وتمشط فرق الإنقاذ الحطام في المناطق الأكثر تضررا لضمان عدم وجود محاصرين آخرين، حسبما قال شوتارو ساماموتو، المسؤول في مقاطعة كوماموتو. وقالت الشرطة إن المخاوف من الهزات الارتدادية منعت كثيرين من البدء في مهمة إزالة آثار الزلزال.
وقال رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، إن الحكومة تريد الحيلولة دون وقوع كوارث ثانوية بفعل الهزات الارتدادية.
وقع الزلزال الذي بلغت قوته 6.5 درجات على مقياس ريختر، مساء الخميس بالتوقيت المحلي، على عمق أحد عشر كيلومترا بالقرب من مدينة كوماموتو بجزيرة كيوشو، الواقعة بأقصى جنوب الجزر الأربع الرئيسية في اليابان.
وتم إجلاء نحو 44 ألف شخص من منازلهم إلى ملاجئ الليلة الماضية. وعاد بعضهم إلى منازلهم في الصباح، لكن ساكاموتو قال إنه غير متأكد من عودة كثيرين، موضحا أن هذا يتوقف على حال المنازل واستعادة الكهرباء.
في بلدة ماشيكي الأكثر تضررا، والتي تقع على بعد نحو خمسة عشر كيلومترا من وسط مدينة كوماموتو، سويت بنايات كاملة بالأرض وانهارت أسطح بنايات أخرى وتهشمت نوافذ وجدران وانتشر الحطام والزجاج المهشم.
كما سقطت حجارة ضخمة من جدران قلعة كوماموتو التاريخية، والتي أغلقتها السلطات اليوم الجمعة.
وثمة تقارير متضاربة حول عدد الجرحى، إذ قال المسؤول الحكومي، يوشيهيدي سوغا، إن ما لا يقل عن 860 شخصا أصيبوا، ثلاثة وخمسون منهم حالتهم خطرة. وأعلنت مقاطعة كوماموتو أن عدد الجرحى وصل إلى 784.
وأضاف سوغا أن 1600 جندي انضموا إلى جهود الإنقاذ. وأظهرت تقارير تلفزيونية جنودا يسلمون أغطية وحفاظات كبار السن لمن انتقلوا إلى ملاجئ، حيث تقع المنطقة على بعد 1300 كيلومتر من جنوب غرب العاصمة طوكيو.
وأشارت تقارير إلى تعطل أعمال الإغاثة مرارا بسبب هزات ارتدادية. وبحلول الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، وقعت أكثر من 100 هزة ارتدادية.
وأظهرت لقطات للتلفزيون الياباني رضيعا ملفوفا في دثار لدى انتشاله من بين حطام منزله.
وانقطعت إمدادات المياه والكهرباء عن بعض المباني في المنطقة، وشوهد سكان البلدة أثناء نقل المياه من مكاتب محلية إلى مراحيض المنازل. وتحث المحطات الإذاعية والتلفزيونية السكان على البحث عن المسنين الذين كانوا يعيشون وحدهم وربما لم يتمكنوا من الخروج، لمساعدتهم.
وقال سوغا إن المنشآت النووية القريبة لم تتأثر، إذ وقع مركز الزلزال على بعد 120 كيلومترا شمال شرق محطة الكهرباء النووية سنداي التابعة لشركة الكهرباء كيوشو، وهي المحطة الوحيدة العاملة في البلاد.
لا تزال معظم المفاعلات النووية اليابانية مغلقة منذ كارثة محطة فوكوشيما التي وقعت عام 2011 في أعقاب زلزال بلغت قوته تسع درجات وأعقبه تسونامي.
وفقا لهيئة الأرصاد اليابانية، تقع ماشيكي بالقرب من تصدعين في كيوشو. كما تقع على مقربة من جبل أسو، وهو عبارة عن بركان نشط وضخم. وقال مسؤولون في الهيئة إن الزلزال كان قويا بشكل غير معتاد بالنسبة لكيوشو.