أطلقت الحكومة الجزائرية المؤقتة بقيادة نور الدين بدوي، حملة ضد المتلاعبين بالقمح وأسعاره، إذ أقالت مدير الديوان الجزائري للحبوب محمد بلعبدي، بالإضافة إلى غلق 45 مطحنة خاصة مع متابعتها قضائياً، بتهمة تضخيم الفواتير والتصريح الكاذب، إضافة إلى إقرار متابعات قضائية لباقي المطاحن التي قدمت تصاريح كاذبة فيما يخص قدراتها الإنتاجية الفعلية، وذلك في إطار التدابير التي أقرتها الحكومة للحفاظ على احتياطي الصرف.
وحسب معلومات حصلت عليها "العربي الجديد" من مصدر حكومي، فإن "مدير ديوان الحبوب سيحول ملفه إلى فصيلة الأبحاث للدرك الوطني للتحقيق معه مع أصحاب المطاحن المعنية بالغلق، وصولاً إلى أصحاب مصانع العجائن وفي مقدمتهم رجل الأعمال العيد بن عمر الرئيس السابق للغرفة التجارية والصناعية الجزائرية والذراع اليمنى لرجل الأعمال علي حداد سابقاً، لاستفادتهم من القمح المدعم بطرق مشبوهة".
ويقول الخبير الزراعي عمار بن براهمي إن "سوق الحبوب وبالأخص القمح، يقدر حجمه بمليار دولار إذا احتسبنا فاتورة الواردات فقط من دون تحرير الأسعار أو احتساب الأرباح، وهي سوق لا توجد فيها خسارة بسبب ارتفاع الطلب الداخلي على الخبز، ما أسال لعاب رجال الأعمال الذين اقتحموا القطاع من باب المطاحن ومصانع العجائن".
وتحصي الجزائر قرابة 350 مطحنة، تستفيد دوريا من كميات من القمح المدعم، تحوله إلى طحين أصفر "الدقيق" والأبيض "فرينة"، على أن تقوم المطاحن ببيع القمح المحول للتجار بأسعار محددة من طرف وزارتي التجارة والزراعة.
وفي السياق، يكشف مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية المستهلك أن "بعض المطاحن الخاصة يقوم برفع الأسعار، ثم يحرر فواتير بأسعار نظامية، حيث يقوم تجار الجملة بشراء الطحين بمختلف أنواعه من هذه المطاحن بأسعار مرتفعة بنسبة 60 في المائة، ويبيعونها لتجار التجزئة بأسعار مرتفعة عن السعر الثابت. وعليه يقوم التاجر برفع السعر حتى يعوض الكلفة الإضافية، مما أدى إلى وصول الكيس من الطحين العادي زنة 25 كيلوغراماً إلى 1500 دينار في بعض المناطق".