قال مصدر مطلع إن رسوماً صينية على سلع أميركية قيمتها 34 مليار دولار ستدخل حيز التطبيق اعتباراً من منتصف ليل السادس من يوليو/تموز بتوقيت بكين، وسط تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأبلغ المصدر وكالة "رويترز"، طالباً عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام: "إجراءاتنا متماثلة، وتماثلها يعني أنه إذا بدأت الولايات المتحدة في السادس من يوليو سنبدأ في السادس من يوليو"، وأضاف "توقيت تطبيق جميع السياسات يبدأ في منتصف الليل".
كانت واشنطن قد قالت نهاية يونيو/حزيران الماضي إنها ستفرض رسوماً على واردات صينية بقيمة 34 مليار دولار بحلول السادس من يوليو/تموز، وقال الممثل الأميركي للتجارة، روبرت لايتهايزر، إن "الدفعة الثانية" التي تتمثل ببضائع بقيمة 16 مليار دولار "ستخضع لدراسة إضافية" تشمل مشاورات واستشارات حكومية.
وتعهدت بكين بالرد في اليوم ذاته، لكن فارق التوقيت البالغ 12 ساعة يعطي الأسبقية لبكين في التطبيق الفعلي للرسوم. ووفقا لتصريحات سابقة لوزارة التجارة الصينية، فإن السلع التي ستخضع للرسوم الجديدة تشمل منتجات زراعية وسيارات ومنتجات بحرية.
ويتوقع أن تؤدي الخطوة الصينية الجديدة إلى رد أميركي جديد لا يتوقف عند فرض رسوم إضافية على سلع بقيمة 16 مليار دولار، بل يمكن أن تمتد لسلع أكثر، حيث هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جديدة على سلع قيمتها 200 مليار دولار في حال ردت الصين على الرسوم التي سيبدا تطبيقها يوم الجمعة القادم.
قمة صينية - أوروبية
أفاد مسؤولون أوروبيون بأن الصين تضغط على الاتحاد الأوروبي لإصدار بيان مشترك قوي في قمة بينهما هذا الشهر للتنديد بسياسات ترامب التجارية لكنها تواجه مقاومة.
وخلال اجتماعات في بروكسل وبرلين وبكين، اقترح مسؤولون صينيون كبار، بينهم نائب رئيس الوزراء ليو هي، ووزير الخارجية وعضو مجلس الدولة وانغ يي، إقامة تحالف بين القوتين الاقتصاديتين، وعرضوا فتح المزيد من قطاعات السوق الصيني كبادرة حسن نية.
وأحد المقترحات وفقا لوكالة "رويترز"، أن تشرع الصين والاتحاد الأوروبي في تحرك مشترك ضد الولايات المتحدة في منظمة التجارة العالمية، لكن خمسة مسؤولين ودبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي أبلغوا "رويترز" بأن الاتحاد، أكبر تكتل تجاري في العالم، رفض فكرة التحالف مع بكين ضد واشنطن قبيل قمة صينية أوروبية في بكين يومي 16 و17 يوليو/ تموز.
وقال مسؤولو الاتحاد إن من المتوقع أن تخرج القمة بدلا من ذلك ببيان ختامي متواضع يؤكد على التزام الجانبين بنظام تجاري متعدد الأطراف ويعد بتشكيل مجموعة عمل بشأن تحديث منظمة التجارة العالمية.
وكان نائب رئيس الوزراء ليو هي قد قال في أحاديث خاصة، إن الصين مستعدة لأن تعرض للمرة الأولى القطاعات التي يمكنها فتحها أمام الاستثمارات الأوروبية خلال القمة السنوية المتوقع أن يحضرها الرئيس شي جين بينغ ورئيس الوزراء لي كه تشيانغ وكبار المسؤولين الأوروبيين.
وذكر المسؤولون أن وسائل الإعلام الحكومية الصينية تروج رسالة مفادها أن الاتحاد الأوروبي يقف في جانب الصين، ما يضع التكتل في موقف حساس. وانتهت القمتان السابقتان في 2016 و2017 دون بيان ختامي بسبب الخلافات بشأن بحر الصين الجنوبي والتجارة.
وقال دبلوماسي أوروبي "الصين تريد أن يقف الاتحاد الأوروبي مع بكين ضد واشنطن وأن يقف في صفها... لن نفعل هذا وأبلغناهم بذلك".
وفي تعليق لها، اليوم الأربعاء، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الصين وأوروبا "يجب أن تقاوما الحمائية التجارية يدا بيد".
وأضافت "الصين والدول الأوروبية شركاء طبيعيون... فهم يعتقدون جازمين بأن التجارة الحرة محرك قوي للنمو الاقتصادي العالمي".
وعلى الرغم من الرسوم التي فرضها ترامب على صادرات المعادن الأوروبية والتهديد باستهداف صناعة السيارات في الاتحاد الأوروبي، فإن بروكسل تشارك واشنطن مخاوفها بشأن إغلاق الصين لأسواقها وما تقول الحكومات الغربية إنه تلاعب بكين بالتجارة للهيمنة على الأسواق العالمية.
وقال دبلوماسي آخر "نوافق تقريباً على كل الشكاوى الأميركية تجاه الصين، لكننا لا نتفق فقط مع كيفية معالجة الولايات المتحدة لها".
(رويترز، العربي الجديد)