كما كان مخططاً له في برنامج الاحتجاجات الذي أعلنته تنسيقية الأساتذة المتدربين بمراكز التكوين في المغرب، نفذ المئات من الأساتذة المحتجين اعتصاماً أمس على أن يستمر حتى صباح غدٍ الأربعاء 16 مارس/آذار الجاري، من خلال ما سموه "مخيمات الكرامة".
وأوردت مصادر من تنسيقية الأساتذة المتدربين، الذين يحتجون منذ أشهر ضد مرسومي وزارة التربية الوطنية، القاضيين بفصل التوظيف عن التكوين، وخفض المنحة الشهرية إلى النصف، بأن اعتصام "مخيم الكرامة" هو شكل احتجاجي يتفق فيه آلاف المحتجين زمناً، ويختلفون من حيث المكان.
وأقدم عدد من الأساتذة المتدربين في الرباط وفي الدار البيضاء وطنجة وغيرها من المدن الأخرى، على التجمع في ساحات عمومية، حيث حطوا رحالهم فيها، عازمين على المكوث حتى صباح الغد، في حين كان رجال الأمن يراقبون الوضع عن قرب دون أي تدخل.
وأكد جواد بوقرعي، عضو تنسيقية الأساتذة المتدربين، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن الاعتصام شكل احتجاجي لجأ إليه الأساتذة للمرة الثانية خلال الفترة التي يناضلون فيها لنيل مطالبهم المشروعة، أمام تعنت غير مفهوم ولا مقبول من طرف الحكومة" وفق تعبيره.
اقرأ أيضاً: المغرب..الأساتذة المتدربون يتهمون الحكومة بالمناورة
واعتبر المتحدث بأن اختيار اسم "مخيم الكرامة" يشير إلى طبيعة المعركة التي يخوضها الأساتذة المتدربون منذ أكثر من أربعة أشهر، دون أن تلوح بوادر أو مؤشرات للحل من طرف السلطات الحكومية المعنية، مبرزاً أن الكرامة هي أول ما يتمسك به الأساتذة في نضالهم السلمي والمشروع".
وأكدت رقية بوحدي، أستاذة متدربة، لـ"العربي الجديد" أن اعتصام "مخيم الكرامة" هو مجرد خطوة في طريق الألف ميل التي انطلقت بكثير من الأشكال الاحتجاجية المبدعة في شكلها وتوقيتها ورسائلها، مضيفة أن الأساتذة سينفذون إضراباً وطنياً في العشرين من الشهر الجاري ضد تعنت الحكومة".
وسجل مراقبون توجهاً في ردة الفعل الأمنية إلى التريث وعدم التدخل، باعتبار أن الاعتصام الذي سبق أن نظمه المئات من الأساتذة المتدربين في مختلف المدن المغربية، خلال شهر فبراير/شباط الماضي كان قد شهد مواجهات أسفرت عن عدة إصابات، بخلاف الاعتصام الحالي.
اقرأ أيضاً: المغرب: تجدد الحوار بين الأساتذة والحكومة