يشتهر قطاع غزة بالعديد من الحرف اليدوية التي برع أهلها وأبدعوا فيها، ولعل من أشهر هذه الصناعات صناعة الخيزران.
وهي مهنة عائلية يتم توارثها بين الأجيال، وليس هناك معاهد متخصصة تقوم بتعليمها، وهذان العاملان يهددان استمرار صناعة الخيزران، نظراً لعدم اهتمام الأبناء بها، وعدم وجود مؤسسات مهتمة بتعليم هذه المهنة.
تعبر صناعة الخيزران عن أصالة التاريخ الفلسطيني، إذ يعود عمرها إلى أكثر من 100 عام، وقد استطاع الحرفي الفلسطيني أن يثبت فنه ومهارته بتحويل تلك المواد الأولية البسيطة إلى تحف فنية شديدة الإتقان.
تعلم طارق خلف المهنة عن طريق والده الذي يعتبر ابن أول خيزراني في قطاع غزة والذي بدأ المهنة قبل 100 عام، حيث تعلمها الجد في إحدى مدارس القدس. يقول طارق : "عندما توجّه الفلسطينيون إلى غزة بعد النكبة، تركوا وراءهم كل شيء. لم يكن هناك أي مجال لصناعة الخيزران لذلك عانى جدي من قلة العمل، الأمر الذي دفعه للتفكير في السفر إلى السعودية حيث افتتح محلاً لصناعة الخيزران وقد لاقت صناعة الخيزران هناك إقبالاً كبيراً". ولاحقاً عاد الجد مرةً أخرى إلى قطاع غزة حاملاً معه إصراره وآماله وافتتح أول مصنع في غزة.
يوضح خلف أن الخيزران لا يزرع في فلسطين، نظراً للظروف المناخية التي يحتاجها، حيث يتم استيراده من دول شرق آسيا، وقد تطورت هذه الصناعة بحيث لم تعد مقتصرة على صناعة الكراسي، بل شملت جميع أنواع الأثاث المنزلي والمكتبي والفندقي.
اقرأ أيضاً: موسم الزيتون.. عرس في قطاع غزّة رغم الشحّ