وقال الناشط الإعلامي مصطفى أبو عرب، من ريف حماه الشمالي، لـ"العربي الجديد"، إن "مئات العائلات اضطرت إلى البقاء في الأراضي الزراعية قرب قرى قاح، وأطمة، وأرمناز بريف إدلب الشمالي. حالها مأساوي بكل معنى الكلمة. اضطر الناس للنزوح نتيجة القصف الوحشي، وتركوا خلفهم بيوتهم وأرزاقهم".
وأضاف أبو عرب أن "أعداد النازحين الكبيرة جعلت مخيمات الشمال السوري لا تتمكن من استيعاب المزيد منهم، ومعظم النازحين الجدد لا يملكون المال لاستئجار منازل في القرى والبلدات التي نزحوا إليها".
وقالت الخمسينية أم رائد، إنها تقيم مع عائلتها منذ يومين بين أشجار الزيتون قريباً من بلدة أرمناز شمالي إدلب. "غادرنا بلدتنا كفرنبودة، ولم نحمل إلا ملابسنا، ونعيش حاليا في العراء، وهذه الأيام الجو متقلب، فتنزل بعض الامطار ليلاً، وفي النهار حرارة الشمس مرتفعة، فضلا عن معاناة الحصول على الطعام بالتزامن مع حلول شهر رمضان، وننتظر أن نعود إلى ديارنا، فقد تعبنا من النزوح والقصف".
وقال فادي إدلبي، الذي نزح مع عائلته من ريف إدلب الجنوبي، إنه يحاول أن يتواصل مع أكبر قدرٍ مُمكن من المنظمات الإغاثية، وقد أتى بعضهم فعلاً إلى الأراضي الزراعية التي اتخذتها مئات العائلات سكناً لها، ولكن المساعدات المُقدمة للنازحين لا تكفي، خاصة أنهم لا يملكون تقريباً أي شيء إلا الملابس التي يرتدونها.
وأضاف إدلبي أن "تقلب الجو هذه الأيام، ودخول شهر رمضان عوامل إضافية تزيد من معاناة النازحين، فثمن الخيمة القابلة للسكن نحو 50 ألف ليرة سورية ( 97 دولارا أميركيا)، وإيجار المنازل في القرى القريبة يماثل هذه القيمة تقريبا، ومعظم النازحين لا يملكون المال، ويعانون لتوفير قوت يومهم".