سواء أكانت السماء صافية مشمسة أو ملبّدة بالغيوم ماطرة، وسواء أكان الجو حاراً أو بارداً قارساً، يصرّ بعض الشباب الإيرانيين على العزف في الشارع على مقربة من سينما آزادي في العاصمة طهران. وراح عدد هذه الفرق الشبابيّة يتزايد أكثر فأكثر أخيراً، حتى أصبحت مشهداً مألوفاً في كثير من شوارع العاصمة.
تتألف هذه الفرق بمعظمها من شخصَين على أقل تقدير وخمسة على الأكثر، من شبان وشابات لا تتجاوز أعمارهم الخامسة والثلاثين. أما معظم هؤلاء فمن خريجي الجامعات، يجمعهم حب الموسيقى.
بامداد محمد زاده واحد من هؤلاء. هو يعزف موسيقى البوب على الغيتار، من ضمن فرقة مكوّنة من ثلاثة أشخاص. وهو كان من أوائل العازفين الذين تجرأوا ونزلوا إلى الشارع مع بداية هذه الظاهرة، أي قبل ست سنوات تقريباً.
يقول محمد زاده إنه تعرّض لصعوبات عديدة في البداية، وقد وجّه كثيرون إليه اللوم من قبيل: "درست الموسيقى لتعزف في الشارع في مقابل المال". لكنه اليوم استطاع أن يحصل على الترخيص الرسمي لإصدار ألبومه الأول الذي يرى النور قريباً. وهذا الإنجاز كافٍ بالنسبة إليه حتى الآن.
بالنسبة إلى محمد زاده، لا بدّ للموسيقى أن تبقى بعيدة عن أي جدال في البلاد، سواء أكان سياسياً أو غير ذلك. كذلك لا بدّ من أن تبلغ آذان الجميع حتى في الشارع، وليس فقط عزفها في صالات خاصة ترتادها النخب عادة.
بهرام، شاب آخر تابع دراسته في كلية الإخراج السينمائي. هو يعزف الناي مع فرقة صغيرة ويرى أن نزوله إلى الشارع بشكل شبه يومي، "يجعلني أشعر بأنني يعيش حياة حرّة. وما هو أفضل من أن يعيش الفرد بالطريقة التي يحب؟".
ويشير بهرام إلى أن عدد العازفين في الشارع ازداد بشكل كبير في خلال السنوات الأخيرة، "وهذه ظاهرة إيجابية. فالشوارع تعيش بذلك، في احتفال موسيقي دائم. كثيرون هم الذين لا يستطيعون حضور الحفلات الموسيقية في الصالات بسبب تكاليف التذاكر، لكنها نحضرها للجميع". ويشجّع الناس على "الاستماع إلى الموسيقى الحقيقية، سواء أكانت غربيّة أم إيرانيّة. من شأن ذلك أن يخلق شعوراً لا مثيل له لديهم".
إلى ذلك، يرى بهرام أن "العزف الحي في الشوارع يساعد على التعرف إلى عازفين آخرين، وتساعد الفنانين في تطوير التعاون في ما بينهم وتطوير موسيقاهم، وكذلك في التعرّف على أذواق الناس عن قرب وتطوير موسيقاهم ومعزوفاتهم. وهو ما يفتح باب الإبداع". وحبّ الموسيقى وإقبال الإيرانيين على الاستماع إلى عزف هؤلاء، عززا هذه الظاهرة.
تجدر الإشارة إلى أن بعض الموسيقيين يجنون ولو جزءاً بسيطاً من تكاليف دراستهم أو حتى من مصروفهم اليومي من خلال عزفهم في الشارع. وقبل أن يعتاد الإيرانيون على هؤلاء الشباب، كانوا يصادفون بعض عازفين على آلات بسيطة وبشكل منفرد، هدفهم جمع المال تحديداً. وهؤلاء كانوا يتنقلون بين الأزقة والمناطق السكنية ويطرقون أبواب بيوتها، أو يعزفون في الأماكن المزدحمة كالأسواق ومحطات وسائل النقل العامة.
في ساحة تجريش وهي إحدى الساحات الرئيسية المزدحمة شمالي العاصمة، تلتقط امرأة صور فرقة موسيقية مؤلفة من شابة وشابَين. تقول: "هذا مشهد جميل للغاية، ويؤكد أن موسيقى الشارع لا تقتصر على الشبان فقط. فإيرانيات كثيرات هن فنانات موهوبات وعازفات. ولا بدّ من نشر هذه الصورة ليس فقط في قلب المجتمع الإيراني وإنما في العالم بأسره".
أما موسى، فيشير إلى أن "الإيرانيين ينسون تعب النهار الطويل عندما يمشون بالقرب من هذه الفرق ويستمعون إلى هذا النوع من الموسيقى". يضيف أن "عدداً كبيراً من هؤلاء العازفين غير قادرين على حجز صالات خاصة لإقامة حفلات لهم. لذا يجب تشجيعهم ودعمهم بشكل كبير".
يدرك الإيرانيون جميعاً الصعوبات التي تواجه هذه الفئة من الشباب التي تحتاج إلى دعم رسمي بالفعل. وقد كتب جمال هاديان وهو أحد الفنانين الإيرانيين، رسالة وجّهها إلى وزارة الثقافة والإرشاد في وقت سابق، يدعو المعنيين فيها إلى "دعم الفنانين والعازفين الذين يمتلكون قدراً كبيراً من الإبداع، والاهتمام بهم. فهم زادوا الفرح في الشارع وكذلك حب الإيرانيين للموسيقى بطريقة غير مباشرة". وقد شدّد على وجوب أن يُفتح لهم الباب واسعاً للمشاركة في مهرجانات موسيقية معروفة في البلاد كمهرجان فجر الموسيقي، بهدف تشجيعهم ودعمهم.
وإذ يلفت كثيرون إلى خصوصية ظاهرة نزول العازفين في فرق إلى الشارع، يرون ضرورة الحفاظ على هذا الأمر كونه يصوّر وجهاً آخر لإيران. ويشددون في الوقت ذاته على الاهتمام بهؤلاء الشباب وتخصيص مساحات لهم، ولو في الشارع.
تتألف هذه الفرق بمعظمها من شخصَين على أقل تقدير وخمسة على الأكثر، من شبان وشابات لا تتجاوز أعمارهم الخامسة والثلاثين. أما معظم هؤلاء فمن خريجي الجامعات، يجمعهم حب الموسيقى.
بامداد محمد زاده واحد من هؤلاء. هو يعزف موسيقى البوب على الغيتار، من ضمن فرقة مكوّنة من ثلاثة أشخاص. وهو كان من أوائل العازفين الذين تجرأوا ونزلوا إلى الشارع مع بداية هذه الظاهرة، أي قبل ست سنوات تقريباً.
يقول محمد زاده إنه تعرّض لصعوبات عديدة في البداية، وقد وجّه كثيرون إليه اللوم من قبيل: "درست الموسيقى لتعزف في الشارع في مقابل المال". لكنه اليوم استطاع أن يحصل على الترخيص الرسمي لإصدار ألبومه الأول الذي يرى النور قريباً. وهذا الإنجاز كافٍ بالنسبة إليه حتى الآن.
بالنسبة إلى محمد زاده، لا بدّ للموسيقى أن تبقى بعيدة عن أي جدال في البلاد، سواء أكان سياسياً أو غير ذلك. كذلك لا بدّ من أن تبلغ آذان الجميع حتى في الشارع، وليس فقط عزفها في صالات خاصة ترتادها النخب عادة.
بهرام، شاب آخر تابع دراسته في كلية الإخراج السينمائي. هو يعزف الناي مع فرقة صغيرة ويرى أن نزوله إلى الشارع بشكل شبه يومي، "يجعلني أشعر بأنني يعيش حياة حرّة. وما هو أفضل من أن يعيش الفرد بالطريقة التي يحب؟".
ويشير بهرام إلى أن عدد العازفين في الشارع ازداد بشكل كبير في خلال السنوات الأخيرة، "وهذه ظاهرة إيجابية. فالشوارع تعيش بذلك، في احتفال موسيقي دائم. كثيرون هم الذين لا يستطيعون حضور الحفلات الموسيقية في الصالات بسبب تكاليف التذاكر، لكنها نحضرها للجميع". ويشجّع الناس على "الاستماع إلى الموسيقى الحقيقية، سواء أكانت غربيّة أم إيرانيّة. من شأن ذلك أن يخلق شعوراً لا مثيل له لديهم".
إلى ذلك، يرى بهرام أن "العزف الحي في الشوارع يساعد على التعرف إلى عازفين آخرين، وتساعد الفنانين في تطوير التعاون في ما بينهم وتطوير موسيقاهم، وكذلك في التعرّف على أذواق الناس عن قرب وتطوير موسيقاهم ومعزوفاتهم. وهو ما يفتح باب الإبداع". وحبّ الموسيقى وإقبال الإيرانيين على الاستماع إلى عزف هؤلاء، عززا هذه الظاهرة.
تجدر الإشارة إلى أن بعض الموسيقيين يجنون ولو جزءاً بسيطاً من تكاليف دراستهم أو حتى من مصروفهم اليومي من خلال عزفهم في الشارع. وقبل أن يعتاد الإيرانيون على هؤلاء الشباب، كانوا يصادفون بعض عازفين على آلات بسيطة وبشكل منفرد، هدفهم جمع المال تحديداً. وهؤلاء كانوا يتنقلون بين الأزقة والمناطق السكنية ويطرقون أبواب بيوتها، أو يعزفون في الأماكن المزدحمة كالأسواق ومحطات وسائل النقل العامة.
في ساحة تجريش وهي إحدى الساحات الرئيسية المزدحمة شمالي العاصمة، تلتقط امرأة صور فرقة موسيقية مؤلفة من شابة وشابَين. تقول: "هذا مشهد جميل للغاية، ويؤكد أن موسيقى الشارع لا تقتصر على الشبان فقط. فإيرانيات كثيرات هن فنانات موهوبات وعازفات. ولا بدّ من نشر هذه الصورة ليس فقط في قلب المجتمع الإيراني وإنما في العالم بأسره".
أما موسى، فيشير إلى أن "الإيرانيين ينسون تعب النهار الطويل عندما يمشون بالقرب من هذه الفرق ويستمعون إلى هذا النوع من الموسيقى". يضيف أن "عدداً كبيراً من هؤلاء العازفين غير قادرين على حجز صالات خاصة لإقامة حفلات لهم. لذا يجب تشجيعهم ودعمهم بشكل كبير".
يدرك الإيرانيون جميعاً الصعوبات التي تواجه هذه الفئة من الشباب التي تحتاج إلى دعم رسمي بالفعل. وقد كتب جمال هاديان وهو أحد الفنانين الإيرانيين، رسالة وجّهها إلى وزارة الثقافة والإرشاد في وقت سابق، يدعو المعنيين فيها إلى "دعم الفنانين والعازفين الذين يمتلكون قدراً كبيراً من الإبداع، والاهتمام بهم. فهم زادوا الفرح في الشارع وكذلك حب الإيرانيين للموسيقى بطريقة غير مباشرة". وقد شدّد على وجوب أن يُفتح لهم الباب واسعاً للمشاركة في مهرجانات موسيقية معروفة في البلاد كمهرجان فجر الموسيقي، بهدف تشجيعهم ودعمهم.
وإذ يلفت كثيرون إلى خصوصية ظاهرة نزول العازفين في فرق إلى الشارع، يرون ضرورة الحفاظ على هذا الأمر كونه يصوّر وجهاً آخر لإيران. ويشددون في الوقت ذاته على الاهتمام بهؤلاء الشباب وتخصيص مساحات لهم، ولو في الشارع.