مباشرة بعد نحر الأضاحي في العيد، صباح اليوم الإثنين، بادر الكثير من المغاربة إلى شيّ رؤوس الخرفان في الطرقات من طرف شباب "يحترفون" هذه المهنة التي لا تكاد تتجاوز يوماً واحداً، ما حوّل العديد من الشوارع والأزقة إلى شبه ساحات محترقة، بسبب مخلفات شيّ تلك الرؤوس.
ويقول محمد، وهو رب أسرة، بالكاد انتهى من نحر أضحيته ليتجه إلى أحد أزقة ضواحي مدينة سلا، ليبحث عن مزاولي "شي الرؤوس"، في تصريح إلى "العربي الجديد"، إنه دأب منذ سنوات، وفي كل عيد أضحى، على شي رأس أضحيته عند ممتهني هذه الحرفة، حيث يريحونه من أعباء التكفل برأس الأضحية".
ويضيف أنه "يستحسن وجود شباب الحي الذين يعمدون إلى إشعال النيران من الخشب وإطارات السيارات أحيانا، ليستقبلوا طيلة نهار العيد رؤوس الأضاحي من السكان"، مبرزاً أن مبلغ 10 أو 20 درهماً يمنحها لمن يتكلف بالمهمة أفضل بكثير من أن يعمل هو على ذلك، ويربح الشيء الكثير من الوقت والجهد ويتجنب "الأوساخ".
ويعدّ "شي رؤوس الأضاحي" يوم العيد مهنة العديد من الشباب العاطلين من العمل، فهي، بحسب شاب يعمل في المهنة، "الأقصر عمراً"ً، إذ لا تتجاوز يوماً أو يومين على أكثر تقدير، وينتهي شي الرؤوس في انتظار العيد المقبل.
وأفاد المتحدث ذاته، بأنه يفضل أن يسترزق يوم العيد على أن يبقى مكتوف الأيدي، ينتظر من يمدّه ببعض الدراهم من أجل ارتشاف كأس شاي في مقهى مع أصدقائه، مضيفاً أنه كل يوم عيد يجني مبلغاً مالياً محترماً بفضل مهنة "شيّ الرؤوس"، وهو ما يغنيه عن السؤال عدة أيام.
تشغّل مهنة "شيّ الرؤوس" شباباً عاطلا، ليوم أو يومين، وتريح الكثير من الأسر من مشكلة تدبر أمر رؤوس أضحياتهم، ويراها آخرون بأنها تلوّث البيئة، وتضر بالمشهد العام لأحياء المدن، إذ تتحول إلى ما يشبه "ساحة خرجت لتوها من حرب مدمرة"، وفق تعبير سلمان بلقاضي، ناشط بيئي غاضب مما يحدثه شيّ الرؤوس من دمار للبيئة.
ويشرح الناشط لـ"العربي الجديد" أنّ "أول خطر يتهدد البيئة هو حرق خشب الأشجار، وإطارات السيارات، وسط الأحياء وفي الأزقة والشوارع، ما يعرقل حركة السير، ويؤدي إلى تلوث كبير في البيئة، ويؤذي صحة المرضى بالضيق في التنفس، ويشوه منظر المدن".