وقال صندوق الاستثمارات العامة السعودي في بيان "تماشيا مع مهمته في إطلاق وتطوير قطاعات جديدة واعدة في المملكة، سيعمل الصندوق مع شركة (إيه.إم.سي إنترتينمنت) على استكشاف طرق وتوزيع المحتوى السينمائي وفرص الاستثمار والشراكة المتعلقة به في المملكة".
ولم يكشف أي من الشريكين عن تفاصيل المشروعات التي يمكن أن تسفر عنها مذكرة التفاهم غير الملزمة التي وقعاها.
و"إيه.إم.سي"، التي تملك العلامة التجارية أوديون، واحدة من أكبر شركات العرض السينمائي في العالم، إذ تدير نحو ألف دار عرض ونحو 11 ألف شاشة عرض في أنحاء العالم.
وكانت الحكومة السعودية أعلنت، أمس الاثنين، أن أول دور عرض سينمائي قد تبدأ عرض الأفلام في مطلع مارس/ آذار.
وأكدت وزارة التجارة والاستثمار السعودية، أمس، أنه اعتباراً من مطلع يناير/كانون الثاني المقبل، ستبدأ دوائر الوزارة باستخراج سجلات تجارية لدور السينما.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة التجارة والاستثمار، عبد الرحمن الحسين، عبر حسابه في "تويتر"، إنّ نشاط عرض الأفلام في دور السينما المغطاة والمفتوحة سيكون متاحا في الوزارة ضمن أنشطة السجلات التجارية اعتباراً من مطلع العام المقبل، "إضافة إلى إنتاج الأفلام السينمائية بما فيها الرسوم المتحركة في المملكة".
وتتطلع شركات أخرى متخصصة في تشغيل دور السينما إلى السوق السعودية، حيث قالت شركة ماجد الفطيم، المشغلة لمراكز التسوق ومقرّها دبي، والتي تملك "فوكس" سينما، إنها تريد فتح أول دار عرض سينمائي في المملكة. وذكرت الحكومة أنها تتوقع فتح ما يربو على 300 دار سينما تضم أكثر من ألفي شاشة عرض بحلول 2030.
مزايا اقتصادية
وقدرت وزارة الثقافة والإعلام السعودية، أمس الأثنين، مساهمة القطاع السينمائي في الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 90 مليار ريال سعودي "ما يعادل 2.4 مليار دولار"، بعد إطلاقه قريبا.
ووفقا لبيان صادر عن الوزارة "سيحدث العمل بالقطاع السينمائي أثراً اقتصادياً يؤدي إلى زيادة حجم السوق الإعلامي، وتحفيز النمو والتنوّع الاقتصادي".
وسيوفر القطاع أكثر من 30 ألف وظيفة دائمة، إضافة إلى أكثر من 130 ألف وظيفة مؤقتة بحلول عام 2030.
ووافق مجلس إدارة الهيئة السعودية العامة للإعلام للمرئي والمسموع برئاسة وزير الثقافة والإعلام عواد بن صالح العواد، في جلسته أمس الاثنين على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة.
يذكر أن دور العرض السينمائي ظهرت في المملكة من خلال شركة أرامكو، كاليفورنيا العربية للزيت القياسي سابقا، وذلك في المجمعات السكنية الخاصة بالموظفين الغربيين، خلال فترة الثلاثينيات.
وفي السبعينات افتتحت دور العرض السينمائي بالأندية الرياضية السعودية، وفي بعض الأماكن الأخرى، إلا أنه بداية الثمانينات أغلقت الحكومة السعودية دور العرض السينمائي الخاصة بالمواطنين، في محاولة لاحتواء غضب التيار الإسلامي عقب أحداث الحرم المكي، واستمرت الوضع حتى الآن، مع وجود دور العرض بالمجمعات السكنية للموظفين الغربيين.
أزمة تراجع الايرادات
وفي إطار أزمة تراجع الإيرادات العامة بسبب انخفاض أسعار النفط، تستخدم الحكومة صندوق الاستثمارات العامة، الذي تزيد أصوله على 220 مليار دولار، لدعم مساعيها الرامية لتنويع موارد الاقتصاد السعودي وتقليص اعتماده على النفط. ويستثمر الصندوق في مجموعة واسعة من القطاعات، مثل التطوير العقاري والاستثمارات التكنولوجية والسياحة وإعادة تدوير المخلفات.
وحسب مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، تواصل نزيف الاحتياطي العام للسعودية لينخفض بنسبة 0.76%، بما يوازي 4.7 مليارات ريال (1.25 مليار دولار)، بنهاية سبتمبر/أيلول الماضي، على أساس شهري، بينما تراجع بنسبة 27.6%، أي 233 مليار ريال (62 مليار دولار)، على أساس سنوي.
وقالت المؤسسة، وهي ذاتها البنك المركزي، إن الاحتياطي العام للدولة بلغ 612.68 مليار ريال، بنهاية سبتمبر/ أيلول 2017، مقارنة مع 617.39 مليار ريال بنهاية أغسطس/آب السابق له، و845.68 مليار ريال بنهاية سبتمبر/ أيلول 2016.