على الرغم من تبدّل كثير من السياسات الأوروبية تجاه المهاجرين، يبدو أنّ بريطانيا، بحكومتها وقضائها، تسبح منفردة عكس التيار، وتتعهد باستقبال المزيد منهم، ولو أنّ الأرقام ما زالت متواضعة مقارنة بدول أخرى
لم تكن حكومة المحافظين البريطانية مستعدة لاستقبال أيّ من المهاجرين الفارين من الحروب المشتعلة حول العالم، لولا الضغوط الخارجية والانتقادات الداخلية التي تعرضت لها من سياسيين ونواب، اتهموها بالتقصير وعدم بذل ما يكفي من الجهود في هذه القضية.
تضاعفت الضغوط على الحكومة البريطانية، بعد توقيع منظمات مدنية معنية بحقوق الإنسان على عريضة، تطالب فيها السلطات بفتح الأبواب أمام المهاجرين السوريين الأكثر تضرراً من الحرب. وقادت هذه المنظمات حملة عبر وسائل الإعلام البريطانية للضغط من أجل استقبال المزيد منهم.
وفي استجابة متأخرة ومتواضعة، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في سبتمبر/ أيلول 2015 عن استعداد بلاده لاستقبال 20 ألف سوري من مخيمات لبنان والأردن على دفعات حتى عام 2020 . لكنه رفض استقبال أي من المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا. بررت الحكومة البريطانية رفضها الانضمام إلى برنامج "الكوتا" الأوروبي بأنّ الإحصاءات الرسمية تشير إلى وجود سوري واحد فقط من بين كلّ خمسة طالبي لجوء في أوروبا.
وبالفعل، بدأت بريطانيا العمل في برنامج خاص لاستقبال المهاجرين السوريين ممن وصفتهم بالفئات الأكثر ضعفا وتضرراً من الصراع في سورية، وفي مقدمتهم النساء والفتيات اللواتي تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي، وكذلك كبار السن، والناجون من عمليات التعذيب، والأشخاص المعوقون. وقد وصلت الدفعة الأولى ممن تنطبق عليهم شروط البرنامج إلى اسكتلندا في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. يحصل اللاجئون المقبولون ضمن البرنامج على تأشيرة لمدة 5 سنوات في المرحلة الأولى، كما سيتمتعون بكل الحقوق والامتيازات، بما فيها الاستفادة من مساعدات الدولة وإمكانية العمل ولمّ شملهم مع عائلاتهم.
في ما يشبه السباحة عكس التيار، وبينما تتشدد دول أوروبية أخرى في التعامل مع المهاجرين، شهد الموقف البريطاني تطورات هامة منذ مطلع العام الجديد. فقد أصدرت محكمة بريطانية الأسبوع الماضي قراراً يسمح لأربعة مهاجرين سوريين بالعبور إلى لندن من مرفأ كاليه شمال فرنسا. وأمرت المحكمة وزارة الداخلية بالسماح لهؤلاء السوريين الأربعة وهم ثلاثة قاصرين وشاب بالغ بدخول بريطانيا للانضمام إلى باقي أفراد أسرتهم، إلى حين النظر في طلبات اللجوء التي تقدموا بها. وقد اعتبر الخبراء قرار المحكمة سابقة قضائية قد تفتح أبواب بريطانيا أمام مهاجرين آخرين عالقين في مخيمات اللجوء في مدينة كاليه الفرنسية. وصل المهاجرون الأربعة إلى محطة "سانت بانكراس" للقطارات في لندن، حيث كان في استقبالهم عدد من أفراد أسرتهم ونحو 100 متظاهر رفعوا لافتات كتب عليها "أهلاً باللاجئين".
وفي تطور آخر، أعلنت وزارة الداخلية البريطانية أخيراً أنّ المملكة المتحدة ستستقبل أطفالاً مهاجرين فصلوا عن عائلاتهم بسبب النزاعات فى سورية وفي بلدان أخرى، لكنها لم توضح عدد الذين ستستقبلهم. وقال وزير الدولة لشؤون الهجرة، جيمس بروكينشاير، فى بيان، إنّ "الأزمة فى سورية والتطورات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغيرها فصلت عدداً كبيراً من الأطفال المهاجرين عن عائلاتهم". وأضاف أنّ لندن طلبت من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "تحديد الأوضاع الاستثنائية حيث سيكون في مصلحة الطفل الانتقال إلى بريطانيا"، معتبراً أنه من الأفضل لأغلبية كبيرة بينهم البقاء بعيداً عن بلدانهم الأصلية.
مع ذلك، فحال المهاجرين إلى بريطانيا لا يختلف بكثير عن حال أقرانهم ممن شردتهم الحروب الى دول أوروبية أخرى. الطريق ليس معبداً بالورود على الإطلاق، ولا يُستقبل المهاجرون غالباً بمظاهر الترحيب والصدور الرحبة. فقد سجلت بريطانيا خلال الأسابيع الماضية أنواعاً مختلفة من العنصرية والتمييز، التي تعرض له مهاجرون وطالبو لجوء، بدءاً من الإهانات اللفظية وصولاً إلى الاعتداءات الجسدية. كما أثار تحقيق نشرته صحيفة "تايمز" البريطانية موجة من الاحتجاج والاستنكار، بعد كشفه عن إسكان طالبي اللجوء المقيمين في مدينة ميدلزبره، شمال شرق إنجلترا في منازل جرى طلاء أبوابها بلون أحمر مميز. كما ذكرت الصحيفة أنّ طالبي اللجوء تحدثوا عن حوادث منها قذف أبوابهم ببراز الكلاب، ورشق نوافذها بالبيض والحجارة، والصراخ في وجوههم بعبارات عنصرية. وفي تحقيق مشابه، ذكرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية أنّ اللاجئين في مدينة كارديف، عاصمة مقاطعة ويلز، باتوا مجبرين على ارتداء أساور بألوان مميزة تحدد هويتهم كلاجئين، حتى يتسنى لهم الحصول على الوجبات اليومية.
اقرأ أيضاً: كابوس مخيّم "كاليه"
لم تكن حكومة المحافظين البريطانية مستعدة لاستقبال أيّ من المهاجرين الفارين من الحروب المشتعلة حول العالم، لولا الضغوط الخارجية والانتقادات الداخلية التي تعرضت لها من سياسيين ونواب، اتهموها بالتقصير وعدم بذل ما يكفي من الجهود في هذه القضية.
تضاعفت الضغوط على الحكومة البريطانية، بعد توقيع منظمات مدنية معنية بحقوق الإنسان على عريضة، تطالب فيها السلطات بفتح الأبواب أمام المهاجرين السوريين الأكثر تضرراً من الحرب. وقادت هذه المنظمات حملة عبر وسائل الإعلام البريطانية للضغط من أجل استقبال المزيد منهم.
وفي استجابة متأخرة ومتواضعة، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في سبتمبر/ أيلول 2015 عن استعداد بلاده لاستقبال 20 ألف سوري من مخيمات لبنان والأردن على دفعات حتى عام 2020 . لكنه رفض استقبال أي من المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا. بررت الحكومة البريطانية رفضها الانضمام إلى برنامج "الكوتا" الأوروبي بأنّ الإحصاءات الرسمية تشير إلى وجود سوري واحد فقط من بين كلّ خمسة طالبي لجوء في أوروبا.
وبالفعل، بدأت بريطانيا العمل في برنامج خاص لاستقبال المهاجرين السوريين ممن وصفتهم بالفئات الأكثر ضعفا وتضرراً من الصراع في سورية، وفي مقدمتهم النساء والفتيات اللواتي تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي، وكذلك كبار السن، والناجون من عمليات التعذيب، والأشخاص المعوقون. وقد وصلت الدفعة الأولى ممن تنطبق عليهم شروط البرنامج إلى اسكتلندا في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. يحصل اللاجئون المقبولون ضمن البرنامج على تأشيرة لمدة 5 سنوات في المرحلة الأولى، كما سيتمتعون بكل الحقوق والامتيازات، بما فيها الاستفادة من مساعدات الدولة وإمكانية العمل ولمّ شملهم مع عائلاتهم.
في ما يشبه السباحة عكس التيار، وبينما تتشدد دول أوروبية أخرى في التعامل مع المهاجرين، شهد الموقف البريطاني تطورات هامة منذ مطلع العام الجديد. فقد أصدرت محكمة بريطانية الأسبوع الماضي قراراً يسمح لأربعة مهاجرين سوريين بالعبور إلى لندن من مرفأ كاليه شمال فرنسا. وأمرت المحكمة وزارة الداخلية بالسماح لهؤلاء السوريين الأربعة وهم ثلاثة قاصرين وشاب بالغ بدخول بريطانيا للانضمام إلى باقي أفراد أسرتهم، إلى حين النظر في طلبات اللجوء التي تقدموا بها. وقد اعتبر الخبراء قرار المحكمة سابقة قضائية قد تفتح أبواب بريطانيا أمام مهاجرين آخرين عالقين في مخيمات اللجوء في مدينة كاليه الفرنسية. وصل المهاجرون الأربعة إلى محطة "سانت بانكراس" للقطارات في لندن، حيث كان في استقبالهم عدد من أفراد أسرتهم ونحو 100 متظاهر رفعوا لافتات كتب عليها "أهلاً باللاجئين".
وفي تطور آخر، أعلنت وزارة الداخلية البريطانية أخيراً أنّ المملكة المتحدة ستستقبل أطفالاً مهاجرين فصلوا عن عائلاتهم بسبب النزاعات فى سورية وفي بلدان أخرى، لكنها لم توضح عدد الذين ستستقبلهم. وقال وزير الدولة لشؤون الهجرة، جيمس بروكينشاير، فى بيان، إنّ "الأزمة فى سورية والتطورات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغيرها فصلت عدداً كبيراً من الأطفال المهاجرين عن عائلاتهم". وأضاف أنّ لندن طلبت من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "تحديد الأوضاع الاستثنائية حيث سيكون في مصلحة الطفل الانتقال إلى بريطانيا"، معتبراً أنه من الأفضل لأغلبية كبيرة بينهم البقاء بعيداً عن بلدانهم الأصلية.
مع ذلك، فحال المهاجرين إلى بريطانيا لا يختلف بكثير عن حال أقرانهم ممن شردتهم الحروب الى دول أوروبية أخرى. الطريق ليس معبداً بالورود على الإطلاق، ولا يُستقبل المهاجرون غالباً بمظاهر الترحيب والصدور الرحبة. فقد سجلت بريطانيا خلال الأسابيع الماضية أنواعاً مختلفة من العنصرية والتمييز، التي تعرض له مهاجرون وطالبو لجوء، بدءاً من الإهانات اللفظية وصولاً إلى الاعتداءات الجسدية. كما أثار تحقيق نشرته صحيفة "تايمز" البريطانية موجة من الاحتجاج والاستنكار، بعد كشفه عن إسكان طالبي اللجوء المقيمين في مدينة ميدلزبره، شمال شرق إنجلترا في منازل جرى طلاء أبوابها بلون أحمر مميز. كما ذكرت الصحيفة أنّ طالبي اللجوء تحدثوا عن حوادث منها قذف أبوابهم ببراز الكلاب، ورشق نوافذها بالبيض والحجارة، والصراخ في وجوههم بعبارات عنصرية. وفي تحقيق مشابه، ذكرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية أنّ اللاجئين في مدينة كارديف، عاصمة مقاطعة ويلز، باتوا مجبرين على ارتداء أساور بألوان مميزة تحدد هويتهم كلاجئين، حتى يتسنى لهم الحصول على الوجبات اليومية.
اقرأ أيضاً: كابوس مخيّم "كاليه"