أعلنت شركة العاصمة الإدارية الجديدة في مصر تنظيم أطول مائدة إفطار رمضانية في العالم تحت عنوان "مصر بتفطر في العاصمة"، غداً السبت، بطول يصل إلى ثلاثة آلاف متر، وحضور أكثر من سبعة آلاف شخص، بينهم ممثلون عن موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ما جدد حالة الغضب إزاء نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي على منصات التواصل الاجتماعي، كونه لا يستهدف من وراء تنظيم المائدة سوى "الشو الإعلامي".
وسبق أن شن ناشطون هجوماً واسعاً على السيسي بسبب الإعلان عن إنشاء مسجد جديد في العاصمة الإدارية الجديدة تحت اسم "مسجد مصر"، على مساحة تقارب 116 فداناً، وبتكلفة تتراوح بين 700 إلى 800 مليون جنيه، على الرغم من افتتاح مسجد "الفتاح العليم" المقام على مساحة 106 أفدنة في يناير/ كانون الثاني الماضي، في وقت تعاني فيه المدارس والمستشفيات وخدمات البنية التحتية من تدهور شديد في مختلف أنحاء البلاد.
وحسب تصريحات المتحدث باسم العاصمة الإدارية، العميد خالد الحسيني، فإن جميع مطوري ومستثمري العاصمة الجديدة سيشاركون في حفل الإفطار بوصفهم "شركاء في النجاح"، ورعاة للحدث الفريد الذي يهدف إلى إلقاء الضوء على العاصمة محلياً ودولياً، معرباً عن تمنياته بحصول الشركة على شهادة "غينيس" للأرقام القياسية كأطول مائدة إفطار رمضانية في العالم، على غرار حصول كوبري "تحيا مصر" على جائزة "أعرض" كوبري في العالم.
وأضاف الحسيني أن الشركة ستنظم زيارات للحضور قبل حفل الإفطار لأهم أحياء ومعالم العاصمة الإدارية باستخدام أتوبيسات مكيفة، بغرض تعريف المدعوين على موقع أطول برج في أفريقيا، والذي سيتكون من 250 طابقاً على شكل مسلات فرعونية مصرية، على أن يلي الإفطار "سهرة رمضانية" متميزة في قلب العاصمة الإدارية، تشمل فقرات فنية لمطربين معروفين، إلى جانب شاشات عملاقة لنقل مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا.
وأفاد الحسيني بأن العاصمة الإدارية تستهدف الخروج بالحدث بشكل متميز وفريد، في حضور ومشاركة المطورين والمستثمرين، لإلقاء الضوء على العاصمة الجديدة في ظل حضور إعلامي مكثف، ومساندة من كافة أجهزة الدولة، مدعياً أن حفل الإفطار سيكون بمثابة رسالة للعالم بشأن وضع مصر على الخريطة الاقتصادية، خصوصاً وأن هناك استعدادات أمنية على أعلى مستوى لتنظيم وتأمين ضيوف أكبر مائدة إفطار في العالم.
وتداول ناشطون تصريحات الحسيني مصحوبة بتعليقات غاضبة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إذ قال مصطفى بركات: "على بعد 50 كيلومتراً فقط من هذا الحدث العالمي الذي تسجله موسوعة غينيس، هناك حدث آخر يستحق التسجيل، ففي محافظة السويس الباسلة، وتحديداً في مدينة السلام، يعاني 100 ألف نسمة من العطش والعفن، لأن المياه مقطوعة منذ أسبوعين كاملين في شهر رمضان!".
وقال إياد يامن: "هذا طعام ضرار في أرض ضرار.. لا هناءة ولا عافية"، ما أيده أيمن المهدي، قائلاً "اعمل اللي أنت عايزه يا باشا، أطول برج، أعرض كوبري، أكبر جامع... لكن هايبقى شعب مصر أفقر شعب، اللهم لك دعوة من مظلوم لا ترد".
وتساءلت فاطمة حماد في سخرية: "الفقير بقى اللي مش لاقي يأكل، هايروح إزاي هناك عشان يفطر... ابقوا اشتروا لهم عربية"، في حين قال أحمد توفيق: "في فقراء ومساكين محتاجين لهذه الأموال، بدلاً من التسجيل بموسوعة غينيس والشو الإعلامي".
وقال عمرو طه: "أطول مائدة، وأعرض كوبري، وأكبر مسجد، وأكبر ناطحة سحاب، بينما المواطن المصري يزداد فقراً"، فيما قال عبد الحليم عبد الرحمن: "طول عمر العسكر كذابين، وبيضحكوا على الناس، والجرائد تشهد منذ أيام جمال عبد الناصر".
إلى ذلك، نشرت الصفحة الرسمية لنادي "الجزيرة" للألعاب الرياضية على موقع "فيسبوك"، دعوة للمشاركة في أطول مائدة إفطار رمضاني في العالم، قائلة إن "جدول الزيارة يتكلف مائة جنيه للفرد الواحد، ويتضمن الوصول في الساعة الخامسة عصراً، ثم الاجتماع للإفطار، ومتابعة الفقرات الفنية المميزة، على أن يعقب ذلك مشاهدة نهائي دوري أبطال أوروبا بين فريقي ليفربول وتوتنهام الإنكليزيين على شاشات عملاقة".