كورونا يؤجل صرف دعم الخبز في الأردن

12 ابريل 2020
أدى تحرير أسعار الخبز لارتفاع أسعاره (Getty)
+ الخط -
أعلنت الحكومة الأردنية اليوم الأحد عن إرجاء دفع بدل دعم الخبز للمواطنين والذي كان يفترض صرفه الشهر الحالي.

وقال الناطق الرسمي باسم صندوق المعونة الوطنية التابع لوزارة التنمية الاجتماعية والمكلف بإدارة دعم الخبز ناجح صوالحة إنه تم تأجيل موعد صرف دعم الخبز والذي كان مقررا في 25-4-2020.

وأضاف صوالحة في تصريح صحافي أن التأجيل جاء على إثر ما يشهده الوطن من تداعيات التعامل مع فيروس كورونا وأن الحكومة أعطت الأولوية ومن خلال الصندوق لتسليم المساعدات العينية لعاملين بالمياومة وعددهم كبير جدا.

وبيّن أن الإمكانيات في ظل تداعيات كورونا لا تسمح بصرف دعم الخبز في موعده المقرر سابقا إضافة إلى أن الحكومة لن تدعو المواطنين للتوجه إلى البنوك لاستلام الدعم خشية من وقوع التزاحم والتدافع.

وأشار صوالحة إلى أنه في حال تهيأت للحكومة الظروف المواتية لإمكانية صرف الدعم وتسليمه للمواطنين ضمن آلية سلسة وتراعي عدم وقوع أي تزاحم، فسيتم الإعلان حينها عن الموعد الجديد.

وقد خفّضت الحكومة مخصصات دعم الخبز لهذا العام بنسبة 25.7 في المائة، مقارنة بالعام الماضي في خطوة من شأنها تقليص عدد المستفيدين من هذا الدعم.

وبلغ بند الدعم النقدي الموجه للفئات الفقيرة ومنخفضة الدخل المستفيدة من بدل دعم الخبز نحو 183.3 مليون دولار، مقابل 246.7 مليون دولار العام الماضي.

 وكان المدير العام لصندوق المعونة الوطنية الأردني، عمر المشاقبة قال إنّ الدعم النقدي المباشر للخبز سيصل إلى أكثر من مليون أسرة أردنية، ليستفيد ما بين 4.5 ملايين إلى 5 ملايين شخص.

وبيّن المشاقبة أنّ الحكومة أوكلت ملف دعم الخبز للصندوق، لما يملكه من قاعدة بيانات السجل الموحد التي جُمعت لبرنامج الدعم التكميلي "تكافل"، مشيرا إلى أنّ معايير استحقاق الدعم تتضمن ألا يزيد دخل الأسرة عن 1400 دولار شهرياً.

وكانت الحكومة الأردنية  قررت، منذ يناير/ كانون الثاني 2018، رفع الدعم عن الخبز، وصرف دعم نقدي مباشر للفئات الفقيرة ومتدنية الدخل، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة تجاوزت 100% لبعض الأصناف.


وارتفعت أسعار الخبز العربي، المعروف باسم "الكماج"، من 16 إلى 32 قرشاً للكيلوغرام (الدينار يعادل 100 قرش) ، أي بزيادة الضعف، كما رُفعت أسعار الخبز "المشروح" من 18 إلى 35 قرشاً، بنسبة 94.5%، والخبز الصغير من 24 إلى 40 قرشاً، بنسبة زيادة 66.7%.

وقال مسؤول التجارة الداخلية في وزارة الصناعة والتجارة والتموين عماد الطراونة لـ"العربي الجديد" إن الحكومة رفعت مخزونها من مادتي القمح والشعير الى مستويات مريحة جدا وخاصة في ضوء تداعيات أزمة كورونا.

وأضاف أن الحكومة اشترت مؤخرا 120 الف طن قمح لترتفع كفاية المخزون الى 14 شهرا ويشمل الكميات الموجودة في المستودعات والأخرى المتعاقد على شرائها ويتم شحنها تباعا الى الأردن ضمن المواعيد المتفق عليها، مشيرا إلى أن مخزون البلاد من الشعير ارتفع الى أكثر من 13 شهرا.

وجاء إلغاء الدعم عن الخبز أيضاً استجابة لضغوط صندوق النقد الدولي الذي طالب الحكومة أكثر من مرة بتحرير أسعار الخبز، في إطار برامج الإصلاح الاقتصادي التي طبّقها الأردن، على مدى العقدين الماضيين.


وقالت الحكومة إنّ تحرير أسعار الخبز وإعادة توجيه الدعم إلى مستحقيه من الفئات الفقيرة، جاء بهدف تخفيض نسبة الهدر في استخدام الطحين المدعوم، والتي كانت تقدر بحوالي 65%.

وأكد مسؤول في وزارة الصناعة والتجارة والتموين، في تصريح سابق، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هدف الحكومة من وراء تحرير أسعار الطحين المباع للمخابز وهو القضاء على السوق السوداء، قد تحقق، إذ لم تعد هنالك متاجرة غير مشروعة بالطحين".

وأشار المسؤول الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إلى أنّ "الحكومة كانت تبيع طن الطحين للمخابز بما بين 80 و90 دولاراً، فيما كلفته تتجاوز 300 دولار، وكانت تزيد عن ذلك في بعض الأحيان؛ وبسبب هذا الفارق، ظهرت سوق سوداء للمتاجرة بالطحين المدعوم والاستفادة من انخفاض سعره بشكل غير مشروع".

 وقامت الحكومة، وبالتنسيق مع نقابة أصحاب المخابز، بتثبيت أسعار الخبز، لهذا العام، وتحمل الأعباء الإضافية من خلال تخفيض أسعار الطحين المباع للمخابز، وصرف دعم مباشر لها، وخاصة الحجرية منها.


(الدينار الأردني= 1.4 دولار)