لا تنام كلّ أنواع الطيور بالطريقة نفسها، إذ هناك طرق عدة تختلف باختلاف الأنواع وعادات التصرف والتغذية. وفي جميع الأحوال، نادراً ما تُرى الطيور نائمة لأنها لا تغفو عادة في العراء. بدلاً من ذلك، تختار مواقع آمنة ومخفية، لتكون محمية من الحيوانات المفترسة والأعداء الطبيعيين والإنسان. هذه المواقع عادة ما تكون أعلى من الأرض لتجنب الحيوانات المفترسة الزاحفة. الطيور الصغيرة تستقر في أجمات (الشجر الكثير الملتفّ) كثيفة أو بين أوراق الشجر التي توفر المأوى المناسب. تبحث العديد من الطيور عن التجاويف مثل تلك الموجودة في البيوت غير المأهولة أو تجاويف الأشجار أو الكهوف الصغيرة أو الشقوق العميقة للجذوع، التي تكون محمية أكثر وبشكل يؤمن لها النوم بأمان. ومهما يكن، فإنّ الطيور التي تجثم على أغصان الأشجار لتنام لديها آلية تمكنها من عدم الوقوع في أثناء النوم. هذه الآلية تتمثل في أن الطائر عندما يقف على غصن ويمسك به بأصابع قدميه، فإن ثني الساقين مع ثقل وزن الطائر الضاغط على القدمين يجعل أوتار الأصابع تقفل بإحكام على الغصن ولا تفتح إلا عندما يرفع الطائر ثقله عن الساقين المثنيتين ليقف أو يرف جناحيه رفة خفيفة وهو يستعد للطيران.
وهناك طيور تنام وهي طائرة مثل السمامة أو الخطُّف، وهي شبيهة بالسنونو، التي تنام وهي سابحة في الهواء. وهنالك إثباتات أن الخطف الألبي يطير 200 يوم من دون توقف وينام ضمن هذه المدة وهو يطير. أما الطيور المهاجرة لمسافات طويلة من دون توقف، فإنها أيضاً تنام وهي طائرة.
من جهة أخرى، فإن البط والإوز وغيرها من الطيور المائية تنام عائمة على سطح الماء بعيداً عن الضفاف. وإذا ما جاءها عدو مفترس، فإن ذبذبات المياه تنبهها إلى الخطر المحدق. هنا، لا بد من الإشارة إلى أن بعض أنواع البط التي تأخذ قيلولة بشكل جماعي تنقسم إلى قسمين: القسم الذي يحيط بالمجموعة من الخارج ويغمض عيناً واحدة ويبقى نصف دماغه صاحياً بهدف التيقظ لاحتمال اقتراب عدو منه. أما المجموعة الداخلية فتغط مطمئنة في نوم عميق. وفي حال وجود خطر تنبه المجموعة الخارجية تلك الداخلية لتصحو كي لا يغدر بها العدو. هذه الطريقة في النوم النصفي للدماغ تتبعها بعض الأنواع المهاجرة من الطيور خصوصاً السمامات (الخطف)، ويمارس نفس طريقة النوم كل من الصقر والشحرور.
اقــرأ أيضاً
وهناك الطيور التي تطير على شكل رقم ثمانية أو حرف V؛ فتلك التي ليست في المقدمة قد تأخذ قيلولة وهي طائرة خلف المجموعة المتقدمة بالطريقة نفسها. لكن عندما تصل إلى المقدمة، لا بد أن تصحو كلياً لمواجهة الرياح ومقاومتها. في أثناء فصل الربيع والتفريخ، قد ينام الأهل في العش. لكن مع مرور الوقت، تكثر في العش بقايا المواد الغذائية التي جلبها الأهل لصغارهم من لحوم وحشرات، ويكثر البراز وأيضاً تزداد البراغيث وغيرها من الطفيليات، فلا يعود العش هو ما يبحث عنه الطائر حتى ينام. ونراه في هذه الحال ينام في أماكن أخرى نظيفة قد تكون في تجويف ما أو على غصن بين الأوراق الكثيفة أو تحت قرميد سقف.
وفي الخريف والشتاء، تتجمع الطيور في أماكن المبيت لتنام مجتمعة ويلتصق بعضها ببعض أو تنفش ريش جسمها كي تحتفظ بالدفء في الليالي الباردة. ومن بين جميع أنواع الطيور، نجد أن التثاؤب المعدي المعبر عن النعاس لا يوجد سوى عند عصافير البدجي، التي ما إن يتثاءب أحدها حتى تبدأ البقية بالتثاؤب. الطيور حذرة بطبيعتها لأنها تنام بجزء واحد من دماغها وتبقى صاحية بالجزء الآخر خوفاً من غدر أعدائها الطبيعيين. لكن من يحميها من غدر الإنسان وحيله التي لا تحصى ولا تعد من أجل اصطيادها أو قتلها ثم رميها في البراري ليس لسبب سوى حب بالقتل من أجل القتل، وهذا لا يحصل سوى في البلاد المتخلفة؟
(متخصص في علم الطيور البرية)
وهناك طيور تنام وهي طائرة مثل السمامة أو الخطُّف، وهي شبيهة بالسنونو، التي تنام وهي سابحة في الهواء. وهنالك إثباتات أن الخطف الألبي يطير 200 يوم من دون توقف وينام ضمن هذه المدة وهو يطير. أما الطيور المهاجرة لمسافات طويلة من دون توقف، فإنها أيضاً تنام وهي طائرة.
من جهة أخرى، فإن البط والإوز وغيرها من الطيور المائية تنام عائمة على سطح الماء بعيداً عن الضفاف. وإذا ما جاءها عدو مفترس، فإن ذبذبات المياه تنبهها إلى الخطر المحدق. هنا، لا بد من الإشارة إلى أن بعض أنواع البط التي تأخذ قيلولة بشكل جماعي تنقسم إلى قسمين: القسم الذي يحيط بالمجموعة من الخارج ويغمض عيناً واحدة ويبقى نصف دماغه صاحياً بهدف التيقظ لاحتمال اقتراب عدو منه. أما المجموعة الداخلية فتغط مطمئنة في نوم عميق. وفي حال وجود خطر تنبه المجموعة الخارجية تلك الداخلية لتصحو كي لا يغدر بها العدو. هذه الطريقة في النوم النصفي للدماغ تتبعها بعض الأنواع المهاجرة من الطيور خصوصاً السمامات (الخطف)، ويمارس نفس طريقة النوم كل من الصقر والشحرور.
وهناك الطيور التي تطير على شكل رقم ثمانية أو حرف V؛ فتلك التي ليست في المقدمة قد تأخذ قيلولة وهي طائرة خلف المجموعة المتقدمة بالطريقة نفسها. لكن عندما تصل إلى المقدمة، لا بد أن تصحو كلياً لمواجهة الرياح ومقاومتها. في أثناء فصل الربيع والتفريخ، قد ينام الأهل في العش. لكن مع مرور الوقت، تكثر في العش بقايا المواد الغذائية التي جلبها الأهل لصغارهم من لحوم وحشرات، ويكثر البراز وأيضاً تزداد البراغيث وغيرها من الطفيليات، فلا يعود العش هو ما يبحث عنه الطائر حتى ينام. ونراه في هذه الحال ينام في أماكن أخرى نظيفة قد تكون في تجويف ما أو على غصن بين الأوراق الكثيفة أو تحت قرميد سقف.
وفي الخريف والشتاء، تتجمع الطيور في أماكن المبيت لتنام مجتمعة ويلتصق بعضها ببعض أو تنفش ريش جسمها كي تحتفظ بالدفء في الليالي الباردة. ومن بين جميع أنواع الطيور، نجد أن التثاؤب المعدي المعبر عن النعاس لا يوجد سوى عند عصافير البدجي، التي ما إن يتثاءب أحدها حتى تبدأ البقية بالتثاؤب. الطيور حذرة بطبيعتها لأنها تنام بجزء واحد من دماغها وتبقى صاحية بالجزء الآخر خوفاً من غدر أعدائها الطبيعيين. لكن من يحميها من غدر الإنسان وحيله التي لا تحصى ولا تعد من أجل اصطيادها أو قتلها ثم رميها في البراري ليس لسبب سوى حب بالقتل من أجل القتل، وهذا لا يحصل سوى في البلاد المتخلفة؟
(متخصص في علم الطيور البرية)