بالتزامن مع العمليات العسكرية، طاولت عمليات السرقة والتعفيش مدناً وبلدات سورية عديدة تشهد أوضاعاً أمنية متردية. ولا تتردد جهات متعددة، تابعة لكل أطراف النزاع السوري، في سرقة ما يمكن أن يقع تحت يدها، فهذا يُعَدّ مكاسب حرب. بعد السرقة، يأتي البيع وكسب الأموال. وبات من الصعب أن ينجو أي منزل أو محل تجاري أو مصنع من السرقة، حين يتركه أصحابه تحت أي ظرف من الظروف.
هذا الواقع دفع بعض السوريين، الذين اضطروا إلى ترك بيوتهم واتخذوا قراراً عاجلاً بالسفر، إلى التفكير بطريقة قد تنقذ منازلهم من السرقة أو على أقل تقدير تصعّب على السارق تنفيذ المهمة. لذا عمدوا إلى سدّ أبواب المنازل وجميع المنافذ المؤدية إليها بالإسمنت والحجارة.
عائلة أبو مصطفى من تلك العائلات، التي لم تجد إلا هذه الطريقة لحماية منزلها بعد مغادرتها البلاد. يقول: "تركت بيتي في إدلب قبل سنة تقريباً بعدما قررت اللجوء إلى تركيا هرباً من الملاحقات الأمنية. كنا نعرف أننا لن نعود في وقت قريب، وكان الشبيحة حينها ينهبون أي منزل يتركه أصحابه. هكذا فعلوا في منازل جيراننا، ولم يتركوا فيها شيئاً على حاله، حتى إنهم سرقوا أسلاك الكهرباء من داخل الجدران". يضيف: "في البداية، أغلقت نوافذ المنزل بشكل كلي. وحين خرجنا من المنزل أغلقت الباب أيضاً بالحجارة والإسمنت بيدي، ومن ثم طليته".
أخيراً، وصل أبو مصطفى وعائلته إلى ألمانيا، لكنه لا يعلم اليوم شيئاً عن مصير منزله بعدما هجر أكثر جيرانه في الحي منازلهم أيضاً، وذلك بسبب عمليات القصف التي طاولت المدينة بعد سيطرة المعارضة عليها. يقول: "فعلت هذا أملاً في أن أعود وأعيش فيه يوماً. لكن الأمل بالعودة بدأ يتلاشى. هذا البيت هو كل ما استطعت امتلاكه في حياتي. لم أتخيّل أن أحداً سينتهكه أو يسرقه. ربما تعرّض للقصف ولم يتبقّ منه شيء. معظم بيوت المدينة تقصف ثم يأتي من يسرق ما تبقى منها".
أم هاشم أيضاً عمدت إلى إغلاق منزلها الكائن في حي الزهراء، أي في المنطقة الفاصلة بين المناطق التي يسيطر عليها النظام وتلك التي تقع تحت سيطرة المعارضة في المدينة. وهذا الحي يشهد اشتباكات متواصلة وسقوط قذائف، إلى جانب وجود مكثّف لقوات النظام والمليشيات. وكانت أم هاشم قد صمدت مع ابنها في المنزل قرابة السنة، إلا أن الخطر المتزايد جعلهما يقرران النزوح إلى مدينة أخرى. تقول: "كنت أخاف كثيراً من ترك المنزل. أعرف جيداً أنني حين أتركه سوف يستولون عليه ويتمركزون فيه ويسرقونه". تضيف: "في البداية، فكرت بنقل أثاثه. لكن لا مكان لوضعه، كذلك فإن الشبيحة يطلبون مبلغاً كبيراً ليسمحوا بنقله من الحي. وعشية انتقالنا إلى حماة، استعنت بعامل معمار وقمنا بصب الباب وإخفاء مكانه حتى يصعب عليهم الدخول، وبالتالي سرقته. وحين أقرر العودة، سوف أهدم ما بنيناه وأفتح بابه من جديد. آمل ذلك".
من جهته، اعتمد أبو عبد الله الوسيلة نفسها لحماية مشغله في إدلب من السرقة عندما قرر النزوح إلى الريف. يقول: "كان لدي مشغل للخياطة في قبو تحت الأرض، أضع فيه 16 آلة خياطة حديثة. بعدما سيطرت قوات المعارضة على المدينة بفترة، بدأ النظام بقصفها. حينها، كانت المؤسسات والمشاغل التي تركها أصحابها بأكثرها، قد تعرضت للسرقة وبيعت ماكيناتها. لذا أغلقت مدخل القبو الذي أعمل فيه بشكل لا يستطيع أحد تخمين وجوده، ونزحت مع عائلتي إلى إحدى القرى القريبة". ويضيف أنه، قبل أيام، "عدت إلى المدينة للاطمئنان على المنزل والمشغل. لكنني وجدت مكان الباب مهدماً والمشغل مسروقاً. لا بدّ من أن الذي فعل هذا يعلم جيداً بوجوده. لم نعد قادرين على حماية شيء. ما نجا من قوات النظام والشبيحة تعرّض للقصف، وما نجا من القصف سرقه مقاتلو النصرة والعصابات".
إقرأ أيضاً: "التعفيش" للسطو على ممتلكات السوريّين
هذا الواقع دفع بعض السوريين، الذين اضطروا إلى ترك بيوتهم واتخذوا قراراً عاجلاً بالسفر، إلى التفكير بطريقة قد تنقذ منازلهم من السرقة أو على أقل تقدير تصعّب على السارق تنفيذ المهمة. لذا عمدوا إلى سدّ أبواب المنازل وجميع المنافذ المؤدية إليها بالإسمنت والحجارة.
عائلة أبو مصطفى من تلك العائلات، التي لم تجد إلا هذه الطريقة لحماية منزلها بعد مغادرتها البلاد. يقول: "تركت بيتي في إدلب قبل سنة تقريباً بعدما قررت اللجوء إلى تركيا هرباً من الملاحقات الأمنية. كنا نعرف أننا لن نعود في وقت قريب، وكان الشبيحة حينها ينهبون أي منزل يتركه أصحابه. هكذا فعلوا في منازل جيراننا، ولم يتركوا فيها شيئاً على حاله، حتى إنهم سرقوا أسلاك الكهرباء من داخل الجدران". يضيف: "في البداية، أغلقت نوافذ المنزل بشكل كلي. وحين خرجنا من المنزل أغلقت الباب أيضاً بالحجارة والإسمنت بيدي، ومن ثم طليته".
أخيراً، وصل أبو مصطفى وعائلته إلى ألمانيا، لكنه لا يعلم اليوم شيئاً عن مصير منزله بعدما هجر أكثر جيرانه في الحي منازلهم أيضاً، وذلك بسبب عمليات القصف التي طاولت المدينة بعد سيطرة المعارضة عليها. يقول: "فعلت هذا أملاً في أن أعود وأعيش فيه يوماً. لكن الأمل بالعودة بدأ يتلاشى. هذا البيت هو كل ما استطعت امتلاكه في حياتي. لم أتخيّل أن أحداً سينتهكه أو يسرقه. ربما تعرّض للقصف ولم يتبقّ منه شيء. معظم بيوت المدينة تقصف ثم يأتي من يسرق ما تبقى منها".
أم هاشم أيضاً عمدت إلى إغلاق منزلها الكائن في حي الزهراء، أي في المنطقة الفاصلة بين المناطق التي يسيطر عليها النظام وتلك التي تقع تحت سيطرة المعارضة في المدينة. وهذا الحي يشهد اشتباكات متواصلة وسقوط قذائف، إلى جانب وجود مكثّف لقوات النظام والمليشيات. وكانت أم هاشم قد صمدت مع ابنها في المنزل قرابة السنة، إلا أن الخطر المتزايد جعلهما يقرران النزوح إلى مدينة أخرى. تقول: "كنت أخاف كثيراً من ترك المنزل. أعرف جيداً أنني حين أتركه سوف يستولون عليه ويتمركزون فيه ويسرقونه". تضيف: "في البداية، فكرت بنقل أثاثه. لكن لا مكان لوضعه، كذلك فإن الشبيحة يطلبون مبلغاً كبيراً ليسمحوا بنقله من الحي. وعشية انتقالنا إلى حماة، استعنت بعامل معمار وقمنا بصب الباب وإخفاء مكانه حتى يصعب عليهم الدخول، وبالتالي سرقته. وحين أقرر العودة، سوف أهدم ما بنيناه وأفتح بابه من جديد. آمل ذلك".
من جهته، اعتمد أبو عبد الله الوسيلة نفسها لحماية مشغله في إدلب من السرقة عندما قرر النزوح إلى الريف. يقول: "كان لدي مشغل للخياطة في قبو تحت الأرض، أضع فيه 16 آلة خياطة حديثة. بعدما سيطرت قوات المعارضة على المدينة بفترة، بدأ النظام بقصفها. حينها، كانت المؤسسات والمشاغل التي تركها أصحابها بأكثرها، قد تعرضت للسرقة وبيعت ماكيناتها. لذا أغلقت مدخل القبو الذي أعمل فيه بشكل لا يستطيع أحد تخمين وجوده، ونزحت مع عائلتي إلى إحدى القرى القريبة". ويضيف أنه، قبل أيام، "عدت إلى المدينة للاطمئنان على المنزل والمشغل. لكنني وجدت مكان الباب مهدماً والمشغل مسروقاً. لا بدّ من أن الذي فعل هذا يعلم جيداً بوجوده. لم نعد قادرين على حماية شيء. ما نجا من قوات النظام والشبيحة تعرّض للقصف، وما نجا من القصف سرقه مقاتلو النصرة والعصابات".
إقرأ أيضاً: "التعفيش" للسطو على ممتلكات السوريّين