وأكدت مصادر من المخيم لـ"العربي الجديد"، أن الوضع الإنساني للفارين من معارك الباغوز سيئ للغاية، ومن ينتظرون خارج المخيم بغالبيتهم العظمى هم أطفال ونساء، وعوائل كثيرة منهم وزعت ما تملك من أغطية وملابس بينها.
وأضافت المصادر: "بيطالب الأهالي بإيجاد حل لما يعانونه، فيرد المسؤولون عن المخيم أن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الداعمة لا تقدم الدعم الكافي، وأن قطاعات المخيم الستة لم تعد تستوعب المزيد من العوائل، وأنه بالإمكان تسريع عملية الاستجابة عبر توزيع النازحين على مخيمات أخرى خاضعة لسيطرة قوات الأسايش، لكن حتى الآن لم يحدث شيء، والأمم المتحدة ومنظمة يونيسف لا تعملان بكامل الحرية كون قوات الأسايش هي التي تتحكم بالمنطقة".
وأكثر ما يعرقل عملية الاستجابة لقبول النازحين الجدد هو عمليات التحقيق والفرز التي تمارسها تلك القوات، وعادة ما يكون هدفها استغلالهم أو الحصول على مقابل مادي منهم لقاء توفير المأوى، فضلا عن ترويج أن النساء اللواتي يصلن إلى المخيم ينتمين إلى تنظيم داعش.
وأوضح مدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين، مضر حماد الأسعد، لـ"العربي الجديد"، أن هناك مطالبات للأمم المتحدة بتولي عمليات الإشراف وتوزيع المساعدات على النازحين في المخيم، ومطالبات بضرورة تولي قوات التحالف الدولي مسؤولية الأمن والحماية.
وتأتي هذه المطالبات بعد تكرار الشكوى من عمليات استغلال وابتزاز مالي للنازحين تمارسها المليشيات الكردية العاملة تحت مظلة قوات سورية الديموقراطية في المنطقة.
ووصف النازح محمد أبو غيث لـ"العربي الجديد"، الوضع بأنه كارثي، فمنذ أيام ينتظر مع كثيرين الحصول على مأوى، وتضطر عائلته إلى المبيت في شاحنته الصغيرة، والاستعانة بما يتوفر من أغطية لمواجهة البر لحماية الأطفال من الأمراض.
وفي مطلع مارس/ آذار الجاري، قالت منظمة الأمم المتحدة إن 84 شخصا ثلثاهم من الأطفال، لقوا حتفهم في الطريق إلى مخيم الهول، بينما سجلت أكثر من 73 حالة وفاة لنازحين في المخيم بسبب البرد والمرض وسوء التغذية.
وتفيد إحصائيات محلية بأن عدد النازحين في مخيم الهول يقارب الخمسين ألفا، وأن معظمهم من مناطق هجين والباغوز في ريف دير الزور، والذين فروا من المعارك بين تنظيم داعش ومليشيا قسد.