أكدت الصين الثلاثاء أن من المستحيل مواصلة المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة بينما "السيف مسلط على رقبتها" بعد دخول رسوم جمركية أميركية جديدة على سلع صينية بقيمة مئتي مليار دولار سنويا، حيز التنفيذ.
وقال نائب وزير التجارة الصيني وانغ شوين في مؤتمر صحافي وفقا لوكالة "فرانس برس" إن "الولايات المتحدة تبنت للتو قيودا تجارية كبيرة جديدة. كيف يمكن إجراء مفاوضات والسيف مسلط على رقبتنا بهذا الشكل؟ لن تكون مفاوضات ومشاورات تجري في أجواء من الحدية".
وأشار نائب وزير التجارة الصيني إلى أن" المصدرين الأميركيين بمن فيهم موردو الغاز الطبيعي المسال سيتضررون "بالتأكيد"، مؤكدا أن رد بكين سيخلق فرصا لدول أخرى مصدرة للغاز المسال، مضيفا أن أستراليا مصدر مهم للوقود للصين.
وتصاعدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين الإثنين مع دخول الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة التي تبلغ نسبتها عشرة بالمئة على سلع صينية بقيمة مئتي مليار دولار سنويا.
وكانت بكين وعدت بالرد فورا عبر فرض رسوم تبلغ 5 أو 10 بالمئة على منتجات أميركية بقيمة ستين مليار دولار سنويا.
وأجرى وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين اتصالات مع نظرائه الصينيين لاستئناف المفاوضات الثنائية حول الخلافات التجارية. لكن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب قوضت هذه المبادرة على ما يبدو.
وكان نائب وزير التجارة الصيني التقى مفاوضين أميركيين في آب/اغسطس في واشنطن. لكن لم يعقد أي لقاء على مستوى عال منذ أشهر.
وقال وانغ شوين الثلاثاء إن "هذه المشاورات أسفرت عن تفاهمات عديدة وحتى كانت موضوع بيان مشترك. لكن الولايات المتحدة رفضت هذا التفاهم واتخذت إجراءات تجارية تقييدية". وأضاف "في هذه الأجواء، استمرار المفاوضات ليس ممكنا".
ضغوط على الشركات
من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إن تصاعد حدة الحرب التجارية والتعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والصين تفرض ضغوطا مكثفة على كثير من الشركات لمغادرة الصين وإنشاء مصانع لها في دول أخرى أقل تكلفة، منوهة في الوقت نفسه بأن مغادرة الصين لن تكون أمرا سهلا.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير بثته أمس الإثنين على موقعها الإلكتروني وفقا لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن الرسوم الأميركية الجديدة تدفع الشركات إلى إعادة التفكير في سلسلة إمداداتها والبحث عن أماكن منخفضة التكلفة أكثر مثل فيتنام وكمبوديا وبنغلاديش وإثيوبيا، حيث بدأت التعريفات تجعل الصين تبدو أكثر تكلفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن شركات مثل ستيف مادن وبوما وغيرهما، قالت بالفعل إنها ستنظر في فكرة نقل إنتاجها خارج الصين، ومع ذلك، أقرت الصحيفة بأنه سيكون من الصعب على كثير من الشركات مغادرة الصين نظرا لامتلاك بكين البنية التحتية والخامات والعمال المؤهلين وهو ما تفتقده الدول الأخرى كفيتنام وكمبوديا وغيرهما.
(العربي الجديد)