أعلنت السلطات المحلية في إقليم جوزجان شمال أفغانستان، عن تمكّنها من فتح 86 مدرسة للأطفال في كل من مديرية قوشتبه ودرزاب، بعد أن كانت مغلقة لأكثر من عام بسبب التهديدات الأمنية، وكان آلاف من أبناء وبنات الإقليم محرومين من التعليم بسبب ذلك.
ويواجه طلاب أفغانستان تهديدات ومخاطر كبيرة تعوق مسارهم الدراسي، لا سيما التفجيرات التي تقع بين الفينة والأخرى أمام المدارس، والتي هدفها في الأساس إثارة الذعر والخوف، وما ينجم عن ذلك من إغلاق لهذه المؤسسات التعليمية.
وفي هذا الصدد، قالت الحكومة المحلية، في بيان لها، إنها تمكنت من فتح أبواب تلك المدارس نتيجة العمليات التي أجرتها القوات الأفغانية في المديريتين التي أدت إلى تطهير مناطق شاسعة من المسلحين، كما كان للتنسيق بين الحكومة والزعامة القبلية دور هام في القضية، مشيرة إلى أن الخطوة ستؤدي إلى إتاحة فرصة التعليم لآلاف من أبناء وبنات تلك المناطق، مشددة في الوقت نفسه على أنها تبذل قصارى جهدها لفتح ما تبقى من المدارس المغلقة.
كما تم تدشين مشروع ترميم المدارس وإعادة تصميم مبانيها في إقليم خوست جنوبي البلاد، يشمل إعادة إعمار أو تصميم المباني من جديد لـ31 مدرسة في المرحلة الأولى.
وقال حاكم إقليم خوست، حكم خان حبيبي، في اجتماع عُقد في مدرسة الشهيد محمد داود، في مدينة خوست، قبل يومين، بمناسبة تدشين المشروع، إننا نعمل على خلق جو مناسب لعملية التعليم، ونسعى إلى توفير كل ما تحتاج إليه عملية التعليم، وذلك لأن مستقبل هذه البلاد مرهون بمدى اهتمامنا بضمان تعليم جيد وبيئة آمنة للطلاب.
وأضاف حبيبي أنه، خلال الأيام القليلة القادمة، سيتم تدشين مشروع وطني لأجل إعادة إعمار مباني المدارس وتقسيمها من حيث الأداء والكيفية إلى عدة أنواع، وذلك من أجل خلق جو من التنافس الإيجابي بين المدارس.
من جهته، قال رئيس إدارة التعليم في الإقليم، نصير أحمد، إنّ المشروع مهم جدا لأنه سيقي طلابنا من الحر والبرد، إذ إن الطلاب كانوا يدرسون في الخيم في العديد من المناطق بسبب فقدان المباني. الآن وبفضل هذا المشروع، سنقوم بتصميم المباني لجميع المدارس ولن تبقى مدرسة من دون مبنى.
في المقابل، تواجه العملية التعليمية عقبات وعراقيل، من أبرزها التفجيرات المتتالية والمستمرة التي تستهدف المدارس، آخر تلك الأحداث التفجيرات الثلاثة المتزامنة التي وقعت في مدينة جلال آباد، مركز إقليم ننجرهار، شرقي البلاد، أمام ثلاثة مدارس حكومية قبل يومين.
وعلى الرغم من أن تلك التفجيرات لم تسفر عن خسائر في الأرواح سوى إصابة حارس إحدى تلك المدارس، إلا أن استمرار تلك الأحداث وبهذه الوتيرة له دلالات خطيرة، لأنها في الأساس، كما يقول المتحدث باسم الحكومة المحلية في الإقليم عطاء الله خوجياني، تهدف إلى إثارة الذعر في صفوف الطلاب.