كان يا ما كان في قديم الزمان، نجّار عجوز يُدعى جيبيتو، لطالما شعر بالوحدة وحلم بأن يحظى بولد. لكنّ السنين انقضت من دون أن يتحقّق حلمه. وفي مرّة، صنع بحبّ وحنان كبيرَين، دمية خشبيّة على هيئة صبيّ، سمّاها بينوكيو. لم يمضِ وقت طويل قبل أن تدبّ الروح في تلك الدمية. شاءت الأقدار ذلك لكثرة ما تمنّى العجوز الوحيد ابناً له، ربّما. لكنّه لم يهنأ به. بينوكيو رحل ليعيش مغامراته، بعيداً عن "أبيه". في خلال مغامراته تلك، راح أنفه الخشبيّ يزداد طولاً كلّما تفوّه بكذبة. وصار يكثر كذبه، وصار أنفه يمتدّ أكثر.
"ليه أفينتوريه ديه بينوكيو... إيستوريا ديه أون بوراتّينو"، تعريبها "مغامرات بينوكيو... حكاية دمية متحرّكة"، قصّة للأطفال ألّفها الكاتب والصحافيّ الإيطاليّ كارلو كولّودي - شهرته الأصليّة لورنزيني - في ضيعة صغيرة بتوسكانا في عام 1883. انتشرت القصّة حول المعمورة، وتُرجمت إلى لغات كثيرة بتصرّف أحياناً، وقُدّمت على مسارح مختلفة في عروض دمى متحرّكة أو غيرها، واقتُبسَت منها أفلام سينمائيّة.
بعيداً عن التحليلات التي أتى بها أهل الاختصاص في خلال 135 عاماً والتي تتناول المغزى من تلك القصّة، يمكن القول باختصار إنّ الكذب هو المحور الأساس في هذا السياق. الكذب. هل يمكن العيش من دون كذب؟ ذلك الكذب الذي ننهى أبناءنا عنه ونحذّرهم في بعض الأحيان من أنّ أنوفهم سوف تنتأ بوضوح من وجوههم مثل أنف بينوكيو، في حال ارتكبوا الكذب. نحذّرهم، بينما نعمد نحن إلى ارتكاب ذلك، وعلى مسامعهم في أحيان كثيرة. ربّما نبرّر الأمر بأنّه "كذبة بيضاء"، بأنّه لا ينطوي على "سوء نيّة". هل ثمّة شيء من هذا القبيل؟ كذبة بيضاء؟
اقــرأ أيضاً
ربّما لا ندرك أنّنا كاذبون. وهذا أمر ليس شائعاً، إذ إنّه يرتبط بحالة نفسيّة مرضيّة أو أكثر. ربّما ندرك كذبنا جيّداً، غير أنّنا لا نقرّ بذلك. الأمر قد يكون مجرّد عادة سيّئة، غير أنّه قد يشتمل من جهة أخرى على خطورة، في حال ارتبط بحالة نفسيّة مرضيّة أشدّ حدّة من تلك المُشار إليها آنفاً أو أكثر. لسنا هنا في وارد الخوض في تلك الحالات المرضيّة، إلا أنّ الكذب يلازمنا في يوميّاتنا، بطريقة أو بأخرى.
صحيح أنّنا نتطلّع إلى الصدق ونرغب جداً في أن يُنظَر إلينا كأشخاص موثوق بهم، غير أنّ قابليّتنا أو مَيلنا نحو إطلاق كذبة أو أخرى يدركاننا في غالب الأحيان. لماذا يستحيل علينا الإقلاع عن تلك الممارسة؟ هل من وسائل لبلوغ ذلك؟ سؤالان تطرحهما مجلّة "بسيكولوجي" الفرنسيّة المتخصّصة في علم النفس، مشيرة إلى أسباب عدّة تدفعنا إلى الكذب، في حال لم يكن الأمر مَرَضيّاً. ربّما كان ضعفنا أو مراعاتنا آدابَ السلوك أو حاجتنا إلى ذلك.
دعونا نتخيّل الحال لو أنّ "لعنة" بينوكيو حلّت على المعمورة...
"ليه أفينتوريه ديه بينوكيو... إيستوريا ديه أون بوراتّينو"، تعريبها "مغامرات بينوكيو... حكاية دمية متحرّكة"، قصّة للأطفال ألّفها الكاتب والصحافيّ الإيطاليّ كارلو كولّودي - شهرته الأصليّة لورنزيني - في ضيعة صغيرة بتوسكانا في عام 1883. انتشرت القصّة حول المعمورة، وتُرجمت إلى لغات كثيرة بتصرّف أحياناً، وقُدّمت على مسارح مختلفة في عروض دمى متحرّكة أو غيرها، واقتُبسَت منها أفلام سينمائيّة.
بعيداً عن التحليلات التي أتى بها أهل الاختصاص في خلال 135 عاماً والتي تتناول المغزى من تلك القصّة، يمكن القول باختصار إنّ الكذب هو المحور الأساس في هذا السياق. الكذب. هل يمكن العيش من دون كذب؟ ذلك الكذب الذي ننهى أبناءنا عنه ونحذّرهم في بعض الأحيان من أنّ أنوفهم سوف تنتأ بوضوح من وجوههم مثل أنف بينوكيو، في حال ارتكبوا الكذب. نحذّرهم، بينما نعمد نحن إلى ارتكاب ذلك، وعلى مسامعهم في أحيان كثيرة. ربّما نبرّر الأمر بأنّه "كذبة بيضاء"، بأنّه لا ينطوي على "سوء نيّة". هل ثمّة شيء من هذا القبيل؟ كذبة بيضاء؟
ربّما لا ندرك أنّنا كاذبون. وهذا أمر ليس شائعاً، إذ إنّه يرتبط بحالة نفسيّة مرضيّة أو أكثر. ربّما ندرك كذبنا جيّداً، غير أنّنا لا نقرّ بذلك. الأمر قد يكون مجرّد عادة سيّئة، غير أنّه قد يشتمل من جهة أخرى على خطورة، في حال ارتبط بحالة نفسيّة مرضيّة أشدّ حدّة من تلك المُشار إليها آنفاً أو أكثر. لسنا هنا في وارد الخوض في تلك الحالات المرضيّة، إلا أنّ الكذب يلازمنا في يوميّاتنا، بطريقة أو بأخرى.
صحيح أنّنا نتطلّع إلى الصدق ونرغب جداً في أن يُنظَر إلينا كأشخاص موثوق بهم، غير أنّ قابليّتنا أو مَيلنا نحو إطلاق كذبة أو أخرى يدركاننا في غالب الأحيان. لماذا يستحيل علينا الإقلاع عن تلك الممارسة؟ هل من وسائل لبلوغ ذلك؟ سؤالان تطرحهما مجلّة "بسيكولوجي" الفرنسيّة المتخصّصة في علم النفس، مشيرة إلى أسباب عدّة تدفعنا إلى الكذب، في حال لم يكن الأمر مَرَضيّاً. ربّما كان ضعفنا أو مراعاتنا آدابَ السلوك أو حاجتنا إلى ذلك.
دعونا نتخيّل الحال لو أنّ "لعنة" بينوكيو حلّت على المعمورة...