ثمة مناطق كثيرة في أفغانستان، لا تزال فيها المرأة تعاني شتى أنواع العنف وانتهاك حقوقهن في مختلف المجالات، خصوصاً في مجالي التعليم والصحة. ولا تزال المرأة الأفغانية تمارس أعمالاً شاقّة حتى اليوم في الزراعة وحمل الحطب من الجبال ورعي الأغنام وغيرها، ولا سيما في مناطق إقليم نورستان شرق أفغانستان.
وعلى الرغم من بعض التغيير الذي شهدته أفغانستان خلال العقود الماضية في ما يتعلق بتمثيل المرأة، بعدما وجدت من يمثلها في البرلمان، إضافة إلى ارتياد مئات الآلاف من الفتيات المدارس في مختلف المناطق الأفغانية، لم يتغير واقع النساء في إقليم نورستان. فما زالت نساء الإقليم يقمن بالأعمال ذاتها التي كانت موكلة إليهن قبل عقود، كما أنهن محرومات من التعليم والرعاية الصحية وجميع حاجات الحياة.
بهذا الصدد، تقول رئيسة إدارة شؤون المرأة في إقليم نورستان تهمينة موحد، التي تولت منصبها قبل شهر لـ"العربي الجديد": "إن المرأة في هذا الإقليم محرومة من الحياة، وتواجه عقبات كبيرة وكثيرة في جميع المجالات، وليس هناك جهود حثيثة لحل تلك المشاكل".
وتضيف موحد أن "المعضلة الأساسية وراء كل ما تواجهه المرأة في الإقليم، تكمن في ضآلة الجهود التي تبذل لأجلها وعرقلتها بسبب الوضع الأمني، ما يجعل من الصعب الوصول إلى حلول لتلك المشاكل".
وتؤكد موحد أنه "خلال الأعوام الماضية، صُرفت مبالغ كبيرة لأجل النساء في البلاد، وكان ذلك تحت إشراف دولي، ولم تأت الأموال بأي تغيير في حياة المرأة في هذا الإقليم، لأسباب كثيرة منها الوضع الأمني والعادات المتبعة، كما أن قلة الوعي لدى المرأة تجعلها غير مستعدة لقبول أي نوع من التغيير في حياتها أو المطالبة بحقوقها".
وتلفت إلى أن "المرأة في الإقليم تعاني من نقص المستشفيات الكافية، وفقدان الكادر الطبي النسائي، ما يعتبر عقبة كبيرة أمام حصولها على الرعاية الصحية، ويجعل النساء مهددات بالموت عند الوضع".
وتشدد على أن "الحكومة لديها برامج وآلية جديدة للوصول إلى حلول لتلك المشاكل"، مشيرة إلى أنها ناقشت منذ أن تولت المنصب قضيتي التعليم والصحة مع الإدارات المعنية، وأنها تلقت وعداً من المسؤولين بالعمل لحل تلك المشاكل التي تحتاج إلى وقت لإنجازها، ولا سيما أن المشاكل الموجودة جلّها في المناطق الجبلية والوعرة والوصول إليها صعب جدا، خصوصاً في موسم الشتاء".
وعلى الرغم من تأكيدات المسؤولة أن لدى الحكومة برامج وآلية جديدة لحل مشاكل المرأة، إلا أن الناشطة فيروزه ولي، ترى أن الوعود الجديدة مثل سابقاتها ولا جدوى من ورائها. تقول لـ "العربي الجديد": سبق للحكومة أن وعدت مرارا بالعمل لتحسين أوضاع المرأة في الإقليم، وكذا فعلت المؤسسات المعنية ولكن الوعود لم تغير الأحوال، ونعتبرها وعوداً إلى أن تدخل حيز التنفيذ وتأتي بالنتائج المطلوبة".
تضيف الناشطة، أن "تهميش قضايا المرأة مضاعف، فهو تهميش من الحكومة ومن جميع شرائح المجتمع مؤسساته، ولا سيما علماء الدين والزعامات القبلية، وحتى المؤسسات الدولية التي تدّعي أنها عملت الكثير من أجل النساء".