زادت حدة المنافسة بين شركات كبرى على شراء أصول عملاق الطيران الكندي "بومبارديي"، الذي أعلن الانسحاب من المغرب، وحسب مصادر رسمية مغربية فإنه لم يُكشف بعد عن الشركة التي ستحلّ محلّ "بومبارديي"، الذي قرر بيع أنشطته بالمغرب وأيرلندا، في إطار عملية إعادة هيكلة للحد من خسائره على الصعيد الدولي.
ومن جانبها، تسعى الحكومة المغربية إلى تأكيد أن بيع ممتلكات وأصول الشركة الكندية في المغرب هو إعادة هيكلة وليس انسحاباً، وأن التأخير في إعلان الفائز بالصفقة يرجع إلى كثرة عروض الشراء أمام الحكومة.
وأكد مصدر من قطاع الطيران، رفض ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن الشركة التي سيؤول إليها مصنع بومبارديي بالمغرب، يجب أن تحترم التزامات هذه الأخيرة قبل إتمام الصفقة، ومن بينها الحفاظ على فرص العمل.
غير أن التأخر في الإعلان عن الشركة التي ستخلف "بومبارديي"، دفع المراقبين إلى طرح تساؤلات، نقلت إلى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي احفيظ العلمي، عند حضوره في الأسبوع الماضي معرض الطيران الدولي بـ"بورجي" بفرنسا.
وأكد الوزير المغربي أن 10 شركات متخصصة عبرت عن اهتمامها بشراء مصنع "بومبارديي" بالمغرب، معتبراً أن ذلك الإقبال الكبير كان مفاجئاً، مشدداً على أن ذلك كان سبباً في عدم إعلان شركة المناولة التي ستخلف العملاق الكندي.
وكان وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، أعلن قبل شهر ونصف، عن اهتمام فاعلين مهمين في قطاع الطيران مثل الأميركي "سبيريت" و"GKN" البريطاني وإيرباص بشراء مصنع الدار البيضاء.
ويفترض في المصنع الذي سيتسلم أنشطة "بومبارديي"، الوفاء بالتزاماته الخاصة بالاستثمارات، هذا ما يدفع العلمي إلى التأكيد أن هناك مشروعاً لتوسيع مصنع الدار البيضاء، مؤكداً أن ذلك سيتم الالتزام به.
وكانت مجموعة "بومبارديي"، أعلنت في مستهل مايو/ أيار الماضي، بيع أنشطتها في المغرب، حيث تتوفر على مصنع بالدار البيضاء، يوفر أربعمائة فرصة عمل.
ووعد وزير الصناعة والتجارة المغربي، قبل شهر ونصف، بالإعلان عن شركة المناولة التي ستتولى الأنشطة التي تقوم بها "بومبارديي" بالمغرب، خلال شهر.
وسبق للوزير في تصريحات صحافية، أن أكد أنه يجب على المشتري المقبل، الوفاء ببرنامج التطوير الذي وضعته بومبارديي، مشدداً على أنه يجب ألا يخسر المغرب في هذه العملية.
وسيكون على المشتري الجديد أن يتولى تصنيع أجزاء الطيارات لفائدة بومبارديي، ما يدفع الوزير العلمي إلى التأكيد على أن الأمر لا يتعلق بانسحاب، بل بنقل نشاط.
ويعتبر الاقتصادي المغربي محمد الشيكر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن عدم استقرار أنشطة الشركات الأجنبية له علاقة بمنطق ترحيل الأنشطة التي لا تقوم على تركيز التصنيع الناقل للتكنولوجيا في البلدان المستقبلة.
وسجل العديد من المراقبين الجهد الذي بذلته الحكومة المغربية، من أجل توضيح أن بومبارديي لم تنسحب، بل عمدت إلى بيع نشاطها في الدار البيضاء وبلفاست، إذ يرى الاقتصاد كمال المصباحي، أنه حدث ارتباط في التواصل، بينما كان يفترض توضيح أن العملية تتعلق بإعادة هيكلة نشاط العملاق الكندي بسبب الصعوبات التي يعاني منها.
وقررت المجموعة الكندية تركيز نشاطها بكل من مونتريال والمكسيك وتكساس، حيث سيتمحور على طائرات الأعمال، بينما ستفوت أنشطتها التي تقوم على تصنيع أجزاء الطائرات ببلفاست والدار البيضاء. ويسعى المغرب إلى تطوير قطاع الطيران، الذي يضم 140 شركة، حسب تقارير رسمية.