وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أعلن اليوم الأربعاء أن حصيلة حادث المنجم الذي وقع الثلاثاء في منجم للفحم بمنطقة "سوما" بولاية "مانيسا" غرب تركيا بلغت 238 بالإضافة إلى 80 آخرين مصابين.
وأدلى أردوغان بهذا التصريح أمام الصحافيين في سوما المدينة التي وقعت فيها الكارثة حيث وصل مع أعضاء من حكومته لتفقد الموقع، كما أفادت شبكة "سي إن إن تورك".
وذكرت السلطات التركية أن الآمال بالعثور على ناجين تتضاءل إثر الانفجار داخل منجم الفحم، الذي يعدّ أحد أسوأ الكوارث الصناعية التي تشهدها تركيا.
وفي سياق متصل، أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع الأربعاء على مئات الطلاب الذين تظاهرو في العاصمة أنقرة ضد الحكومة الاسلامية المحافظة التي يحملونها مسؤولية الحادث، كما أفاد مصور فرانس برس.
وأرادت مجموعة من 700 إلى 800 متظاهر التوجه من حرم جامعي في أنقرة نحو وزارة الطاقة الواقعة في المنطقة نفسها تنديدا بحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
ورد المتظاهرون على تدخل شرطة مكافحة الشغب التي استخدمت أيضا خراطيم المياه، برشق الحجارة. وقالت وسائل الإعلام إن تظاهرات تلقائية نظمت في أنقرة واسطنبول.
وقررت الحكومة التركية إعلان الحداد الوطني لثلاثة أيام وفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وجاء فيه: "بسبب الكارثة التي وقعت في منجم سوما، أعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام اعتبارا من 13 مايو/ أيار". وستنكّس الأعلام في كل أنحاء الجمهورية التركية، وفي مباني ممثلياتها في الخارج.
وتوجه أردوغان صباح اليوم إلى منطقة "سوما" لتفقد موقع حادث منجم الفحم، يرافقه نائباه "بولند أرينج"، و"بشير أطالاي"، ووزير الداخلية "إفكان آلا"، ووزير الصحة "محمد مؤذن أوغلو"، ووزير الاتصالات السابق "بينالي يلدريم".
في السياق ذاته، ألغى الرئيس التركي عبد الله جول زيارة إلى الصين وسيزور "سوما" الخميس.
ومن جانب آخر، أوضحت رئاسة الشؤون الدينية التركية، أنه سيصار إلى الدعاء لضحايا المنجم في جميع المساجد بتركيا، كما سيكون موضوع خطبة الجمعة المقبلة حول الحادث، وسيتلى الدعاء بالرحمة من أجل أرواح الضحايا عقب صلاة الجمعة.
وقطع رئيس الشؤون الدينية، محمد غورمز، زيارته إلى العاصمة البلجيكية بروكسل بسبب الحادث، وألغى مشاركته في "ملتقى مسلمي أوروبا"، الذي ينظمه مجلس شورى علماء أوراسيا، حيث من المنتظر أن يصل منطقة "سوما" مساء اليوم.
وأرسلت رئاسة الشؤون الدينية 1500 من موظفيها مع مفتين في المنطقة من أجل المشاركة في تعزية أسر الضحايا وأداء صلاة ومراسم الجنازة.
والحادث سببه انفجار تلاه حريق وقع في منجم للفحم في "سوما" الواقعة على بعد مئة كلم من إزمير (غرب).
وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي تانر يلدز صابح، الأربعاء، أثناء تفقده المكان إن "الآمال بالعثور على ناجين تتضاءل" وأنها يمكن أن ترتفع أكثر. وعزا سبب تشاؤمه إلى واقع أن "الحريق مستمر" في المنجم.
وقالت وكالة الأنباء التركية الرسمية إن ستة عمال سحبوا أحياء من المنجم صباحاً لكن بدون اعطاء توضيحات حول وضعهم الصحي.
وكان يلدز قد أعلن في وقت سابق أنه تم انقاذ 363 من عمال المنجم بعد وقوع المأساة، بينما قالت السلطات إن 787 عاملا كانوا في منجم الفحم عند وقوع انفجار وحريق بعد ظهر الثلاثاء.
وكانت فرق الانقاذ تعمل صباح الأربعاء في الموقع وتبعد الصحافيين والفضوليين عن المنطقة. وانتشر العديد من عناصر الدرك والشرطة في محيط الموقع لتسهيل دخول سيارات الاسعاف وخروجها بين موقع الكارثة ومستشفى سوما حيث مقر المنجم.
وقالت امرأة خمسينية لوكالة فرانس برس، "أنتظر أنباء عن ابني" مضيفة "ليس لدي أي خبر عنه ولم يخرج بعد".
وقال أحد عمال المنجم ويدعى كوسكون "سبق أن وقعت حوادث محدودة هنا لكنها المرة الأولى التي نشهد فيها حادثاً مماثلاً وبهذه الخطورة".
واعتبرت شركة سوما كومور للمناجم في بيان أن الانهيار "حادث مأسوي"، مضيفة "المؤسف أن عدداً من عمالنا قضوا في الحادث. وقع الحادث رغم أكبر قدر من الاجراءات الأمنية وعمليات التفتيش لكننا نجحنا في التدخل سريعاً".
وأوضح وزير العمل والأمن الاجتماعي التركي فاروق تشليك، أن المنجم تمت معاينته آخر مرة في 17 مارس/ آذار الماضي وكانت المعايير المطلوبة متوافرة فيه. لكن العامل أوكتاي بيرين قال "ليس هناك أي سلامة داخل المنجم. النقابات ليست سوى دمى والادارة لا تفكر إلا في المال".