أكثر ما يؤرّق الغزاويين اليوم، هو توفير مسكن ملائم، يحميهم وأطفالهم من البرد القارس، والمنخفضات الجوية التي بدأت تضرب القطاع. ولأن المدارس وغيرها من مراكز الإيواء ضاقت بهم، عدا عن النقص في الكرفانات وضيق مساحتها، لجأوا إلى خيارات أخرى، منها الأكواخ الخشبية التي تصل مساحتها إلى مائة متر مربع. صحيح أن عائلات كثيرة اعتادت العيش في شقق كبيرة، إلا أن هذه الأكواخ شكلت بديلاً جيداً إلى حين الانتهاء من إعادة الإعمار، الذي قد يستغرق وقتاً طويلاً. لا يريد الغزاويون أكثر من العيش بكرامة. وقد ملوا انتظار الوعود التي يسمعونها يوميّاً. كان عليهم أن يجدوا الحل.
بدا منهمكاً بنقل الأخشاب، وغير مكترث لبرودة الطقس وهطول المطر. يحاول جاهداً مساعدة العمال، وهم قلة، علهم ينتهون بأسرع وقت من بناء منزله الجديد. دمّر بيت عليان أبو راشد (22 عاماً) بالكامل جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع. ولأن العيش في المدارس أو الكرفانات ليس أمراً سهلاً، اختار بناء كوخ خشبي لا تزيد مساحته عن مائة متر مربع، له ولعائلته. يقول لـ "العربي الجديد": "لا أعرف إلى متى سأبقى في هذا الكوخ، ولا أعرف أيضاً إن كنت سأعود إلى بيتي، بعدما يعاد بناءه في أحد الأيام".
وعن مدى جودة هذا الحل الذي ابتكره الغزاويون في ظل ظروفهم الصعبة التي يعيشونها جراء الحصار، وعدم السماح بدخول المواد اللازمة لإعادة الإعمار، بالإضافة إلى غياب الدور الحكومي والمؤسسات الدولية، يقول أبو راشد: "لجأنا إلى البيوت الخشبية لنحمي أنفسنا من برد الشتاء القارس، بعدما فقدنا كل شيء في الحرب الأخيرة". يتابع أن "البيوت الخشبية، مهما كانت كلفتها المادية، هي الحل الوحيد أمامنا في ظل عدم بدء إعمار المنازل المدمرة"، مشيراً إلى أن "كلفة الكوخ الخشبي تصل إلى 1500 دولار"، داعيّاً الحكومة الفلسطينية والجهات المسؤولة إلى الاهتمام بسكان منطقته والمناطق الأخرى المتاخمة للسياج الفاصل مع إسرائيل.
يتألف منزل أبو راشد من غرفتين ومطبخ، صنعت من ألواح خشبية صفت إلى جانب بعضها بعضاً، الأرض رملية ومساحتها مائة متر مربع، ويتم تغطيتها بمادة النايلون المقوى. وعلى مقربة من الكوخ، أقيمت غرفة صغيرة أخرى منفصلة هي مرحاض، علماً أنها من دون مياه. تقع تلك الأكواخ الخشبية على تلة عالية من الرمال قرب السياج الفاصل مع إسرائيل، على الحدود الشرقية لبلدة بيت حانون أقصى شمال قطاع غزة.
بدوره، يرى المقاول المشرف على إقامة هذه الأكواخ يوسف أبو شريتح (35 عاماً) أن "الغزاويين لجأوا إلى إقامتها بسبب عدم توفر مواد بناء في القطاع، وتأخر عملية إعادة الإعمار"، لافتاً إلى أننا "قمنا ببناء أكواخ مماثلة في مناطق حدودية عدة". يوضح أنه "يقوم بشراء الأخشاب المستعملة من ورش النجارة، ثم يستخدمها في صناعة الأكواخ التي تقي الناس برد الشتاء وحر الصيف".
يقول أبو شريتح إن الأهالي الذين يسكنون الكرفانات التي أقامتها المؤسسات الدولية، والتي لا تتعدى مساحتها 35 متراً، يشكون من دخول مياه الأمطار إليها. إلا أن الأكواخ الخشبية التي يتم تغليفها بالنايلون المقوى، تقي السكان من الأمطار"، معتبراً أن "الأكواخ الخشبية هي أفضل الحلول المؤقتة لمن دمرت منازلهم، خصوصاً في المناطق البعيدة عن المدن".
من جهته، يرى الناطق باسم وزارة الإسكان عماد حمادة أن الوضع الصعب الذي يعاني منه المواطن الذي فقد منزله خلال العدوان، جعلهم يفكرون في خيارات بديلة، في ظل الوضع الصعب الذي يمر به القطاع حاليّاً. فحتى الكرفانات لم تعد كافية، بالتالي لا يمكن احتواء جميع النازحين، على الرغم من كثرة الوعود التي نسمعها يوميّاً من الجهات المانحة، علماً أننا نعلم أن الكرفانات ليست الحل المناسب".
يؤكد حمادة أن الجهود "ما زالت تبذل من أجل إدخال دفعة جديدة مكونة من خمسة آلاف كرفان من تركيا والأردن وعُمان إلى القطاع، إلا أنها لم تصل حتى اللحظة، ونحن غير قادرين على تحديد موعد وصولها، ما جعل الناس يفكرون في خيارات بديلة. كما أن الخشب متوافر أكثر من الإسمنت. لذلك، تقوم الشركات بمساعدة الناس على توفير الأخشاب لبناء منازلهم، خصوصاً أننا في فصل الشتاء والبرد قارس".
ويوضح أيضاً أننا "نسعى في الوقت نفسه إلى الحصول على منحة لبناء نحو ألف كرفان". يضيف: "كل مواطن في القطاع يعمل على الاستفادة من المواد الموجودة. على سبيل المثال، لجأ الأهالي إلى الأخشاب كونها متوافرة ويسهل الحصول عليها، بعكس الإسمنت، حتى لا يضطروا إلى البقاء في المدارس وغيرها من مراكز الإيواء أو العراء. وقد يكون هذا الحل هو الأفضل، خصوصاً إذا تأخرت إعادة الإعمار".
بدا منهمكاً بنقل الأخشاب، وغير مكترث لبرودة الطقس وهطول المطر. يحاول جاهداً مساعدة العمال، وهم قلة، علهم ينتهون بأسرع وقت من بناء منزله الجديد. دمّر بيت عليان أبو راشد (22 عاماً) بالكامل جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع. ولأن العيش في المدارس أو الكرفانات ليس أمراً سهلاً، اختار بناء كوخ خشبي لا تزيد مساحته عن مائة متر مربع، له ولعائلته. يقول لـ "العربي الجديد": "لا أعرف إلى متى سأبقى في هذا الكوخ، ولا أعرف أيضاً إن كنت سأعود إلى بيتي، بعدما يعاد بناءه في أحد الأيام".
وعن مدى جودة هذا الحل الذي ابتكره الغزاويون في ظل ظروفهم الصعبة التي يعيشونها جراء الحصار، وعدم السماح بدخول المواد اللازمة لإعادة الإعمار، بالإضافة إلى غياب الدور الحكومي والمؤسسات الدولية، يقول أبو راشد: "لجأنا إلى البيوت الخشبية لنحمي أنفسنا من برد الشتاء القارس، بعدما فقدنا كل شيء في الحرب الأخيرة". يتابع أن "البيوت الخشبية، مهما كانت كلفتها المادية، هي الحل الوحيد أمامنا في ظل عدم بدء إعمار المنازل المدمرة"، مشيراً إلى أن "كلفة الكوخ الخشبي تصل إلى 1500 دولار"، داعيّاً الحكومة الفلسطينية والجهات المسؤولة إلى الاهتمام بسكان منطقته والمناطق الأخرى المتاخمة للسياج الفاصل مع إسرائيل.
يتألف منزل أبو راشد من غرفتين ومطبخ، صنعت من ألواح خشبية صفت إلى جانب بعضها بعضاً، الأرض رملية ومساحتها مائة متر مربع، ويتم تغطيتها بمادة النايلون المقوى. وعلى مقربة من الكوخ، أقيمت غرفة صغيرة أخرى منفصلة هي مرحاض، علماً أنها من دون مياه. تقع تلك الأكواخ الخشبية على تلة عالية من الرمال قرب السياج الفاصل مع إسرائيل، على الحدود الشرقية لبلدة بيت حانون أقصى شمال قطاع غزة.
بدوره، يرى المقاول المشرف على إقامة هذه الأكواخ يوسف أبو شريتح (35 عاماً) أن "الغزاويين لجأوا إلى إقامتها بسبب عدم توفر مواد بناء في القطاع، وتأخر عملية إعادة الإعمار"، لافتاً إلى أننا "قمنا ببناء أكواخ مماثلة في مناطق حدودية عدة". يوضح أنه "يقوم بشراء الأخشاب المستعملة من ورش النجارة، ثم يستخدمها في صناعة الأكواخ التي تقي الناس برد الشتاء وحر الصيف".
يقول أبو شريتح إن الأهالي الذين يسكنون الكرفانات التي أقامتها المؤسسات الدولية، والتي لا تتعدى مساحتها 35 متراً، يشكون من دخول مياه الأمطار إليها. إلا أن الأكواخ الخشبية التي يتم تغليفها بالنايلون المقوى، تقي السكان من الأمطار"، معتبراً أن "الأكواخ الخشبية هي أفضل الحلول المؤقتة لمن دمرت منازلهم، خصوصاً في المناطق البعيدة عن المدن".
من جهته، يرى الناطق باسم وزارة الإسكان عماد حمادة أن الوضع الصعب الذي يعاني منه المواطن الذي فقد منزله خلال العدوان، جعلهم يفكرون في خيارات بديلة، في ظل الوضع الصعب الذي يمر به القطاع حاليّاً. فحتى الكرفانات لم تعد كافية، بالتالي لا يمكن احتواء جميع النازحين، على الرغم من كثرة الوعود التي نسمعها يوميّاً من الجهات المانحة، علماً أننا نعلم أن الكرفانات ليست الحل المناسب".
يؤكد حمادة أن الجهود "ما زالت تبذل من أجل إدخال دفعة جديدة مكونة من خمسة آلاف كرفان من تركيا والأردن وعُمان إلى القطاع، إلا أنها لم تصل حتى اللحظة، ونحن غير قادرين على تحديد موعد وصولها، ما جعل الناس يفكرون في خيارات بديلة. كما أن الخشب متوافر أكثر من الإسمنت. لذلك، تقوم الشركات بمساعدة الناس على توفير الأخشاب لبناء منازلهم، خصوصاً أننا في فصل الشتاء والبرد قارس".
ويوضح أيضاً أننا "نسعى في الوقت نفسه إلى الحصول على منحة لبناء نحو ألف كرفان". يضيف: "كل مواطن في القطاع يعمل على الاستفادة من المواد الموجودة. على سبيل المثال، لجأ الأهالي إلى الأخشاب كونها متوافرة ويسهل الحصول عليها، بعكس الإسمنت، حتى لا يضطروا إلى البقاء في المدارس وغيرها من مراكز الإيواء أو العراء. وقد يكون هذا الحل هو الأفضل، خصوصاً إذا تأخرت إعادة الإعمار".