عضو أوبك الذي كان يضخ أكثر من مليون برميل يومياً.
وتترافق هذه الخطوة، مع اتهامات أطلقها ترامب ضد "أوبك" متهماً إياها بالتلاعب بالأسعار، بالتزامن مع تطورات تشهدها السوق النفطية، من تباطؤ الواردات الآسيوية بفعل تعثر النمو، مروراً بوقف الشحنات الليبية، ومساعي العراق لزيادة صادراته، وصولاً إلى المشكلات المستمرة في بلدان تشهد الحروب، وبلدان أخرى ترزح تحت الأزمات الاقتصادية وتراجع حصة النفط من ناتجها المحلي، من بينها السعودية.
ووصل إلى مستوى منخفض بلغ 72.51 دولاراً للبرميل. ويوم الجمعة ارتفع الخام الأميركي إلى 74.46 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، وانتعش بفعل مخاوف من أن العقوبات الأميركية على إيران ستقتطع كمية كبيرة من النفط الخام من الأسواق العالمية، في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي.
وهبط خام القياس العالمي برنت 55 سنتاً أو 0.7 في المئة ليصل إلى 78.68 دولاراً، بعدما زاد ما يربو على 5 في المئة الأسبوع الماضي.
وأظهر مسح لرويترز أن إنتاج السعودية زاد 700 ألف برميل يومياً من مايو/ أيار، مقترباً من مستواه القياسي البالغ 10.62 ملايين برميل يومياً، والمسجل في نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
وقالت وزارة الطاقة الروسية إن إنتاج روسيا ارتفع إلى 11.06 مليون برميل يومياً في يونيو/ حزيران من 10.97 ملايين في مايو/ أيار. وزاد إنتاج الولايات المتحدة 30 في المئة في العامين الأخيرين إلى 10.9 ملايين برميل يومياً، وهو ما يعني أن أكبر ثلاثة منتجين في العالم يضخ كل منهم نحو 11 مليون برميل يومياً، بما يلبي نحو ثلث الطلب العالمي على النفط.
وكان ترامب قال على موقع تويتر يوم السبت إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وافق على زيادة إنتاج النفط. وفي وقت لاحق، تراجع البيت الأبيض عن تصريحات الرئيس، قائلاً إن ملك السعودية قال إن بلاده يمكنها زيادة إنتاج النفط إذا اقتضت الضرورة.
تصعيد ترامب
وجدد الرئيس الأميركي في مقابلة مع برنامج بثته قناة فوكس نيوز، الأحد، دعوته السعودية إلى زيادة الإنتاج لمستوى قياسي جديد، وحثها على ضرورة مساعدة الولايات المتحدة في خفض أسعار الوقود في الوقت الذي تساند فيه واشنطن الرياض في صراعها مع طهران.
وقال ترامب: "يجب ألا ننسى أن الجانب السلبي الوحيد في الانسحاب من اتفاق إيران هو أننا نخسر الكثير من النفط، وعليهم تعويض ذلك. من هو عدوهم الأكبر؟ إنها إيران. نعم. فكروا في الأمر. إيران هي عدوهم الأكبر، وبالتالي سيتعين عليهم القيام بذلك". وأضاف "لدي علاقة جيدة جداً مع الملك السعودي وولي العهد والمحيطين بهما، وسيتعين عليهم ضخ مزيد من النفط".
وقد يمثل ارتفاع أسعار البنزين مشكلة سياسية لترامب قبل انتخابات الكونغرس في نوفمبر/ تشرين الثاني، إذ يتعارض مع ما يقوله الجمهوريون من أن تخفيضاته الضريبية وتخفيفه للقواعد التنظيمية الاتحادية ساهما في تعزيز الاقتصاد.
وعلى قناة فوكس نيوز، ألقى ترامب باللوم على أوبك التي تضم السعودية بين أعضائها. ولدى سؤاله عما إذا كان هناك من يتلاعب بأسواق النفط، قال ترامب "100 في المئة. أوبك تفعل ذلك، والأفضل لها أن تتوقف لأننا نحمي الكثير من تلك الدول".
وأضاف أن "أوبك تتلاعب، وسمحت كما تعلمون بزيادة الإنتاج بوتيرة أقل مما كنا نعتقد الأسبوع الماضي. في رأيي، عليهم أن يضخوا مليوني برميل أخرى".
وكان ترامب يشير إلى قرار أوبك زيادة الإنتاج مع حلفائها من خارج المنظمة نحو مليون برميل يومياً في اجتماع فيينا الأخير، وإن كانت السعودية تعهدت منذ ذلك الحين بزيادة الإنتاج إلى مستوى قياسي. وضخت السعودية نحو 10 ملايين برميل يومياً في الأشهر الأخيرة، وقالت مصادر قريبة من السياسة النفطية للمملكة، وفق رويترز، إنها قد ترفع الإنتاج إلى 11 مليون برميل يومياً.
وتعني تلميحات ترامب أنه يريد من الرياض أن تزيد الإنتاج إلى 12 مليون برميل يومياً، وهو ما لم تفعله المملكة من قبل.
ومن المقرر أن يزور ترامب أوروبا هذا الشهر للاجتماع مع حلفائه في حلف شمال الأطلسي، والذين انتقدهم انتقاداً شديداً لعدم إعطاء اهتمام يذكر لمنظومة دفاعهم المشتركة. ومن المرجح أن تلقي التوترات التجارية بظلالها على الجولة الأوروبية.
وفي حين أعلنت شركة إيني أن سعر النفط قد يستقر بين 65 و70 دولاراً للبرميل، وأن العوامل الجيوسياسية قد تولد اضطرابات في السعر، أكدت وزارة النفط الإيرانية، وفق تقرير لوكالة "إرنا" الإيرانية، الإثنين، تصدير مليونين و280 ألف برميل نفط وأكثر من 300 ألف برميل من السوائل الغازية خلال حزيران/ يونيو الماضي. وتصدر إيران وفق الوكالة، 35 في المئة من نفطها إلى أوروبا، كما أن الدول الآسيوية تعد وجهة أساسية.
الطلب الآسيوي والأزمة الليبية
وتأتي هذه الأزمات مع إعلان بيانات تدفقات التجارة التي أشارت إلى أن الطلب الآسيوي على النفط المستورد سيتباطأ للشهر الثاني على التوالي في يوليو/ تموز، مع بدء تذبذب النمو الاقتصادي.
وتأتي الأرقام على خلفية تباطؤ نمو الإنتاج وطلبيات التصدير في المراكز الاقتصادية الرئيسية في آسيا، في الصين واليابان وكوريا الجنوبية، مع تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
وقال لي دال سوك الباحث في معهد اقتصاد الطاقة الكوري الذي تموله الدولة "الحصول على بيانات واضحة تظهر بوادر ضعف الطلب يحتاج من شهرين إلى 3 أشهر".
وأضاف "بالنظر إلى النزاعات التجارية وارتفاع أسعار النفط في معظم أشهر العام 2018، فإن البيانات ستظهر تباطؤ الطلب على النفط في النصف الثاني من هذا العام".
وفي سياق الاضطرابات التي تسيطر على سوق النفط، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا حالة القوة القاهرة في تحميلات ميناءي الزويتينة والحريقة الإثنين، مما نتج عنه خسائر في الإنتاج بلغ إجماليها 850 ألف برميل يومياً بسبب إغلاق حقول وموانئ في شرق البلاد.
ومنعت الفصائل مؤسسة النفط من استئناف العمليات بمرفأي رأس لانوف والسدرة، واللذان أعلنت حالة القوة القاهرة فيهما يوم 14 يونيو/ حزيران بسبب هجوم مسلح. وتثير هذه المواجهة احتمال انخفاض الإنتاج لفترة طويلة من عضو أوبك الذي كان يضخ أكثر من مليون برميل يومياً.