واصل الروبل الروسي مكاسبه في تعاملات متواضعة، اليوم الأربعاء، ليرتفع لأعلى مستوياته منذ 2018. وبحلول الساعة 07.25 بتوقيت غرينتش، زاد الروبل 0.4 بالمئة مقابل الدولار إلى 61.73، وهو مستوى لم يشهده منذ يوليو/ تموز 2018.
ومنذ بداية العام الجاري ربح الروبل 12 بالمئة مقابل الدولار، ما يجعله ثاني أفضل العملات أداء مقابل الدولار الأميركي بعد الهريفنا الأوكرانية.
ولقى الروبل في الآونة الأخيرة الدعم من مدفوعات ضريبية محلية دفعت الشركات التي تركز على الاستيراد إلى تحويل جزء من إيراداتها بالنقد الأجنبي لتلبية التزامات محلية.
كما تتلقى الأسواق الروسية الدعم من أسعار النفط التي ارتفعت بعدما قالت روسيا إن تعاونها مع أوبك بشأن تخفيضات الإنتاج سيستمر وسط تفاؤل بأن الولايات المتحدة والصين قد تنتهيان من اتفاق تجاري.
وأنهى خام برنت، المعيار العالمي لصادرات روسيا الرئيسية، تداولات الثلاثاء مرتفعا 1.24 بالمئة عند 67.21 دولارا للبرميل.
الاتجاه للذهب
ويتلقى الروبل الدعم من التوجه الروسي نحو التوسع في شراء الذهب والاقتراض بعملات غير الدولار.
وفي هذا الإطار، قال وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف إن روسيا قد تدرس استثمار جزء من صندوقها الوطني للثروة في الذهب، مضيفا أنه يتوقع أن الاستثمار في المعدن النفيس أكثر استدامة على المدى الطويل من الأصول المالية.
وأبلغ سيلوانوف الصحافيين، أمس الثلاثاء، أن ما تقترحه وزارة المالية حاليا هو أن يحاكي هيكل الاستثمار الجديد للصندوق هيكل احتياطيات النقد الأجنبي للبنك المركزي، وأن يستبعد الذهب.
وقال سيلوانوف "وزارة المالية لا تقترح أن يستثمر (الصندوق) في المعادن النفيسة رغم أن المرء قد يفكر ويدرس هذا... وجهة نظري أن الذهب ربما يكون حاضرا عند استثمار أموال الاحتياطي".
وروسيا أحد أكبر منتجي الذهب في العالم، في حين أن مصرفها المركزي المشتري الرئيسي للمعدن الأصفر في السنوات القليلة الماضية، وعمد البنك المركزي إلى خفض حصته من الأصول بالدولار، مقابل زيادة احتياطاته من الذهب والتي بلغت لدى البنك المركزي الروسي 72.7 مليون أوقية (أونصة) بقيمة 105.9 مليارات دولار في أول ديسمبر/كانون الأول.
وأكد سيلوانوف أيضا أن بلاده قد تصدر سندات دولية في 2020 ستكون مقومة بعملة غير الدولار الأميركي، مضيفا أن "روسيا ترى إمكانية للاقتراض من الأسواق الخارجية في 2020 بعملة مختلفة عن الدولار".
وفي أغسطس/ آب، حظرت الولايات المتحدة على البنوك الأميركية شراء السندات الدولية السيادية بشكل مباشر من روسيا لمعاقبة موسكو على تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا. ونفت موسكو ارتكاب أي مخالفات.
وقال كونستانتين فيشكوفسكي، رئيس إدارة ديون الدولة بوزارة المالية الروسية، لوكالة "رويترز"، في وقت سابق هذا العام، إن العقوبات التي بدأ سريانها في 26 أغسطس/ آب لن تلغي خطة الوزارة للاقتراض من الخارج.
وأضاف أن من المرجح أن تبقي روسيا على خطتها للاقتراض الخارجي للعام 2020 عند ثلاثة مليارات دولار، وهو نفسه مستوى الاقتراض في 2019.
(رويترز، العربي الجديد)