كأنّنا نستعدّ لكتابة موضوع إنشاء عن يوم انتخابي مشمس، أو أيام ما قبل هذا الاستحقاق اللبناني، في شهر مايو/أيار المقبل، والتي تبدو أيضاً مشمسة. والخيارات هي بين مرشّحين شبه دائمين، وبين مستقلّين أو وجوه مجتمع مدني، لطالما وصفت السلطة السياسية، بمختلف وجوهها ورموزها، بـ "الفاسدة".
وطالما أنّنا نتشارك والمستقلّين هذا الوصف، وغيره من النعوت، نصل إلى نتيجة واحدة، وهي التعاطف مع مستقلّين رشّحوا أنفسهم من أجل إنقاذ دولة من رموزها "الفاسدين". وفي نتيجة أخرى، هم ترشّحوا لتحقيق أحلام قديمة، بدأت من خلال مواضيع إنشائية عن لبنان جميل وأخضر لم يعد موجوداً.
ولأنّ أحلامهم قديمة، ولأنّهم بعيدون أو مستقلّون عن أحزاب سياسية لم يمح حاضرها أفعالاً كثيرة ارتكبتها في الماضي، ولم تنجح في بناء بعضٍ من مقوّمات الدولة، أي دولة، علينا دعمهم وانتخابهم والترويج لهم، كأسماء مستقلة، وليس كأصحاب برامج انتخابية. والأطراف الحزبية هذه، في فشلها، تحمّل بعضها بعضاً المسؤولية، في دوّامة مستمرّة منذ زمن طويل، حين كان لبنان ما زال أخضر.
وهم، بصفتهم مستقلّين عن السلطة السياسية، باتوا أصحاب برنامج. والمستقلّون كلمة تحولت إلى حصانة لأصحابها. من بعدها، لا يهمّ إن كانوا كفوئين أم علمانيين أم قادرين على إحداث أي تغيير أو فرق في بلادهم. هؤلاء أولاً وأخيراً مستقلّون، وأيديهم نظيفة من دماء قديمة سالت خلال الحرب الأهلية، وما زالت آثارها مستمرة، على الرغم من التعايش الحاصل في البلاد. والمقارنة كافية لحمايتهم من أي مسعى للإضرار بسمعتهم. كما أنّهم جزء من المجتمع المدني، وقد شارك بعضهم في تظاهرات على الأرض للمطالبة بحقوق مدنية، من دون أن يسأل أحد عن مصدر أمواله أو غيرها.
اقــرأ أيضاً
تاريخ من النضال أو الاستقلاليّة أو الكلمات الفضفاضة ضدّ رموز الدولة، تحميهم من أيّ أخطاء أو هفوات ارتكبت أو قد ترتكب.
وقبل الوصول إلى "المستقلّين" اليوم، فإنّ المستقلّين القدامى لم يتمكنوا من أن يكونوا مستقلّين في النظام الذي باتوا جزءاً منه. لنقل إنّهم حاولوا، قبل أن تصطدم أحلامهم ومشاريعهم التي لم نعرف عنها غير عناوين كبيرة، برجال الأحزاب السياسية والطائفية. حتّى "الأمل" الذي يتمسّك به بعض المستقلّين في إمكانية التغيير، يبدو أقرب إلى نصّ إنشائي في امتحان مادة اللغة العربية. والفرق كبير بين اليأس أو الاستسلام وقراءة الواقع كما هو.
المستقلّون أمل كارهي الأحزاب السياسية فقط، لكنهم ليسوا أملاً لمشروع دولة، وقد بات التعريف عنهم محصوراً بكونهم مستقلّين، لم يشاركوا في الفساد لأنهم لم يكونوا جزءاً من السلطة.
وطالما أنّنا نتشارك والمستقلّين هذا الوصف، وغيره من النعوت، نصل إلى نتيجة واحدة، وهي التعاطف مع مستقلّين رشّحوا أنفسهم من أجل إنقاذ دولة من رموزها "الفاسدين". وفي نتيجة أخرى، هم ترشّحوا لتحقيق أحلام قديمة، بدأت من خلال مواضيع إنشائية عن لبنان جميل وأخضر لم يعد موجوداً.
ولأنّ أحلامهم قديمة، ولأنّهم بعيدون أو مستقلّون عن أحزاب سياسية لم يمح حاضرها أفعالاً كثيرة ارتكبتها في الماضي، ولم تنجح في بناء بعضٍ من مقوّمات الدولة، أي دولة، علينا دعمهم وانتخابهم والترويج لهم، كأسماء مستقلة، وليس كأصحاب برامج انتخابية. والأطراف الحزبية هذه، في فشلها، تحمّل بعضها بعضاً المسؤولية، في دوّامة مستمرّة منذ زمن طويل، حين كان لبنان ما زال أخضر.
وهم، بصفتهم مستقلّين عن السلطة السياسية، باتوا أصحاب برنامج. والمستقلّون كلمة تحولت إلى حصانة لأصحابها. من بعدها، لا يهمّ إن كانوا كفوئين أم علمانيين أم قادرين على إحداث أي تغيير أو فرق في بلادهم. هؤلاء أولاً وأخيراً مستقلّون، وأيديهم نظيفة من دماء قديمة سالت خلال الحرب الأهلية، وما زالت آثارها مستمرة، على الرغم من التعايش الحاصل في البلاد. والمقارنة كافية لحمايتهم من أي مسعى للإضرار بسمعتهم. كما أنّهم جزء من المجتمع المدني، وقد شارك بعضهم في تظاهرات على الأرض للمطالبة بحقوق مدنية، من دون أن يسأل أحد عن مصدر أمواله أو غيرها.
تاريخ من النضال أو الاستقلاليّة أو الكلمات الفضفاضة ضدّ رموز الدولة، تحميهم من أيّ أخطاء أو هفوات ارتكبت أو قد ترتكب.
وقبل الوصول إلى "المستقلّين" اليوم، فإنّ المستقلّين القدامى لم يتمكنوا من أن يكونوا مستقلّين في النظام الذي باتوا جزءاً منه. لنقل إنّهم حاولوا، قبل أن تصطدم أحلامهم ومشاريعهم التي لم نعرف عنها غير عناوين كبيرة، برجال الأحزاب السياسية والطائفية. حتّى "الأمل" الذي يتمسّك به بعض المستقلّين في إمكانية التغيير، يبدو أقرب إلى نصّ إنشائي في امتحان مادة اللغة العربية. والفرق كبير بين اليأس أو الاستسلام وقراءة الواقع كما هو.
المستقلّون أمل كارهي الأحزاب السياسية فقط، لكنهم ليسوا أملاً لمشروع دولة، وقد بات التعريف عنهم محصوراً بكونهم مستقلّين، لم يشاركوا في الفساد لأنهم لم يكونوا جزءاً من السلطة.