السفر جواً قد يعرض الحياة إلى خطر مفاجئ إذا لم تتخذ إجراءات وقائية. المعلومات تفيد بأنّ نسبة الإصابة بارتفاع الضغط والجلطة الرئوية تزداد في حال لم يلتزم المسافر بالإرشادات الطبية أثناء السفر، ما قد يؤدي إلى وفاته أحياناً.
في هذا السياق، يقول الطبيب المتخصص في أمراض القلب سلام معماري لـ"العربي الجديد": "لا شك أنّ ارتفاع الضغط الجوي في الطائرة يزيد من ارتفاع ضغط الدم لدى المسافرين المصابين بأمراض القلب والضغط والسكري. هذا ما يتطلب استشارة الطبيب المختص قبل اتخاذ أيّ قرار بالسفر، خصوصاً في حالة كبار السنّ، وإذا كانت الرحلة طويلة المسافة".
ينصح معماري المسافرين لأول مرة بتناول أدوية مسكنة كونهم أكثر عرضة للهلع الذي سيلعب دوراً سالباً على صحتهم النفسية والجسدية. ويشير إلى أنّ هؤلاء قد يهبط الضغط لديهم ما يتسبب بضيق في التنفس. أما من كان ضغطه مرتفعاً فلا يجب عليه التوقف عن تناول الأدوية المدرّة للبول، لأنّ أي خطأ في تناولها يمكن أن يتسبب بخلل في عمل الكلى، أو الإصابة بجلطة في الرجلين في حال عدم تحريكهما لفترة طويلة. ينصح معماري كذلك بارتداء الجوارب الخاصة بمنع الجلطات، وتناول اللقاحات الضرورية للحماية من الجراثيم التي قد تصيب المسافر أثناء تنقله من بلد إلى آخر. كذلك، يشدد على ضرورة تزويد شركات الطيران بطاقم طبي طارئ لمعالجة أيّ تداعيات صحية ناتجة عن السفر.
من جهته، ينصح معماري المسافرين الذين يعانون من الأمراض المزمنة بمراجعة طبيبهم الخاص قبل السفر، وأن يتناولوا أدوية القلب ويأخذوا معهم ما يلزم من أدوية الضغط والسكري كي لا يتعرضوا لحالات إغماء. ويشير إلى أنّ "المسافر غالباً ما يعمد إلى تبديل عاداته اليومية في الطعام، لكن من الضروري أن يحافظ على نظامه الغذائي والتزامه الدوائي المعتادين".
بدوره، يقول الطبيب المختص في الطوارئ ناجي صعيبي لـ"العربي الجديد": "من المهم جداً تشكيل فريق طبي في الطائرة يتدرب على إسعاف المسافرين في الحالات الطارئة، مع ضرورة تجهيز الطائرة بالآلات الطبية المتطورة لإنعاش القلب في حال تعرض المسافر لعارض صحي في الطائرة". يتابع: "كذلك، من المهم التدريب على كيفية حقن الوريد وإمداد المسافر بالأدوية الضرورية في الحالات الطارئة، وكيفية استخدام الصاعق الكهربائي من أجل إنعاشه وإنقاذ حياته. ومن المفيد توزيع دليل صحي إرشادي للمسافرين في كيفية التعامل مع تلك الحالات".
يشير صعيبي إلى أنّ بعض شركات الطيران تخصص في بعض الأحيان طاقماً طبياً للطوارئ، له ارتباط مباشر بمركز الطوارئ في المطار في حال تعرض المسافر لأيّ مكروه. لكنّه يشدد على ضرورة وجود طبيب متخصص لطبّ السفر ضمن الطاقم لتوجيه وإرشاد المسافرين الذين يرتفع لديهم خطر العوارض الصحية المفاجئة، خصوصاً إذا كانت المسافة طويلة. يتابع: "من الضروري أيضاً توفر معدات طبية في الطائرة، في حال توقف قلب أحد المسافرين. كما من المستحسن أن يعرّف أيّ طبيب مسافر عن صفته لمضيفة الطائرة، للتعاون في حال حصل أيّ حادث طبي لأيّ شخص في الطائرة. يشير صعيبي إلى أنّه شخصياً يبادر إلى ذلك خلال سفره: "وبالفعل، في إحدى الرحلات أصيب مسافر بهبوط في الضغط مع آلام في البطن. فاستعانت المضيفة بي، وأجريت اللازم من أجل إنقاذه".
ينصح صعيبي المسافرين الذين يعانون من أمراض القلب والربو والإنفلونزا باتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل السفر. لأنّ الضغط الجوي المرتفع لا يسبب فقط انسداداً في الأذن، لكنّه يزيد كذلك من ارتفاع الضغط في القلب.
في الإطار نفسه، يشدد الطبيب المختص في الأمراض الصدرية والجهاز التنفسي جورج خياط عبر "العربي الجديد" على "أهمية الاستشارة الطبية للمصابين بالربو، خصوصاً مرضى الانسداد الرئوي. ويجب تناول الدواء المطلوب والبخاخ قبل السفر وأثناءه منعاً لحدوث أيّ نقص مفاجئ في الأوكسيجين".
كذلك، ينبّه خياط إلى خطورة الجلوس لمدة طويلة أثناء السفر من دون أي حركة خوفاً من حدوث جلطة في شرايين الرجلين قد تصل في ما بعد إلى الرئة. لهذا ينصح المسافرين الأكثر عرضة لمثل هذه الحالات بمضاعفة تحريك رجليهم والمشي داخل الطائرة إن تمكنوا من ذلك. أما بالنسبة لمرضى الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، فينصحهم بالخضوع للفحص لدى الطبيب المختص قبل السفر، من أجل إرشادهم إلى وسائل الأمان المطلوبة، وتجنيبهم أيّ عارض صحي مفاجئ في رحلتهم الجوية.